المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

اسرائيل تقبض الثمن: واشنطن تعد اسرائيل ب 10 مليارات دولار، منها تسعة كضمانة قروض * الادارة الأمريكية قررت زيادة حجم الضمانات عن المبلغ الذي طلبته اسرائيل (8 مليارات دولار) على خلفية <<الانطباعات الايجابية عن الخطة الاقتصادية الجديدة التي وضعتها الحكومة الاسرائيلية لإشفاء الاقتصاد>> الاسرائيلي. ومقابل تقديم هذه الضمانات تطالب الولايات المتحدة اسرائيل باعتماد جملة من الاصلاحات الاقتصادية في مجالات الخصخصة، والعملات الأجنبية وسوق العمل.

صادقت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش على مساعدة اجمالية لإسرائيل قيمتها 10 مليارات دولار، منها تسعة كضمانة قروض ومليار اضافي كمساعدة عسكرية. وأنهت الادارة الأمريكية وضع تفاصيل برنامج المساعدات الخاصة لاسرائيل، تمهيدًا لعرضه على الكونغرس لإقراره. وبموجب هذا البرنامج، ستحصل اسرائيل على ضمانات مالية لقروض بقيمة 9 مليارات دولار، موزعة على اربع سنوات، كما ستحصل على هبة مالية لأغراض عسكرية بقيمة مليار دولار.
وهاتفت مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض كوندوليسا رايس (الاربعاء 19/3)، وزير المالية الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وأبلغته هذه التفاصيل. نتنياهو من جانبه شكر رايس باسمه شخصيا <<وباسم الشعب في اسرائيل>>.

ويتضح ان الادارة الأمريكية قررت زيادة حجم الضمانات عن المبلغ الذي طلبته اسرائيل (8 مليارات دولار) على خلفية <<الانطباعات الايجابية عن الخطة الاقتصادية الجديدة التي وضعتها الحكومة الاسرائيلية لإشفاء الاقتصاد>> الاسرائيلي. ومقابل تقديم هذه الضمانات تطالب الولايات المتحدة اسرائيل باعتماد جملة من الاصلاحات الاقتصادية في مجالات الخصخصة، والعملات الأجنبية وسوق العمل.

وفي مكالمتهما الهاتفية طلب نتنياهو من رايس تقديم الهبة الخاصة للأغراض العسكرية دفعة واحدة وبأسرع وقت ممكن. رايس، من جهتها، وعدت بفحص الموضوع <<بروح ايجابية>>.

وكانت اسرائيل طلبت هبة أمنية بقيمة 4 مليارات دولار، تعويضاً عن مصروفات الجيش الاسرائيلي على الاستعدادات للحرب في العراق وعلى المواجهات مع الفلسطينيين. لكن بعض المسؤولين في الادارة الأمريكية رأوا ان هذا المبلغ كبير جدًا، الا ان المسؤولين في اسرائيل كانوا يأملون، حتى الأيام القليلة الماضية، بأن لا تقل الهبة الأمنية الامريكية عن الملياري دولار.

وتستطيع اسرائيل صرف مبلغ من هذه الهبة لا تزيد قيمته عن 263 مليون دولار، بالعملة الاسرائيلية (الشيكل) لشراء معدات وتجهيزات عسكرية محلية من الصناعات العسكرية الاسرائيلية، بينما يتوجب عليها صرف المبلغ المتبقي (737 مليون دولار) بالدولار لشراء معدات وتجهيزات عسكرية من الولايات المتحدة.

وقد وعدت الادارة الامريكية بشمل هذه المعونة في قانون الميزانية الجديدة، الاضافية، الذي ستطلب من الكونغرس المصادقة عليه في الأيام القليلة القادمة، لتمويل الحرب على العراق.

وكان ممثلو اسرائيل والولايات المتحدة قد اجروا (الاربعاء 19/3) جولة اخيرة من المحادثات حول الموضوع، قبل عرضه على الكونغرس. ويسود الاعتقاد لدى الطرفين بأن الكونغرس سيصادق على قانون الميزانية هذه، وبضمنها الهبة لاسرائيل، دون اية مصاعب.

فقد كان رئيسا مجلسي الكونغرس، واعضاء بارزون فيهما، وجهوا في الأيام الخيرة رسائل الى الرئيس بوش يناشدونه فيها تلبية الطلبات الاسرائيلية، مؤكدين انهم سيصوتون دعماً لها حال عرضها على الكونغرس. وفي رسالة مشتركة وجهها زعيما الدمقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ، توم داشل وبيل بريست، الى الرئيس بوش قالا ان اسرائيل <<تواجه اليوم تحديات خطيرة، في المجالين الاقتصادي والأمني، ولذلك فان على الولايات المتحدة ان تقدم لها العون والدعم اللازمين، ازاء التدهور الحاصل في الاقتصاد الاسرائيلي خلال السنوات الأخيرة>>.

<<ثمة تخوف من ان تشكل الأزمة الاقتصادية خطرًا على تفوق اسرائيل العسكري في السنوات المقبلة. لا يمكننا السماح بحدوث ذلك>>، كتب زعيما مجلس الشيوخ لبوش، وأشارا الى ضرورة إجراء بعض الاصلاحات في الاقتصاد الاسرائيلي من اجل إشفائه. كما وجهت رسائل اخرى مماثلة الى الرئيس بوش من رئيس مجلس النواب، عضو الحزب الجمهوري دنيس هاسترت، وزعيمة الأقلية الدمقراطية في مجلس النواب نانسي بلوسي، ومجموعة من اعضاء الكونغرس البارزين والمعروفين بتأييدهم لاسرائيل.

وكانت اسرائيل طلبت من الولايات المتحدة مساعدة اجمالية قدرها 12 مليار دولار منها ثمانية مليارات ضمانة قروض واربعة مليارات مساعدة عسكرية لمواجهة الازمة الاقتصادية الاسوأ في تاريخها.

وتحصل اسرائيل سنويا على مساعدة اميركية قدرها ثلاثة مليارات دولار بينها 1،2 مليار مساعدة للقوات المسلحة.

ومنح المساعدة الاميركية الخاصة كان محل بحث بين البلدين منذ شهور.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تحدث اثناء زيارته الاخيرة الى واشنطن في منتصف تشرين الاول عن صعوبات اقتصادية تعاني منها اسرائيل بعد عامين من الانتفاضة الفلسطينية واعرب عن قلقه من تداعيات الحرب المرتقبة ضد العراق على اسرائيل.

المصطلحات المستخدمة:

بنيامين نتنياهو, الشيكل

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات