المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

تستعد اسرائيل لاستقبال وزير الخارجية الامريكي كولن باول، الذي سيقوم اعتبارًا من اول ايار المقبل بجولة في الشرق الاوسط، تشمل مصر واسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن والسعودية وسوريا. وتواصلت في نهاية الاسبوع المباحثات والمشاورات في القدس الغربية استعداداً لنشر "خارطة الطريق" للتسوية السياسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مباشرة بعد التصديق على حكومة "ابو مازن" في المجلس التشريعي، كما اعلنت الادارة الامريكية في اكثر من مناسبة. وستعرض الحكومة الفلسطينية على المجلس التشريعي يوم الثلاثاء 29/4 لنيل الثقة.وبحسب المحافل السياسية الاسرائيلية، يعتزم ارئيل شارون التباحث بشأن ملاحظات اخيرة على "الخارطة" مع الوزير الامريكي.

وتحمل هذه التحفظات اشتراطاً اسرائيلياً على الفلسطينيين بوقف ما تسميه اسرائيل بـ "الارهاب"، كشرط للتقدم في تطبيق بنود "خارطة الطريق" على الارض.

وافادت المصادر الصحفية الاسرائيلية ان شارون يصر على ان تفرض حكومة "ابو مازن" سيادتها الامنية كاملةً على مختلف التنظيمات الفلسطينية، "اما تلك التي لا تستطيع بسط سلطتها عليها، فلتقم بتفكيكها". وبحسب التفسيرات الاسرائيلية لهذا الشرط، يبدو ان القصد هنا هو "قوة 17" و "كتائب شهداء الاقصى"، التي تبقى بموجب الاتفاق الفلسطيني على تشكيل حكومة "ابو مازن"، وبحسب المصادر الاسرائيلية، بيد الرئاسة الفلسطينية. وتدعي اسرائيل ان هذين التنظيمين "يقودان الارهاب ضد الاسرائيليين". لذلك يطالب شارون بتفكيكها.

وفي ذلك يتحدث شارون كثيراً عن "تصور بوش" للحل، الذي يشمل، كما هو معروف، اقامة حكومة فلسطينية ذات صلاحيات كاملة، وتجريد التنظيمات الفلسطينية من سلاحها، وتركيز مختلف اجهزة الامن الفلسطينية بيد الحكومة الجديدة.

وقال متحدث رسمي في واشنطن ان باول لن يتوقف في اسرائيل والاراضي المحتلة إلا إذا صدق المجلس التشريعي على تشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة ابو مازن. وقال مسؤولون امريكيون ان الخارجية ستصدر بيانًا رسميًا الاسبوع المقبل، مشيرين الى ان باول سيغادر واشنطن الخميس على الارجح متوجهاً الى القاهرة ثم الرياض فعمان ودمشق وربما القدس الغربية ورام الله.

وقال احد المسؤولين طالبا عدم الكشف عن اسمه ان ترتيب محطات الجولة لم يتقرر نهائيا.

باول يدعو سوريا الى التعاون مع الولايات المتحدة

ودعا وزير الخارجية الاميركي كولن باول سوريا الى التعاون مع الولايات المتحدة مشددًا على ان واشنطن لا تريد ان تتحول سوريا الى ملجأ للفارين التابعين لنظام صدام حسين.

وفي مقابلة اجرتها معه صحيفة الحياة الصادرة في لندن نشرت الجمعة 25 نيسان، قال باول انه عازم على زيارة سوريا وقال "انا متوجه الى سوريا لاتكلم عن كل المواضيع بالنسبة الى دعم الارهاب او الحدود مع العراق" مضيفا "لا نريد ان تكون سوريا ملجأ للقادة الفارين التابعين لنظام صدام حسين".

واضاف "ساتكلم في سوريا عن كل هذه المواضيع لكنني لن اوجه انذارات (...) وانا اتوقع تعاونا من سوريا".

وعن ايران قال الوزير باول "من المؤسف ان تكون لحظة تحرير العراق ادت الى وصول عناصر من ايران الى جنوب العراق فهذا يؤدي الى خلق ظروف قد تكون غير مستقرة".

واضاف "نحن نعترف بان الذهاب والاياب لا بد منه عبر الحدود بين البلدين الجارين لكننا لا نريد رؤية دولة تاتي وتفرض اي نوع من النفود والسلطة على جزء من العراق".

وعن الاشخاص الذين نصبوا انفسهم مسؤولين في المدن العراقية قال باول "لن نترك اشخاصا يشكلون حكومات على هواهم وان يذهب احد الى مدينة ويقول انا الحاكم الان" مضيفا "يجب ان يتم الامر بموافقة الشعب وبالتالي ستكون السلطة الحقيقية حاليا تابعة للجنرال تومي فرانكس (قائد قوات التحالف في الخليج) وسيحدد الاخير من هم الاشخاص الذين سيتولون العمل ومن هم قادة هذا البلد".

وكانت الولايات المتحدة وجهت تحذيرات قاسية الى سوريا واتهمتها باستقبال فارين من بغداد وبتطوير اسلحة دمار شامل.

سوريا: القضية الفلسطينية اولاً..

ومن واشنطن اكدت مسؤولة سورية رفيعة ان قيام سلام دائم في الشرق الاوسط يتطلب حل القضية الفلسطينية، ونفت مجددًا "اي دعم من سوريا للارهاب في الشرق الاوسط".

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية السورية بثينة شعبان المتواجدة في واشنطن حيث تلبي دعوة مجلس العلاقات الخارجية ان "الحل الوحيد لمنطقة الشرق الاوسط هو وقف الاحتلال والاستعمار".

وفي اشارة الى صدام حسين اكدت شعبان ان سوريا لم تدعم ابدًا النظام العراقي. وقالت "ارسَلوا لنا المتفجرات وقتلوا العديد من المدنيين السوريين".

في المقابل اشارت شعبان الى ان دوافع الاجتياح الاميركي موضع تساؤل في سوريا والعديد من دول المنطقة. وتساءلت "اين هي اسلحة الدمار الشامل التي كانت من اهم اسباب شن الحرب؟". وقالت: "ماذا سيحل بمقتنيات متحف بغداد (170 الف قطعة) التي تشكل هوية بغداد وارثها الثقافي؟". واضافت ان الحرب على العراق "بالنسبة لشعوب المنطقة خطوة اولى من محاولة لاعادة تركيب المنطقة (...) سيقومون بخطوة الى اليمين نحو دمشق وبخطوة الى اليسار نحو طهران من اجل اعادة تركيب المنطقة".

واكدت ان الاحتلال الاميركي يعني في الكثير من الدول العربية "اضعاف حضارتنا الاصلية واستيراد حضارة غربية ليست حضارتنا". كما نفت شعبان اتهامات السناتور الاميركي بول غراهام لـ "حزب الله" بالارهاب.

وكانت شعبان تقدم مداخلتها بمشاركة غراهام. وقالت ان "حزب الله حزب سياسي هدفه الوحيد تحرير ارضه من الاحتلال الاسرائيلي".

واضافت سوريا عملت دائما من اجل السلام" وليست دولة تدعم الارهاب. وبشان العراق اكدت شعبان "ان سوريا تريد سلاما دائما وليس سلاما صادرا عن شعب مهان عن شعب مغلوب".

حكومة "ابو مازن" أمام المجلس التشريعي الثلاثاء

ويستعد محمود عباس لاستلام مهامه بعد موافقة الرئيس ياسر عرفات على تشكيلة حكومته.

واعلن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ان رئيس الوزراء المكلف محمود عباس سيعرض تشكيلة حكومته على المجلس الثلاثاء المقبل.

وقال قريع ان المجلس سيعقد جلسته الثلاثاء بدلا من الاحد. وقال مسؤول في المجلس ان الرئيس ياسر عرفات الذي وافق على تشكيلة حكومة محمود عباس بعد وساطة مصرية، سيلتقي الاثنين نواب حركة فتح.

ويتعين ان يتيح تثبيت الحكومة نشر خريطة الطريق التي تنص على اقامة دولة فلسطينية على مراحل بحلول 2005.

ودعا الرئيس الاميركي جورج بوش محمود عباس لزيارة واشنطن، لكنه اوضح ان الدعوة لا تشمل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الذي تعتبره واشنطن "شخصًا غير مرغوب فيه" بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين امريكيين.

وعلى الفور اكدت المفوضية الاوروبية مواصلة التعامل مع الرئيس ياسر عرفات مؤكدة انه "يبقى رئيس السلطة الفلسطينية وزعيم منظمة التحرير الفلسطينية".

ويتوقع ان يمنح المجلس التشريعي الفلسطيني خلال جلسة تعقد الثلاثاء الثقة لحكومة ابو مازن. وبعد تعيينه، ينبغي ان تعلن اللجنة الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، "خارطة الطريق"، التي تنص على اقامة دولة فلسطينية على مراحل بحلول 2005.

وطالب الرئيس ياسر عرفات بنشر الخريطة وتطبيقها الفوري، وذلك في محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، الذي قدم له تطمينات بهذا الصدد، كما اكد مصدر رسمي فلسطيني. وعاد الرئيس ياسر عرفات للتأكيد على الموضوع في مقابلة نشرتها صحيفة "ا ب ث" الاسبانية الجمعة 25/4.

وترى الاسرة الدولية في تعيين محمود عباس وتشكيل حكومته فرصة لدفع عملية السلام، بعد عامين ونصف من الانتفاضة.

ولكن مهمة ابو مازن لا تخلو من صعوبة بالنسبة لمسؤول يدعو الى وقف العمليات المسلحة دون ان يحصل بالمقابل على ادنى تنازل من جانب الاسرائيليين.

ويقول النائب الفلسطيني زياد ابو زياد في تصريح للاذاعة العامة الاسرائيلية الجمعة 25/4 ان "مهمته مستحيلة تقريبا، اذ كيف يمكنه وقف العنف دون ان يحصل مسبقا على ادنى مقابل سياسي".

ويؤكد ابو زياد على ضرورة ان تبادر اسرائيل بتجميد الاستيطان كما تنص عليه خريطة الطريق وسحب جيشها من الاراضي الفلسطينية التي اعادت احتلالها قبل عام. ويقول ان المجموعات الراديكالية ستعمل على "نسف جهود" ابو مازن لاعادة الهدوء، لكنه استبعد مواجهة مباشرة بين هذه المجموعات واجهزة الامن الفلسطينية التي ستصبح تحت اشراف الحكومة.

وداخل حركة فتح نفسها، التي يقودها الرئيس ياسر عرفات، هناك من يعارضون وقف العمليات المسلحة، على الاقل بدون تنازل اسرائيلي.

المصطلحات المستخدمة:

بول

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات