المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • تحليل أخباري
  • 955

تحاول الولايات المتحدة في الايام المقبلة دفع التسوية المأمولة بين الفلسطينيين واسرائيل الى واجهة الاهتمامات الرسمية للبيت الابيض، مستفيدة من سقوط نظام صدام حسين في العراق. ويسعى الاميركيون من خلال جولة جديدة لوزير الخارجية كولن باول في المنطقة ينتظر ان تتم بداية ايار الى تحريك الملف الفلسطيني الاسرائيلي الذي كانت واشنطن وضعته على الرف لكي تنصرف الى حربها على العراق.ولم تعلن ادارة بوش رسمياً عن هذه الجولة لكن مسؤولين اميركيين اوضحوا ان باول سيزور اعتباراً من الخميس المقبل كلا من القاهرة والرياض وعمان ودمشق. اما توقف باول في اسرائيل والاراضي الفلسطينية فيتوقف كما اوضح المسؤولون انفسهم على منح الثقة لحكومة ابو مازن وهو امر متوقع الثلاثاء المقبل.

 

كما يتوقف على تصويت الثقة هذا في المجلس التشريعي الفلسطيني نشر واشنطن لما سمي "خارطة الطريق" وهي مشروع سلام دولي ينص على قيام دولة فلسطينية على مراحل حتى العام 2005. ويرى المختصون ان استقرار المنطقة الذي يشير الى نجاح الحرب الاميركية في العراق هو الذي يبرر الرغبة الاميركية المعلنة في تحريك عملية السلام والتقارب بين الفلسطينيين واسرائيل.

وكتب توماس فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمز" محذرًا: "في مستقبل قريب وعندما تعود الحياة السياسية الى العراق فان امكانية التعبير عن الرأي لأي سياسي عراقي موال لواشنطن ستتراجع اذا استمر النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي على حاله من التأزم".

ورأى فريدمان ان ادارة بوش لا تستطيع ان تبدو على الدوام في اعين العرب "داعمًا وحيدًا لشارون (رئيس الوزراء الاسرائيل) لا يقوم بشيء لتهدئة الوضع".

كما حذر تقرير نشره معهد "واشنطن انستيتيوت لدراسات الشرق الادنى" في اوج الحرب الاميركية على العراق من ان "مسألة السلام الفلسطيني - الاسرائيلي يجب ان تكون على جدول الاعمال الاميركي لما بعد الحرب". واوضح التقرير الذي وضعه عدد من المختصين بينهم دنيس روس مبعوث الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الى الشرق الاوسط "ان القادة العرب سيطالبون بان يكون للرئيس بوش في السلام ما كان له من قوة في الحرب".

ورأت الاستاذة الجامعية المتخصصة في قضايا الشرق الاوسط ماري جين ديب ان "الاميركيين وعدوا بان يهتموا بفلسطين واسرائيل بعد انتهاء الحرب" ويبقى ان نعرف مدى التزام واشنطن. وقالت ان "المسالة الرئيسية ليست مسالة زعامة ياسر عرفات (رئيس السلطة الفلسطينية) او محمود عباس (رئيس الحكومة المكلف) وانما مدى ارادة الاميركيين واوروبا في حل المشكلة".

وتبدو المقاربة الاميركية الحالية شبيهة الى حد التطابق مع تلك التى تزعمها الرئيس الاسبق جورج بوش الاب عام 1991 عندما ادت حرب الخليج الثانية الى انعقاد مؤتمر مدريد في تشرين الاول 1991 وهو اول منتدى دولي يجمع اسرائيل وممثلين عن الاراضي المحتلة اضافة الى عدد من الدول العربية خصوصا سوريا تحت رعاية الولايات المتحدة وروسيا.

وقد ادت عملية مدريد الى تبادل الاعتراف بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات ثم التوقيع اول معاهدة سلام بين اسرائيل والفلسطينيين في 13 ايلول 1993. الا ان الواقع الحالي كما تؤكد ماري جين ديب يشير الى ان عودة العنف بين اسرائيل والفلسطينيين ساهمت كما يبدو في اقناع الطرفين بان "الفصل السياسي امر لا بد منه".

وهناك فارق آخر ايضا هو ان الرئيس ياسر عرفات الذي استقبله كلينتون في البيت الابيض لم يعد يحظى بالمرتبة نفسها في العهد الحالي الذي رفض استقباله فيما استقبل شارون للمرة الثامنة في 19 ايار الماضي.

(واشنطن - باتريك انيدجار: أ ف ب)

المصطلحات المستخدمة:

مؤتمر مدريد, رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات