اختتم رئيس الحكومة الاسرائيلية، اريئيل شارون، الاسبوع الماضي بجلسة مصالحة بينه وبين وزير المالية بنيامين نتنياهو، وتم اللقاء في بيت الأول، وشاركه نتنياهو في حفل احياء ذكرى زوجته الراحلة ليلي. وأعلن الناطقون باسم الاثنين، ان كلا منهما قرر فتح صفحة جديدة في العلاقات، ووقف التناحر بينهما.
عمد وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم الى التفاخر بأولوية الدعوة الى إخراج القوات السورية من لبنان. وهرع مستشار وزير الدفاع الاسرائيلي اوري لوبراني الى الصحافيين لإبلاغهم بالرسائل التي تصل من شخصيات لبنانية. وتبرع نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية شمعون بيريس، صاحب فكرة الشرق الاوسط الجديد، بالحديث عن فرص السلام مع لبنان. وبين هذا وذاك تحدث اسرائيليون كثيرون من رئيس الحكومة اريئيل شارون الى اصغر ضباط الجيش الاسرائيلي عن المصلحة الاسرائيلية في لبنان.
أخفى تركيز الأنظار على خطة الفصل ومظاهر التأييد والاعتراض عليها، الكثير من عوامل الاحتقان السياسية والاجتماعية في إسرائيل. وبدا للحظة أن جميع الناس في إسرائيل نسوا همومهم وتفرغوا فقط لإبداء الرأي في خطة الفصل. ولكن الأمور في الواقع كانت خلاف ذلك.
فالحلبة السياسية الإسرائيلية بجميع مكوناتها كانت تغلي تحت هذا المظهر المضلل. وتدل على ذلك حقيقة ما يجري في حزب العمل وما يجري بعيدا عن الأنظار في الليكود وما حدث على الملأ في الكنيست إثر مناقشة قضايا الفساد الحكومي.
تمتلك إسرائيل أقوى جيش في المنطقة وتحظى بتعاطف وتحالف أقوى دولة في العالم. ويتمتع اليهود في أميركا ودول أخرى بنفوذ يزيد كثيراً عن حجمهم الفعلي في الاقتصاد والسياسة والعلم.
وهناك الكثير من الشعوب والدول تحسد إسرائيل واليهود على هذه القوة وتتمنى لو تمكنت من نيل ولو نسبة ضئيلة منها حتى يكون لها دور وشأن في هذا العالم. ولكن أماني العالم وتقديراته ليست ما يحرك قادة إسرائيل واليهود في العالم الذين يبدون أكثر تشاؤماً مما يعتقد الكثيرون.
الصفحة 21 من 56