المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

في الظروف السياسية المستجدة في الاسابيع الاخيرة، ثمة من يعتقد في الادارة الامريكية ان احتمالات تطبيق "خارطة الطريق" لتسوية الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني تتعزز. وبحسب التقديرات الامريكية، التي نقلت الى اسرائيل من واشنطن مؤخراً (هآرتس 25/4) تبدو شروط التقدم السياسي بين اسرائيل والفلسطينيين "اسهل اليوم بالقياس بالسنتين الماضيتين"، الللتين عرضت فيهما وفشلت خطط سياسية وامنية كثيرة وبضمنها خطط ميتشيل وتنيت وزيني لتهدئة الصراع وتجديد العملية السياسية.وبحسب التقديرات القادمة من واشنطن، تختلف الان قوة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط عن أي مرة سابقة، نتيجة انتصارها العسكري في العراق. وهي تشير ايضاً الى ما تعتبره "تراجعًا في مكانة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، اكثر من اي وقت مضى". وترى ان هناك في الجانب الاسرائيلي "مؤشرات على تغيير في موقف رئيس الحكومة الاسرائيلية اريئيل شارون" (يديعوت احرونوت و هآرتس - 25/4)، الذي صرح اكثر من مرة انه راغب بالتقدم نحو تسوية سياسية.

وتعلق الادارة الامريكية الامال الكبيرة على اللقاء المخطط عقده بين شارون وابو مازن، بعد نيل الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسته ثقة المجلس التشريعي الفلسطيني.

وتمتنع السلطات الاسرائيلية عن اجراء أي اتصال مباشر بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، منذ ان اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل اكثر من عامين.

وبحسب التوجه الامريكي، لم يكن القصد من "خارطة الطريق" ان تفرض على الاطراف، وبامكان قادة الطرفين الانحراف عنها وتسريع التقدم بخطوات متفق عليها.

كذلك تختلف "خارطة الطريق" عن الخطط السابقة للتسوية، كونها تضع "تصور الدولتين" لدى الرئيس بوش مهدف واضح ومتفق عليه في نهاية العملية السياسية التفاوضية.

وتقضي الخطة الامريكية بتسليم "خارطة الطريق" للاطراف بصورة رسمية، مباشرة بعد تحليف حكومة ابو مازن في المجلس التشريعي. وسيقوم السفير المريكي في اسرائيل دان كرتسر بتسليمها لرئيس الوزراء شارون، في حين يقدمها اعضاء "الرباعية" لرئيس الحكومة الفلسطينسة ابو مازن.

ومن المنتظر ان يصل في نهاية الاسبوع القادم وزير الخارجية الامريكي كولن باول الى الشرق الاوسط، في جولة ترمي الى تأكيد وقوف الادارة الامريكية وراء تجديد العملية السياسية. وسيكون الهدف الاساس لجولة باول زيارة دمشق، حيث سيطلب من السوريين تغيير سلوكهم.

وفي مقابلة متلفزة مع شبكة "NBC" قال رئيس الولايات المتحدة، جورج بوش إنه يتوقع أن يطرأ تقدم ملموس على مسار التسوية السلمية في الشرق الأوسط. وأشاد بوش بمواقف رئيس الحكومة الفلسطينية الجديدة، محمود عباس (أبو مازن)، ووجه دعوة له للقاء في واشنطن.

وقال بوش إن "أبو مازن صرح علنيًا أنه ضد الإرهاب وسيستخدم جميع الوسائل المطلوبة من أجل مكافحته. أظن أن أبو مازن هو شخص يتوق لتحقيق السلام، وأنا بدوري أتوقع أن نعمل معًا من أجل التوصل إلى حل دولتين". وتابع بوش يقول "إذا سألتموني إذا كان جدير بأبي مازن أن يأتي وحده دون الرئيس ياسر عرفات، فإجابتي هي نعم بكل تأكيد".

وأضاف بوش إن الطريق إلى إحلال سلام يضمن أمن الكيان الإسرائيلي ويبعث الأمل لدى الفلسطينيين يكمن في إقامة دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب بسلام.

ووصف جورج بوش رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمود عباس "بالمكرس للسلام"، واعداً بتوجيه دعوة له لزيارة البيت الأبيض في المستقبل القريب، وهي دعوة لم توجه لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات قط.

وتأتي تعليقات بوش في مقابلة تلفزيونية كمصادقة أميركية قوية على شخص أبومازن الذي وعد بإعادة هيكلة السلطة الوطنية الفلسطينية.

وكانت أزمة تشكيل الحكومة الفلسطينية قد انتهت بعد تمكّن مدير المخابرات المصرية عمر سليمان، من التوصل لاتفاق الأربعاء بين الرئيس ياسر عرفات، وأبومازن، المرشح لتشكيل أول حكومة فلسطينية، في محاولة أخيرة لحل الخلاف القائم بينهما بشأن بعض أعضاء الحكومة المقترحة. ويقضي الاتفاق، بحسب مصادر فلسطينية، الإبقاء على محمد دحلان المستشار الأمني للرئيس عرفات في منصب وزير الأمن الداخلي.

ويرى المراقبون أن الرئيس الفلسطينيي تعرض لضغوط شديدة من الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية لحل الأزمة الحالية مع أبو مازن حول صلاحيات منصب رئيس الوزراء.

ويرى مراقبون أن هذا التدخل الدولي والعربي في الشأن الفلسطيني يأتي كاستحقاق للتطورات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، من أجل تحريك الأوضاع الراكدة في مسار المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية.

ورهنت الإدارة الأميركية الكشف عن "خارطة الطريق" للسلام في الشرق الأوسط وتعيين رئيس وزراء فلسطيني مفوض بصلاحيات واسعة وحقيقية، وإعلان التشكيل الوزاري الجديد.

وقال وزير الخارجية الأميركي كولن باول إن "خارطة الطريق" سترسي قواعد المسؤوليات والألتزامات للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني للمضي قدماً في طريق السلام في الشرق الأوسط.

وأستدرك وزير الخارجية بقوله في مقابلة لمحطة "أل.بي.سي." التلفزيونية اللبنانية (24/4) قائلاً "دعونا نكون صريحين ونزها، فمن المستحيل العمل تجاه تحقيق السلام ما لم يتوقف العنف والإرهاب."

وفي مؤشر على مدى صعوبة تحقيق ذلك، فجر فلسطيني شاب نفسه في مدخل محطة للقطارات في كفر سابا (24/4) مما أدى لمقتل إسرائيلي والمنفذ فضلاً عن إصابة العشرات بجراح.

وعبر باول عن أمله في أن يعمل أبومازن جاهداً "لوقف دوامة العنف وإنهاء الإرهاب"، وخلق الظروف التي تسمح بالمضي قدماً في تحقيق السلام.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, رئيس الحكومة, اريئيل

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات