المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

يعقد رئيس الحكومة الاسرائيلية الاحد 6/4 مشاورات سياسية حول الموقف الاسرائيلي من "خريطة الطرق" الدولية لحل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي. ومن المنتظر ان يشترك في المشاورات، بموجب "هآرتس" 4/4، وزير الخارجية سلفان شالوم الذي عاد الخميس 3/4 من زيارة لواشنطن، وكذلك وزير الدفاع شاؤول موفاز. ولدى الوزيرين المذكورين تحفظات وملاحظات مختلفة ومطولة على الصيغة الجديدة المعدلة لـ "خارطة الطريق"، وكذلك على التعديلات الاسرائيلية عليها.ووجهت الادارة الامريكية هذا الاسبوع رسالة لاسرائيل تحدثت عن "اهمية معالجة قضية المستوطنات لتقوية المكانة الاقليمية للولايات المتحدة" بعد العراق.

وتضمنت الرسالة التي اشارت اليها "هآرتس" تنويهًا الى ان الولايات المتحدة مصممة على مواصلة الحرب ضد العراق وانها ستزيل التهديد العراقي الصاروخي لاسرائيل، وبعد الحرب "ستعتني بأنظمة حكم متطرفة اخرى في المنطقة، وليس بالضرورة بالوسائل العسكرية، لكي تخفف من نشاطها وتنتظم في محاربة الارهاب".

وجاء في الرسالة الامريكية ان هذه الاجراءات "ستخدم اسرائيل ايضاً، وبسببها وصلت الولايات المتحدة الى ضائقة في العالم العربي، لذلك على اسرائيل ان تساعدها في مسألة المستوطنات".

وورد في الرسالة ايضاً ان "الادارة الحالية ليست لديها اوهام بالسلام والعودة الى العملية السياسية، بل رؤية واقعية لادارة الصراع".

واختار المسؤولون الامريكيون تجنب اثارة موضوع المستوطنات في محادثاتهم مع وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم. وتقول "هارتس" ان الاسرائيليين انطبعوا بأن الامريكان "بذلوا جهوداً لإنجاح زيارة شالوم الى واشنطن، بهدف ترسيخ الحوار مع وزير الخارجية الجديد، لذلك امتنعوا عن اظهار الخلافات مع اسرائيل".

وتقول "هآرتس" ان الرسالة بخصوص المستوطنات نقلت عبر القنوات الدبلوماسية، فقد تحدث وزير الخارجية الامريكي كولن باول عن الحاجة الى وقف الاستيطان في خطابه امام مؤتمر "ايباك"، مكتفياً بهذا التصريح.

وكانت القضية الاساس التي اثارها الامريكان مع سلفان شالوم تعيين رئيس الحكومة الفلسطينية الجديدة "ابو مازن" واهمية قيام اسرائيل بخطوات تسهم في ترسيخه ونجاحه في مهمته.

"في واشنطن، وكما هو الحال في القدس، ليسوا متأكدين من مدى قدرة ابو مازن على الحصول على صلاحيات حقيقية من رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، ولا يعرفون ما اذا كان سينجح بفرض سلطته على عناصر القوة والتنظيمات المسلحة في الجانب الفلسطيني"، يكتب الوف بن المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس"، ويضيف: "لكن الامريكيين يتوقعون ان تمتنع اسرائيل عن المضايقة وان تساعد ابو مازن بكل الطرق الممكنة. وقد اعادوا الى اذهان وزير الخارجية شالوم ان تعيين ابو مازن رئيساً للحكومة ينتظم ضمن الاستراتيجية الامريكية لتغيير القيادة الفلسطينية".

وامتنع كبار المسؤولين الامريكيين، بدءًا بالرئيس بوش ونائبه ديك تشيني ومستشارة الامن القومي كونليسا رايس ووزير الخارجية باول، عن اثارة مطالب عينية من اسرائيل. "هذه نقلت قبل الزيارة في القنوات الدبلوماسية، واشتملت على توقع بازالة الحواجز وادخال عمال فلسطينيين الى اسرائيل والاسراع في تحرير اموال السلطة الفلسطينية واخلاء المناطر ووقف تصريحات مسؤولين اسرائيليين".

وابلغ شالوم الامريكان ان تعيين ابو مازن "خطوة ايجابية، الا ان الامتحان في التنفيذ"، أي في القدرة على "مكافحة الارهاب" والسيطرة على التنظيمات الفلسطينية المسلحة وتنفيذ اصلاحات في اجهزة السلطة.

وكان في خلفية محادثات شالوم في واشنطن النشر القريب للصيغة النهائية لـ "خارطة الطريق" ومحاولات اسرائيل ادخال تعديلات على الخطة التي تدعو الى اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة حتى نهاية العام، والى اتفاق دائم للحل حتى 2005.

