المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

تستعد وزارة الصحة الإسرائيلية لإصدار تقريرها باللغة العربية حول انتشار الأمراض الخطيرة في المجتمع العربي منذ العام 1970 والذي يبعث على القلق إزاء المعطيات اللافتة إلى ارتفاع حاد في نسبة أمراض سرطان الرئة والثدي وأمراض القلب والجلطات الدماغية مقارنة باليهود

تستعد وزارة الصحة الإسرائيلية لإصدار تقريرها باللغة العربية حول انتشار الأمراض الخطيرة في المجتمع العربي منذ العام 1970 والذي يبعث على القلق إزاء المعطيات اللافتة إلى ارتفاع حاد في نسبة أمراض سرطان الرئة والثدي وأمراض القلب والجلطات الدماغية مقارنة باليهود. ويستدل من تقرير الوزارة (الحالة الصحية للمواطنين العرب في إسرائيل 2004) الذي أعده الدكتور جلال طربيه، مركز قسم الصحة في الوسط العربي في المركز القومي لمراقبة الأمراض، أن نسبة الإصابة بالسرطان بشكل عام لدى العرب في تزايد واضح.

يؤكد التقرير أنه منذ العام 1980 إلى اليوم هناك ازدياد في الإصابة بالسرطان لدى الرجال العرب بنسبة 45.2 % وبـ 67.5 % لدى النساء العربيات مقابل ارتفاع بنسبة 24.9 % لدى الرجال اليهود وبـ19.2% لدى السيدات اليهوديات.

سرطان الرئة: سرطان الرئة لدى الرجال هو الأخطر والأوسع انتشارا بحسب التقرير الذي يفيد أنه منذ العام 2000 ارتفعت نسبة الإصابة بهذا النوع من السرطان لدى الرجال العرب وهي تفوق النسبة لدى الرجال اليهود بـ1.2 الضعف. أما لدى السيدات العربيات فالنسبة تقل عن نظيراتهن اليهوديات بـ3.5 الضعف. ويضيف أنه في الفترة بين 1980- 2000 ارتفعت الإصابة بسرطان الرئة لدى الرجال العرب بنسبة 41.7% وبـ 64.7 % لدى السيدات العربيات. كما أن نسبة الوفاة جراء سرطان الرئة لدى الرجال العرب في الفترة المذكورة ارتفعت بـ48.3% و45.3 % لدى النساء العربيات مقابل ثبات نسبة الوفيات الناجمة عن هذا المرض لدى اليهود.

ودون الإشارة إلى علاقة سببية بين سرطان الرئة وبين عوامل مختلفة افرد التقرير فصلا عن ظاهرة التدخين. ويظهر التقرير استنادا إلى استطلاع جرى في العامين 2003- 2004 أن 45.1% من الرجال العرب يدخنون مقابل 28.5 بالمائة لدى الرجال اليهود فيما تبلغ نسبة السيدات العربيات7% مقابل 20.1% من اليهوديات.

سرطان الثدي: كما هي الحال لدى السيدات اليهوديات فإن سرطان الثدي هو الأوسع انتشارا لدى النساء العربيات. وبموجب المعلومات لعام 2000 يزيد حجم الإصابة بهذا النوع من السرطان لدى اليهوديات بـ2.6 ضعف عن نظيراتهن العربيات. وأكد التقرير استنادا إلى معطيات من الفترة بين 1980- 2000 أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى العربيات قد ارتفعت بـ140% مقابل ارتفاع بنسبة 37% لدى السيدات اليهوديات.

السكري: يقول التقرير إن 8.3 بالمائة من المواطنين العرب (في أعمار25- 64) مصابون بالسكري مقابل 5.7 بالمائة لدى المواطنين اليهود وفي العام 2000 تبين أن نسبة الإصابة بالسكري ارتفعت بـ36.7% لدى السيدات العربيات من الفئة العمرية55 -64 عاما مقابل 13.3% لدى اليهوديات. ويندرج هذا المرض في المرتبة الرابعة في قائمة أسباب الوفاة بعد أمراض القلب والسرطان والإصابات الخارجية.

الجلطة الدماغية: أفاد التقرير تأسيسا على معطيات الوفاة من العام 1999 أن نسبة الوفاة جراء الجلطة الدماغية لدى الرجال العرب فاقت بـ49% النسبة لدى الرجال اليهود أما لدى السيدات العربيات فالنسبة أعلى بـ 67.3% مقابل نظيراتهن اليهوديات.

أمراض القلب: أشار التقرير وفق معطيات الوفاة لسنة 1999 إلى أن الرجال العرب قضوا نتيجة أمراض قلب بنسبة تفوق الرجال اليهود بـ 28.4% .

البدانة: أفاد التقرير وفق معطيات الوفاة أن 33.2 % من السيدات العربيات يعانين البدانة مقابل 23.6% لدى النساء اليهوديات فيما لم يلحظ فرق بين الرجال العرب واليهود.

الأسباب

في حديث خاص قال معد التقرير جلال طربيه إن التقرير عرض مسحا عاما للحالة الصحية دون الخوض في كشف أسباب زيادة انتشار كل واحد من أنواع الداء لافتا إلى أن اتساع دائرة المصابين العرب بسرطان الثدي يبعث على القلق خاصة في ظل الهوة السحيقة بين السكان العرب والسكان اليهود في هذا المضمار. ولفت طربيه إلى زيادة نسبة الوفاة نتيجة هذا الداء لدى الرجال العرب بسبب زيادة الإصابة والتشخيص المتأخر له. وأضاف "وقد يكون أيضا ارتفاع متوسط عمر الرجال العرب بمعدل 6.5 سنة منذ العام 1970 إضافة إلى تغيير نمط الحياة التقليدي والغذاء والبيئة". وأشار طربيه إلى أن أبحاث وزارة الصحة لم تجد علاقة سببية قاطعة تربط بين سعة انتشار أمراض السرطان وبين ظاهرة استخدام الهواتف النقالة أو الهوائيات لافتا إلى أن الموضوع ما زال قيد البحث محليا وعالميا.

وردا على سؤالنا حول قصور الوزارة في تعاملها مع المواطنين العرب أوضح طربيه أن الوزارة تقدم المعطيات حول الناحية الصحية لدى السكان وتقوم ببرامج للتدخل والمبادرات الوقائية عن طريق أقسامها وخدماتها المختلفة.

وزارة الصحة- هل تخفي معلومات؟

وأفاد ليث غنايم، مدير جمعية الراصد التي تعنى بالشؤون البيئية، أن جمعيته بادرت إلى التعاون مع بعض السلطات المحلية العربية (سخنين وكفركنا وطمرة كعينات) وصناديق المرضى بهدف معرفة أسباب اتساع ظاهرة الأمراض الخطيرة لدى المواطنين العرب. وأضاف "نعمل على إلزام وزارة الصحة بكشف معطيات أخرى لم تكشفها بعد وتتعلق بالظاهرة في الوسط العربي".

وستقوم محكمة العدل العليا في شباط القادم بالنظر في التماس قدمه مركز مكافحة العنصرية لإلزام وزارة الصحة بإجراء مسح جغرافي شامل وتفصيلي حول أمراض السرطان في الوسط العربي أسوة بالوسط اليهودي.

يشار إلى أن مركز مكافحة العنصرية كان قد كشف قيام الوزارة بإجراء مسح جغرافي حول انتشار الأمراض السرطانية وأنواعها شمل 61 مجمعا سكنيا في إسرائيل عام 1999 ولم يشمل من المجمعات السكنية العربية إلا مدينة راهط، بحجة عدم توفر الميزانيات، كما جاء في ردها لجمعية الراصد.

وأوضح المحامي علاء حيدر، من مركز مكافحة العنصرية، أن المسح المذكور يوفر المعلومات اللازمة لدراسة مخاطر السرطان، أنواعه ومدى انتشاره بشكل تفصيلي ويساهم في توفير الوقاية والاكتشاف المبكر في المدن والقرى اليهودية فقط. وأضاف "ولذلك فإن نسبة الوفاة جراء السرطان اليوم لدى العرب تفوق النسبة ذاتها لدى اليهود. وللأسف لم تقم الوزارة حتى بمجرد الرد على توجهاتنا الرسمية لها بهذا الخصوص منتهكة بذلك حق المواطنين العرب بالمساواة وبحماية حياتهم وأجسادهم". ولفت حيدر إلى أن تقرير الوزارة عن السرطان في الوسط العربي والذي نشر هذا العام غير شامل ولا يعتبر مسحا تفصيليا بعكس ما أنجزته في المدن اليهودية. وأكد حيدر أن المعلومات الرسمية التي بحوزته تؤكد أن نسبة انتشار السرطان في الوسط العربي ارتفعت منذ العام 1970 بـ97% لدى الرجال وبـ123% لدى النساء.

وعقبت الناطقة بلسان وزارة الصحة، عنبال ياكوبس، بأن الوزارة ستكشف لاحقا كافة التفاصيل حول هذه المعطيات!

المصطلحات المستخدمة:

مسحا

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات