شكلت عمليات شرم الشيخ محوراً لأنباء وتقارير وتحليلات واسعة في إسرائيل على مدار الساعات الـ48 الماضية.
ولعلّ من أبرز التعليقات التي نشرتها الصحف اليوم الأحد ما كتبه أليكس فيشمان، المعلق العسكري في "يديعوت أحرونوت"، الذي أكد أن إسرائيل موجودة كغاية رئيسية ضمن مخططات تنظيم "القاعدة".
وكان فيشمان يعلق بذلك على تقارير استخبارية إسرائيلية سابقة ذكرت أن إسرائيل ليست مستهدفة من طرف التنظيم السالف.
وأشار هذا المعلق أيضاً إلى أن ما أسماه بـ "البنى التحتية للإرهاب لدى البدو في سيناء" تشكل نقطة انطلاق "من شأن الإرهاب العالمي أن يصل عبرها إلى إسرائيل".
أما المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس"، زئيف شيف، فرأى أن عمليات شرم الشيخ تنطوي على مفاجأة من طرف ما أسماه "فرع القاعدة في سيناء"، وذلك حيال المخابرات المصرية. وأضاف أن هناك شكًّا فيما إذا كان ثمة تنسيق بين هذه العمليات وبين التفجيرات الأخيرة في لندن.
وفي صحيفة "معاريف" كتب المعلق العسكري عميت كوهن يقول إنه من السابق لأوانه تقدير فيما إذا كانت هناك صلة مباشرة بين عمليات لندن وعمليات شرم الشيخ، لكن صلة الوعي أصبحت موجودة على ما يبدو بسبب التقارب الزمني وأساليب العمل المتشابهة.
وأضاف أن "الرسائل التي توجهها هذه العمليات الإرهابية، ومؤداها أنه ما من مكان يمكن الهروب إليه وما من طريق لترقّب العمليات المقبلة، تتغلغل في الوعي. وفي هذه الحرب ضد عدو دون ملامح سيكون من الصعوبة بمكان تحقيق انتصار".
وكان تقرير للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية سبق أن قال إن إسرائيل لا ترى نفسها مستهدفة من قبل تنظيم القاعدة العالمي، بزعم أنه يستهدف بالأساس أوروبا والولايات المتحدة، وأن حربه موجهة "للعالم المسيحي ولا شأن لإسرائيل فيها".
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، التي كشفت عن التقرير، إن الاستخبارات الإسرائيلية العسكرية، وبالتعاون مع جهاز المخابرات الداخلية العامة، "الشاباك"، أعدّت خطة عمل تقلل أخطار العمليات التفجيرية التي تنفذها القاعدة وغيرها من التنظيمات الشبيهة أو التابعة لها، بنسبة 70% ليس فقط في إسرائيل وإنما أيضا في المنطقة وفي دول أخرى في العالم، وانه في حال تنفيذ الخطة وتمويلها كما يجب، فإنه خلال ثلاث سنوات سيكون من الممكن إفشال هذه العمليات في إسرائيل بنجاح تصل نسبته إلى 90 %.
وحسب ما نشر فإن الخطة يمتد تنفيذها على مدى ثلاث سنوات، وفي مركزها تطوير جهاز الاستخبارات العسكرية لإمكانياته في جمع المعلومات من العالم حول تنظيم القاعدة والجهاد العالمي.
وتقول الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "إن إسرائيل موجودة خارج نطاق لعبة الإرهاب الدولي، وليست مستهدفة من قبل القاعدة... والجهاد العالمي لا يضع إسرائيل ضمن أولويات الأهداف لتنفيذ عمليات". كما لا يرى التقرير أن هناك تنسيقا بين الفصائل الأصولية الفلسطينية وتنظيم القاعدة، وان تنسيقا كهذا ليس موجودا، أيضا، بين حزب الله اللبناني والقاعدة.
وتعبر مصادر سياسية إسرائيلية عن "غضبها" من ربط العمليات التفجيرية التي تحدث في العالم، مثل مدريد ولندن مؤخرا.
"إن الأميركان الذين ضبطوا الخارطة الإستراتيجية لتنظيم القاعدة في أفغانستان يعرفون الحقيقة، وحسب هذه الخارطة فإن العالم المسيحي تم صبغه باللون الأخضر، إن حربهم الاستنزافية هي ضد العالم المسيحي، وإسرائيل ليست موجودة على هذه الخارطة"، على حد مزاعم المصادر الإسرائيلية التي نشرتها "معاريف".
وعلى ما يبدو فإن إسرائيل تسعى من خلال هذا "الغضب" إلى إبعاد التهمة عنها، بأنها مركز صراع إقليمي ومنطقي ومسبب له، لأن هذا في نظر إسرائيل سيضعها دائما في قفص الاتهام وبالتالي ستكون معرضة لضغوط دولية على خلفية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتقول تقارير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إن "لتنظيم القاعدة في العالم سبع شبكات منفصلة عن بعضها، ويعتبر أسامة بن لادن المنسق الأعلى لهذه التنظيمات، ويجري الحديث عن شبكة الزرقاوي في العراق، والجماعة الإسلامية في الشرق الأقصى، والشبكة الأصلية في باكستان وأفغانستان، وشبكة محلية في شمال أفريقيا، وشبكة في منطقة القرن الأفريقي، والشبكة الأوروبية، المسؤولة عن العمليات التفجيرية في مدريد ولندن، وانطلقت من الجزائر".
ويضيف التقرير "أن هذه الشبكات مرتبطة بما يشبه قيادة أركان تابعة للقاعدة، وفيها ما بين ستة إلى ثمانية أعضاء. وتشمل القيادة عدة أقسام منها قسم العمليات والقسم المالي وقسم التأهيل العسكري ويسيطر على قواعد تدريب في عدة دول منها السودان والعراق واليمن، وذلك بعد أن خرجت من أفغانستان".
ويزعم التقرير أن نحو ألف متطوع في حركة الجهاد العالمي تسللوا إلى العراق من عدة دول مجاورة، ومن بينها المسار السوري، الذي تزعم إسرائيل أنها هي التي اكتشفته، وان جيش الاحتلال الأميركي في العراق عثر على مئات جوازات السفر السورية المزورة التي كانت بحوزة عناصر تنظيم القاعدة.
وحسب التقرير فإن المسار السوري نحو العراق هو أكثر ما يقلق الأميركان، وان إسرائيل هي التي قدمت المعلومات للأميركان، ومنها أن احد قادة تنظيم القاعدة ضبط وهو يعد جوازات سفر سورية مزورة، وان المسار كان يبدأ من أوروبا إلى السودان، ومن هناك على متن طائرة إلى سوريا، وبجواز سفر سوري مزور كان يعبر عناصر القاعدة إلى العراق.
ويزعم تقرير الاستخبارات الإسرائيلية انه على الرغم من أن حزب الله ليست له علاقة بعمليات تنظيم القاعدة، إلا أنه يساعد في تدريب عناصر مقاتلة على أرض العراق، ويحاول التقرير الربط بين حزب الله وسوريا في ما يجري في العراق.
وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن تنظيم القاعدة والجهاد العالمي في حالة لجم (التقرير أعدّ قبل وقوع عمليات شرم الشيخ) بزعم انه في العام الماضي قتل في عمليات القاعدة في العالم 700 شخص، من دون العراق، وأنه منذ مطلع العام 2005 وحتى منتصف الشهر الحالي، تموز/ يوليو، قتل 105 أشخاص (فقط) بما في ذلك عمليات لندن، وذلك لأن هذا التنظيم في ملاحقة دائمة في العالم، وحسب الاستخبارات الإسرائيلية فإن استمرار الملاحقة وتشديد الحصار على الجهاد العالمي سيوقع به ضربات أكبر.