المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

تشهد منطقة الشرق الاوسط خلال الايام القليلة القادمة سلسلة من التحركات والمشاورات الدبلوماسية، مع اقتراب موعد نشر خطة "خارطة الطريق" للتسوية السياسية بين اسرائيل وفلسطين، واستكمال تشكيل حكومة ابو مازن، وزيارة وزير الخارجية الامريكي كولن باول الى المنطقة.وتبدأ اسرائيل استعداداتها السياسية لمواجهة المتغيرات في القيادة الفلسطينية، وبالاساس تشكيل اول حكومة فلسطينية ذات صلاحيات كاملة، جاءت تجاوباً مع ضغوط دولية امريكية واسرائيلية، كخطوة اولى ضرورية وحتمية للعودة الى مائدة المفاوضات.

ومن المنتظر ان تنشر الادارة الامريكية هذا الاسبوع خطة "الطريق"، شرط ان تحظى حكومة ابو مازن بثقة المجلس التشريعي.

وترى محافل سياسية في القدس الغربية ان استكمال تشريع الحكومة الفلسطينية ونشر "خارطة الطريق" والاعلان عن موعد تجدد المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية ستمهد الطريق امام توجيه مصر الدعوة لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون للقيام بزيارة رسمية اليها.

ومن المنتظر ان يصل اسرائيل خلال ايام الجنرال عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية والمندوب الخاص للرئيس حسني مبارك، لتنسيق الزيارة المتوقعة. وقالت "يديعوت احرونوت" (27/4) ان سليمان سيلتقي ارئيل شارون وسيسلمه الدعوة بشكل رسمي.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مصري كبير قوله ان الجنرال سليمان، الذي وصل الى رام الله الاسبوع الماضي للتوسط بشأن جهود تشكيل حكومة ابو مازن، خطط لالتقاء شارون، الا ان اللقاء لم يتم بسبب عيد الفصح اليهودي.

وشدد المصدر المصري في حديث مع "يديعوت" على ان الاطراف المعنية تقف امام ستة شهور من العمل المكثف قبل ان تدخل الادارة الامريكية فترة الانتخابات.

واعرب المسؤول المصري عن اعتقاده بأن شارون "يمسك بجميع الاوراق وعليه الان العمل على تقوية ابو مازن ومحمد دحلان لكي لا يصاب الفلسطينيون باليأس".

وتتوقع المحافل السياسية الاسرائيلية ان تنشر "خارطة الطريق" بعد استكمال اجراءات تشريع حكومة ابو مازن على النحو التالي: سيقوم سفير الولايات المتحدة لدى اسرائيل دان كرتسر بتقديم الوثيقة الرسمية لرئيس الحكومة شارون، في حين يقوم ممثلو "الرباعية" بتقديمها الى الجانب الفلسطيني بقيادة الرئيس ياسر عرفات ورئيس الحكومة ابو مازن.

وتترقب الاوساط السياسية الاسرائيلية والفلسطينية زيارة وزير الخارجية كولن باول الى البلاد ابتداء من الاول من ايار، في جولة تشمل عدداً من دول المنطقة بضمنها الاردن وسوريا ومصر والسعودية واسرائيل وفلسطين.

لقاء محتمل بين شارون وبوش في واشنطن منتصف أيار المقبل

وفي القدس الغربية اعلن متحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان شارون قد يلتقي في 19 ايار الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لاعلان دولة اسرائيل.

واعلن رعنان غيسين لوكالة فرانس برس ان "شارون سيشارك في حفلة موسيقية في 19 ايار في واشنطن بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لاقامة دولة اسرائيل، دعي الرئيس بوش لحضورها كضيف شرف".

واعتبر ان المسؤولين قد يلتقيان في هذه المناسبة، مشيرا في الوقت نفسه الى انه لم يتحدد اي لقاء بينهما رسميا بعد.

لكنه اعلن ان زيارة شارون الى واشنطن مرتبط بالوضع في اسرائيل.

وقد زار شارون واشنطن سبع مرات حتى الان منذ توليه رئاسة الحكومة في اذار 2001.

وبحسب المصادر السياسية المختلفة، من المنتظر ان يوجه الرئيس بوش الدعوة في وقت لاحق لرئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) للقيام بزيارة منفصلة الى واشنطن.

وقال المصدر نفسه ان هذه الدعوة ستوجه بعد نشر "خارطة الطريق" فور تسلم محمود عباس مهامه.

و"خارطة الطريق" خطة للسلام وضعتها اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الاوسط التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة.

واعلن الرئيس بوش ان عملية السلام في الشرق الاوسط "تتسارع" الان بعدما اختار الفلسطينيون رئيس حكومة جديدا وجهت اليه الدعوة لزيارة واشنطن.

واعلن في مقابلة مع شبكة "ان بي سي" التلفزيونية الاميركية "اعتقد ان ذلك سيتسارع، وآمل في ان يتم ذلك بشكل مهم".

اسرائيل تريد اقناع المسؤولين الاجانب بمقاطعة الرئيس عرفات

وتسعى اسرائيل الى اقناع الزوار الرسميين الاجانب بعدم مقابلة الرئيس الفلسطينيي ياسر عرفات، والالتقاء فقط مع رئيس الوزراء الجديد محمود عباس (ابو مازن). وقال وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم ان نظرائه الاجانب ومعظمهم من الاوروبيين والذين من المقرر ان يقوموا بزيارة للمنطقة في الاسابيع القليلة القادمة "ليس لديهم اي سبب للقاء ياسر عرفات، نظراً لأن اسرائيل ترفض اجراء اي محادثات معه" وتعتبره "خارج اللعبة". ونقلت مصادر صحفية مختلفة عن شالوم قوله ان هذه اللقاءات مع الرئيس ياسر عرفات في مقره في رام الله بالضفة الغربية "تضر بموقف ابو مازن".

واجرى شالوم ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مشارورات لتحديد السياسة التي ستتبعها الحكومة الاسرائيلية في ما يتعلق بالمسؤولين الاجانب الذين يزورون اسرائيل ويرغبون بلقاء الرئيس ياسر عرفات.

وفي الاشهر العشرة الماضية كانت الزيارة الوحيدة التي قام وزير خارجية دولة غربية للرئيس عرفات في مطلع نيسان عندما زاره يوشكا فيشر وزير الخارجية الالماني في رام الله. ومن ناحيتها دعت اليزابث جونز، مساعدة وزير الخارجية الاميركي كولن باول للشؤون الاوروبية، في تصريحات لصحيفة "بوبليكو" البرتغالية، المسؤولين الاوروبيين الى التوقف عن زيارة الرئيس ياسر عرفات.

واضافت ان الاتحاد الاوروبي بوصفه ساهم في وضع "خريطة الطريق" لارساء السلام بين اسرائيل والفلسطينيين "عليه العمل على افهام ياسر عرفات بأنه لم يعد مسؤولا وان ابو مازن هو المسؤول الان ويجب تقديم الدعم له هو". ونقلت الصحيفة عن جونز قولها انه "كلما قام رؤساء وزراء اوروبيين بزيارة عرفات، كلما زادت رغبة عرفات في التدخل بشكل سلبي" في تشكيل حكومة ابو مازن الجديدة.

المصطلحات المستخدمة:

دولة اسرائيل

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات