دخل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) بدءًا من يوم الاثنين 16/5/2005 دورته الصيفية، التي تستمر حتى نهاية شهر تموز/ يوليو القادم. وهذه الدورة عدا عن أنها قصيرة، لا يوجد على جدول أعمالها ما يثير القلاقل على مستوى الحكومة، إلا إذا حدثت مفاجآت غير متوقعة، أو لا إرادية. ولكن من تحت هذا الهدوء ستكون استعدادات مكثفة للعاصفة القادمة، عاصفة بدء تطبيق خطة اخلاء المستوطنات، التي تأجلت الى منتصف شهر آب/ اغسطس القادم، بدلا من منتصف شهر تموز/ يوليو. وبالإمكان هنا تسجيل نقطة استفادة أخرى لأريئيل شارون من هذا التأجيل، وهي أنه سيبدأ بتنفيذ الخطة خلال فترة العطلة الصيفية للبرلمان الاسرائيلي، وهو ما سيخفف عنه، نوعا ما، الضغوط الحزبية والبرلمانية.
لم تحمل لهجة أركان إسرائيل أو صحفها وملاحقها الخاصة عشية الاحتفالات بالذكرى الـ 57 لإقامة دولة إسرائيل، أي جديد على السنوات التي مضت. وكما العادة ركزت تصريحات المسؤولين والإعلاميين على روايتهم عن الصراع العربي - الإسرائيلي، مع تحميل الفلسطينيين وزر مأساتهم من خلال تشويه الحقائق وتصويرهم كمن يصرون على «القضاء على الدولة العبرية».
تابعت باهتمام ما جرى داخل حزب "العمل" هذا الاسبوع واعترف ان خسارة "اللوزر" شمعون بيريس من جديد قد تركت لدي مذاقا بطعم العسل تشفيا على من امعن في مساعيه اللانهائية بيع المواطنين العرب والفلسطينيين عامة الاوهام والاكاذيب والأشواك المغلفة بالورود الاصطناعية.
لم يكن فوز رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، في اللجنة المركزية لحزب الليكود، الذي يرأسه، مجرد فوز عابر، فقد اثبت انه نقطة تحول قلبت الكثير من التوقعات حول مستقبل حكومته، لكن استمرار هذه الحكومة كما هي أو بتركيبة أخرى حتى موعد الانتخابات البرلمانية الرسمي بعد عام كامل من الآن، هي مهمة صعبة تنتظر رئيسها شارون في الأشهر القليلة القادمة. كما أن مجرد بقاء حكومة شارون حتى هذه الفترة يعتبر انجازا لرئيسها، بعد أن اجمع المراقبون على زوالها كأبعد حد في الوقت الراهن.
الصفحة 23 من 56