كشفت "كتلة السلام" الاسرائيلية، في تقرير جديد لها مساء الإثنين، عن مخططات الاحتلال في تكثيف قضم الاراضي الفلسطينية وبناء المستعمرات الجديدة من خلال تسمين تلك القائمة واضافة احياء ملاصقة لها خاصة في المناطق المحاذية للخط الفاصل بين الاراضي المحتلة عام 48 وعام 67 والمعروف بالخط الاخضر ضمن استراتيجية لتعديله بشكل واسع.
وأشار التقرير الى ان النشاط الاستيطاني المتجدد في الضفة الغربية المحتلة يجري تحت غطاء الحديث عن خطة فك الارتباط عن غزة لافتا الى ان الاحتلال يتمحور في بناء الاحياء الاستيطانية بمحاذاة الخط الأخضر في الأماكن الفلسطينية التي يصعب الوصول اليها نتيجة اقامة الجدار. واعتبرت "كتلة السلام" ان الخطوات الاحتلالية الراهنة تستكمل استراتيجية تجريد الفلسطينيين من اراضيهم منوهة الى انه عندما تواجه حكومة أريئيل شارون ظرفا سياسي غير مريح لبناء المزيد من الاستيطان تلجأ الى استغلال الفرصة لارساء الدعائم والاسس للجدار بسرعة تمهيدا لاستكمال بناء الجدار حينما تسنح الفرصة. وتقول "كتلة السلام" ان شارون يعوض التباطؤ في بناء الجدران، نتيجة مقاومة الفلسطينيين لها او تعليقها بالمحاكم، بتسمين المستوطنات القائمة وهذا يعني بناء احياء كبيرة على بعد كيلومترات من المستوطنة الام كما يحصل في مستعمرة "الفي منشيه" التي تتوسع على حساب قريتي راس الطيرة وراس عطية. كما يشير التقرير الى وضع مشابه في مستوطنة "تسوفين" التي يضاف اليها الان 2100 وحدة سكنية على حساب قرية جيوس قضاء طولكرم وكذلك 2000 شقة في مستوطنة سلعيت على حساب اراضي خربة جبارة بهدف خلق تواصل جغرافي مع مستعمرة تسور نتان الملاصقة للخط الاخضر وهذا هو الوضع ايضا في مستوطنة ريحان وفي سائر المستوطنات شمال الضفة الغربية التي انجز فيها بناء الجدار. وتقول "كتلة السلام" ان المشروع "الاستعماري" ينفذ على يد شركات خاصة اقامها المستوطنون اضافة الى وحدة الاستيطان التابعة للوكالة اليهودية وكل ذلك تحت حماية ودعم جيش الاحتلال. واتهمت "كتلة السلام" شارون باعتماد استراتيجية بعيدة المدى لقضم الخط الاخضر واضاعته بتجريد الفلسطينيين من اراضيهم واجتذاب المزيد من المستوطنين ب"جودة الحياة" و"الامتيازات" الى جانب هدفه بتوسيع قاعدة دعم الاسرائيليين للاستيطان .
ولفتت الكتلة الى ان الاوضاع العامة اليوم مواتية لاخراج هذه المخططات الى حيز التنفيذ سيما بعد اقامة حكومة التكتل القومي الوشيكة داعية الى المساهمة بالتصدي لها من خلال فضحها والمشاركة في دعم اهالي القرى الفلسطينية بمقاومتهم للجدار والمصادرة . ودعت "كتلة السلام" الى المشاركة مع حركة "تعايش" و"اللجنة ضد هدم البيوت" وحركات يسارية وفلسطينية اخرى في ايام تطوعية لزرع آلاف أغراس الزيتون في أراضي جيوس التي صادر الاحتلال من اراضيها حتى الان 8600 دونم عدا 500 دونم أقيم عليها الجدار ذاته. (من وديع عواودة)