وابلغ الامريكيون وزير خارجية اسرائيل ان "خارطة الطريق" ستنشر بصيغتها النهائية بعد تحليف الوزراء الجدد في الحكومة الفلسطينية الجديدة، وبعد النشر تتوقع واشنطن الحصول على ملاحظات الاطراف عليها.

وتقول الاوساط السياسية الاسرائيلية المطلعة ان الادارة الامريكية حاولت اقناع شالوم بأن "خارطة الطريق" تعطي فرصة للتقدم وتستجيب لمصالح الولايات المتحدة واسرائيل، مؤكدين على انه لا مجال لفتحها للنقاش من جديد.

وفي القدس الغربية اعربت الاوساط السياسية الاسرائيلية عن ارتياحها لتصريحات وزير الخارجية الامريكي مولين باول في بروكسل امام نظرائه الاوروبيين بأن الولايات المتحدة ستبذل كل ما تستطيع للحفاظ على "خارطة الطريق" بدون تغيير. مع ذلك، هناك في اسرائيل من يؤكد على ان المخطط الامريكي للحل لن يعني شيئاً اذا لم يكن مقبولاً على الطرفين "اللذين سيتقدمان بملاحظاتهما" عليه.

وكانت الولايات المتحدة ابلغت الزعماء الاوروبيين (الخميس 3/4) انها مصممة على تنفيذ "خارطة الطريق" او خطة سلام "ولكنها لا تستطيع فرضها على الاسرائيليين والفلسطينيين".

"الرباعية" ستنشر "خارطة الطريق" بعد تشكيل حكومة "ابو مازن"

وفي بروكسل افاد مصدر اوروبي الخميس 3/4 ان هناك "اجماعاً" داخل اللجنة الرباعية على نشر "خريطة الطريق" بشأن السلام في الشرق الاوسط كما هي من دون تعديل، بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية برئاسة محمود عباس وحصولها على ثقة المجلس التشريعي الفلسطيني.

وقال هذا المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه اثر لقاء للجنة "الرباعية" عقد في بروكسل: "هناك اجماع على عدم تعديل خريطة الطريق التي اقرتها اللجنة الرباعية في العشرين من كانون الاول الماضي في واشنطن".

وتابع المصدر نفسه "هناك اجماع ايضًا على ضرورة نشر الخطة بعد ان تكون حكومة محمود عباس قد نالت ثقة المجلس التشريعي الفلسطيني".

وشارك في اجتماع بروكسل الموفد الخاص للاتحاد الاوروبي الى الشرق الاوسط ميغيل انخيل موراتينوس وممثل الامين العام للامم المتحدة في الاراضي الفلسطينية تيري رود لارسن والموفد الروسي الى الشرق الاوسط الكسندر فدوفين ومساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ريتشارد بيرنز.

وتزامن هذا الاجتماع مع اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي حول العراق عقد بحضور وزير الخارجية الاميركي كولن باول في مقر الحلف الاطلسي في بروكسل.

واكد الاوروبيون خلال هذا الاجتماع على ان المحادثات حول اعادة اعمار العراق يجب ان تترافق مع حصول تقدم في تطبيق "خريطة الطريق".

واعتبر المصدر الاوروبي انه "لا يمكن فصل الرهانات الكبيرة حول العراق عن عملية السلام الاسرائيلية - الفلسطينية".

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش وعد الشهر الماضي برفع تحفظات واشنطن على نشر "خريطة الطريق" بعد استحداث منصب رئيس وزراء فلسطيني يتمتع بصلاحيات.

"ابو مازن" يعلن حكومته الاسبوع المقبل

وفي غزة اعلن وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية نبيل شعث ان محمود عباس (ابو مازن) رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف سيعلن على الارجح حكومته خلال الاسبوع المقبل.

وقال شعث في حديث لاذاعة صوت فلسطين الرسمية ان ابو مازن "قد يعلن عن حكومته خلال الاسبوع القادم".

وكان ابو مازن بدأ في غزة مشاورات مع ممثلين عن الفصائل الفلسطينية بينهم حركتا المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي وشخصيات وطنية ومستقلة واعضاء المجلس التشريعي . واشار الى ان "هناك رابطًا بين الاعلان عن الحكومة وتحديد موعد تنفيذ خريطة الطريق الذي سيكون محور اجتماع بروكسل". ورأى ان الموقف الاميركي "سيكون على المحك خلال هذا الاجتماع".

وشدد شعث على اهمية اجتماع بروكسل الذي رأى انه "سيحسم موضوع الاعلان عن خطة خريطة الطريق كما هي والبدء بتنفيذها"، معتبرًا ان طرح خريطة الطريق بدون تعديل والبدء بتنفيذها مع اليات مراقبة "سيعزز الثقة فيها".

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة, هآرتس, ايباك

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات