المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

ماريوس شاتنر: وكالة الصحافة الفرنسية:تصاعدت الحملة الانتخابية في اسرائيل في نهاية الاسبوع الجاري مع تبادل سلسلة من الاتهامات بالفساد بين الأحزاب، وسط استمرار التهديدات بالحرب ضد العراق.

ونشرت الصحف الاسرائيلية اواخر الاسبوع ملفات كبيرة عن قضايا فساد تطال حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته ارئيل شارون وكذلك حزب العمل المعارض.

وفي مواجهة تراجع شعبية الليكود، دعا شارون اعضاء حزبه الى التعبئة قبل اقل من اربعة اسابيع من الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 28 كانون الثاني الجاري. ونقل مصدر سياسي عن شارون قوله امام كبار مستشاريه السياسيين "سننتصر في الانتخابات لكن من الضروري ان يكون ذلك بجدارة".

وكشف استطلاعان جديدان للرأي ان الليكود سيحصل على ما بين 32 و34 مقعدا في البرلمان (الكنيست) مقابل اربعين منذ ثلاثة اسابيع. ويمثل الليكود في البرلمان المنتهية ولايته 19 نائبا.

وقد نجم هذا التراجع عن الكشف عن شراء اصوات وتسلل ملاحقين سابقين في القضاء الى الليكود خلال اختيار المرشحين للنيابة.

لكن تراجع الليكود لا يعود بالفائدة على حزب العمل الذي ما زالت استطلاعات الرأي ترجح حصوله على ما بين 21 و22 مقعدا، مقابل 25 نائبا يمثلونه حاليا.

وقد اعلن زعيم هذا الحزب عمرام متسناع الذي لا يتردد في تبني مواقف مخالفة للرأي العام انه اذا انتصر في هذه الانتخابات، فانه سيستأنف "بدون شروط" مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وكانت هذه المفاوضات توقفت في كانون الثاني 2001.

ورفض متسناع استبعاد امكانية عقد لقاء مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي اعلن شارون انه يعتبره "خارج حدود اللعبة".

ورحبت السلطة الفلسطينية بتصريحات متسناع. وقال صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني ان "استئناف المفاوضات من النقطة التي انتهت عندها في طابا في عام 2001 يعتبر ركيزة اساسية لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي دون اضاعة للجهد والوقت".

* الاغلبية مع الشطب

من جهة اخرى، كشف استطلاعان للرأي ان غالبية الاسرائيليين تؤيد منع نائبين عربيين من الترشح للانتخابات التشريعية في اسرائيل، واشار الاستطلاعان الى التاثير السلبي لهذا القرار على العلاقة مع الاقلية العربية. وكانت اللجنة الانتخابية رفضت قبل ايام قبول ترشيح النائب العربي الاسرائيلي عزمي بشارة ولائحة حزبه التجمع الوطني الديموقراطي بعد ان سبق ورفضت ترشيح النائب احمد الطيبي.

* الحرب القادمة

ومع تصاعد الحملة الانتخابية في اسرائيل، تتسارع الاستعدادات في الدولة العبرية لمواجهة احتمال اندلاع حرب ضد العراق.

وقد اكد وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز ان اسرائيل "تحتفظ لنفسها بحق الرد" اذا تعرضت لهجوم عراقي، ملمحا الى ان هذا الرد سيكون حتميا اذا استخدم العراق اسلحة غير تقليدية.

وتوقع ان "يطوق الاميركيون في المرحلة الاولى المدن العراقية وفي مقدمتها بغداد مع تجنب الدخول في معارك شوارع".

واضاف ان "الطيران (الاميركي) سيهاجم مواقع الصواريخ الثابتة او البطاريات المتنقلة"، مشيرا الى ان العراق لن تكون لديه في هذه الاحوال سوى "وسائل محدودة" لمهاجمة اسرائيل بصواريخ او طائرات.

واكد موفاز ان اسرائيل "تملك لمواجهة هذه التهديدات وسائل دفاع متطورة وخصوصا نظام الصواريخ المضادة للصواريخ آرو ومنظومة حماية مدنية".

وقال ان نظام آرو اصبح "متطورا للغاية" وستجرى عليه تجارب جديدة مطلع الاسبوع.

واكدت وزارة الدفاع الاسرائيلية ان اسرائيل ستجري قريبا تجربة لنظام آرو.

وخلال حرب الخليج (1991)، اطلق العراق على اسرائيل 39 من صواريخ سكود التي تحمل رؤوسا تقليدية ادت الى مقتل شخصين وسقوط عدد كبير من الجرحى.

وبمعزل عن مدى جدية هذا التهديد، ترى الصحف الاسرائيلية انه يعود بالفائدة على اليمين الحاكم.

وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان "الحروب تعود في معظم الاحيان بالفائدة على الانظمة الحاكمة ولكن في الانتخابات هناك ما هو افضل من الحرب وهو التهديد بالحرب".

المصطلحات المستخدمة:

الليكود, الكنيست

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات