الآن أصبح أمر <خريطة الطرق> رسمياً: <<مباشرة بعد تقويض اسس نظام الرئيس العراقي صدام حسين في بغداد، تعتزم ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش التفرغ للتوصل الى حل في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني>>.بعد ظهر الجمعة (14 اذار) اعلن الرئيس جورج بوش انه سيقدم الصيغ المعدلة للبرنامج الامريكي مباشرة بعد تعيين رئيس حكومة فلسطيني ذي صلاحيات كاملة في السلطة الفلسطينية. وفي لندن اعلن رئيس وزراء بريطانيا انه يأمل ان يصبح الامر متاحاً (التعيين) في الاسبوع المقبل.
وفي القدس الغربية اعلن ناطق اسرائيلي ان الحكومة الاسرائيلية "متفقة تماما" مع الرئيس الاميركي جورج بوش وموافقة على الرابط الذي اقامه بين تولي رئيس وزراء فلسطيني مهامه ونشر "خريطة الطريق".
وابدت الاوساط السياسية الاسرائيلية ارتياحا كبيراً للخطاب، وذكرت المصادر الصحفية الاسرائيلية ان اسرائيل كانت على علم مسبق بمضمونه، وهي تعتبره اعلانا للرغبة الامريكية بالتدخل في حل الصراع في الشرق الاوسط، معربة عن اعتقادهابأن ادارة بوش لن تضغط على اسرائيل، وان كل ما ترمي اليه هو عرض الصيغة الجديدة على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي والبدء بمفاوضات ثلاثية حول التسوية الممكنة.
وقال يوناتان بيليد الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية لوكالة فرانس برس: "اننا متفقون تماما مع الرئيس بوش على اهمية تعيين رئيس وزراء فلسطيني".
واضاف: "حين يتم تعيين رئيس وزراء فلسطيني ويبدأ مهامه، عندها سنفكر بالتأكيد في بحث +خريطة الطريق+".
واشار بيليد ايضا الى ان الرئيس الاميركي قال ان دولة فلسطينية مستقبلية يجب ان تكون ديموقراطية وتتخلى "الى الابد عن اللجوء الى الارهاب"، بحسب التعابير التي استخدمها الرئيس بوش.
واضاف بيليد "اننا متفقون ولا شك مع بوش حول هذه النقطة، وعندما سيكون لنا شريك يمكن الوثوق به من الجانب الفلسطيني، عندئذ سيكون بامكاننا بحث +خريطة الطريق+".
وفي تصريح مقتضب في البيت الابيض، اعلن بوش ان "خريطة الطريق" (وهي خطة تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني التي وضعتها الولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي - الرباعية) ستنشر ما ان "يثبت رئيس الوزراء الفلسطيني في منصبه"، موضحا ان هذا الاخير "ليكون شريكا مسؤولا وذي صدقية يجب ان يتمتع بصلاحيات فعلية".
* الفلسطينيون يطالبون بوش تحويل رؤيته إلى حقيقة
وطالب مسؤولون فلسطينيون واشنطن بطرح خارطة الطريق بسرعة والزام اسرائيل بتنفيذها وفق جدول زمني محدد وتحويل رؤية الرئيس جورج بوش للدولة الفلسطينية الى حقيقة مؤكدين اتخاذ كل الخطوات لاقرار صلاحيات رئيس الوزراء الفلسطيني.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين د. صائب عريقات في تعقيب على خطاب بوش ان "على الولايات المتحدة طرح خارطة الطريق بسرعة وايجاد آليات تنفيذ الزامية وجداول زمنية مححدة ومراقبين دوليين في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني".
وكان عريقات يعقب على اعلان بوش ان "خريطة الطريق ستعلن ما ان يتولى رئيس الوزراء الفلسطيني منصبه مع تمتعه بصلاحيات فعلية."
وقال عريقات "لقد تم اتخاذ كل الخطوات السياسية والقانونية باقرار الصلاحيات واستحداث منصب رئيس الوزراء بالقراءتين الاولى والثانية بالمجلس التشريعي وبموافقة المجلس المركزي واللجنة التنفيذية".
وتساءل صائب عريقات بدوره عن الدولة الفلسطينية التي تحدث عنها الرئيس الاميركي بقوله "اذا لم توقف اسرائيل نشاطها الاستيطاني كيف ستكون الدولة؟"، واضاف "آن الاوان لتحويل رؤية الرئيس بوش السياسية الى واقع على الارض".
وقال عريقات "بلغت حصيلة الشهداء اليوم (الجمعة 14 اذار) 11 شهيدا وهدم الجيش الاسرائيلي 26 بيتا وتصاعدت عمليات الاقتحام للمدن والقرى لذا يجب طرح خارطة الطريق بسرعة". ومن جهته اكد رئيس المجلس التشريعي احمد قريع (ابو العلاء) ان الاعلان عن العزم على نشر خارطة الطريق "ايجابي بلا شك". واضاف "نامل ان تلزم الولايات المتحدة اسرائيل بتنفيذها حتى يتوقف هذا العدوان وهذه الاجتياحات".
ومن المتوقع ان يعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن تعيين محمود عباس (ابو مازن) رسميا في منصب رئيس الوزراء قريبا جدا.
* بلير: رئيس الوزراء الفلسطيني يتسلم منصبه الأسبوع المقبل
وفي لندن قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الجمعة 14 اذار ان محمود عباس (ابو مازن) المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية يمكن ان يتسلم مهام منصبه كرئيس للوزارء مطلع الاسبوع القادم.
وقال بلير للصحافيين في مقر رئاسة الوزراء البريطانية (داوننغ ستريت) انه تحدث هاتفيا مع محمود عباس والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد وقت قصير من تعهد الرئيس الاميركي جورج بوش بنشر خريطة الطريق للسلام في الشرق الاوسط.
واضاف بلير "قالوا لي انهم ياملون في ان يتمكن (محمود عباس) من تولي مهام منصبه بدءا من الاسبوع القادم".