لوحظ في الفترة القليلة الماضية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الدفاع، أطلق التحذير تلو التحذير من أن إسرائيل تمر في خضم فترة أمنية حساسة ومتفجرة للغاية في عدد من الجبهات في الشرق (مع إيران) والشمال (مع سورية ولبنان) والجنوب (مع قطاع غزة). وصدر آخر تصريح له بهذا الشأن خلال الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية وتلاه اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية يوم الأحد 3 الجاري.
يكثر الحديث في الأيام الأخيرة، في إسرائيل، وبعد تكليف رئيس تحالف "أزرق أبيص"، بيني غانتس، مهمة تشكيل الحكومة، عن "حكومة أقلية" إلى حين استكمال الائتلاف الحاكم. إلا أن المواقف المعلنة، إن كانت في "أزرق أبيض"، أو الشركاء والداعمين الافتراضيين لحكومة كهذه، تؤكد أن لا احتمال لقيام حكومة كهذه.
فحكومة أقلية، تعني أن في الكنيست عدد أكبر من النواب داعم للحكومة، لكنهم لا يشكلون أغلبية مطلقة من النواب، مقابل عدم وجود معارضة بأغلبية مطلقة من النواب لإسقاط الحكومة؛ ما يعني أن كتلة أو أكثر تبقى في دائرة الامتناع، أو الدعم الخارجي.
أعلن رئيس الحكومة الانتقالية الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مساء أمس الاثنين، عن إعادة كتاب التكليف بتشكيل حكومة جديدة، قبل 48 ساعة من انتهاء المدّة القانونية. وبموجب أنظمة القانون فإن رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، سينقل كتاب التكليف إلى المرشح الثاني بيني غانتس، رئيس تحالف "أزرق أبيض"، الذي ستكون أمامه مدة 28 يوما فقط لتشكيل الحكومة، وسط احتمالات ضئيلة جدا لنجاحه، ما يعني أن إسرائيل باتت أقرب إلى انتخابات برلمانية ثالثة خلال عام واحد.
استطاع مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير، في سياق عرض الشقّ الاقتصادي من "صفقة القرن" التي أطلقتها الولايات المتحدة بشأن إسرائيل/فلسطين، أن يبيّن المِحَن التي تُلِمّ بالاقتصاد الفلسطيني بقدر كبير من الإسهاب والتفصيل دون أن يأتي على ذكر الاحتلال الإسرائيلي. واستحضر كوشنير وهْم الرخاء الاقتصادي الذي سينعُم به الفلسطينيون كما لو أن القوات الإسرائيلية لم يكن لها وجود في الحيّز الفلسطيني. وفي الوقت نفسه، نقلت إدارة دونالد ترامب سفارتها إلى القدس واعترفت لإسرائيل ببسط سيادتها السياسية على الجولان السوري الذي ضمّته إلى إقليمها دون وجه قانوني، وحيث كُشِف النقاب عن إقامة مستعمرة يقتصر السكن فيها على اليهود دون غيرهم، وهي مستعمرة "رامات ترامب". كما أعلن سفير الولايات المتحدة ديفيد فريدمان وكبير المفاوضين الأميركيين جيسون غرينبلات عن دعمهما لضمّ المستوطنات غير القانونية المقامة على أراضي الضفة الغربية. وهذا تطبيق واعٍ ومدروس للعزل من الناحية النظرية: ففي وُسع إسرائيل أن تتوسع كما لو كأن الفلسطينيون ليس لهم وجود. وفي المقابل، تستطيع فلسطين أن تنمو كما لو تكن تقبع تحت نير الاحتلال.
قالت ورقة تقدير موقف جديدة صادرة عن "معهد دراسات الأمن القومي" إن الخطوات الإيرانية الأخيرة تحمل بالنسبة إلى إسرائيل رسالة غير مباشرة وواضحة إزاء قدراتها العسكرية المتقدمة، التي تستطيع استخدامها من خارج أراضيها، في مواجهة استمرار الهجمات الإسرائيلية في سورية والعراق، كما تشتمل أيضاً على تلميح في حال حدوث تدهور عسكري بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
كيف تكون مدينة القدس "مركز الحكم" الإسرائيلي؟ ما هي مواصفات مثل هذا "المركز" ومقوماته؟ ما الذي ينقص مدينة القدس كي تكون "مركز الحكم" الإسرائيلي وما الذي يجب تغييره و/ أو إنجازه من أجل ذلك؟
هذه هي الأسئلة المركزية التي تسعى "وثيقة سياساتية" صدرت حديثاً كدراسة عن "معهد القدس لبحث السياسات" للإجابة عليها ضمن رؤية شاملة ترمي، في هدفها الأكبر، إلى "تعزيز مدينة العاصمة"، لأسباب عديدة ومختلفة من بينها: أن "مدينة الحكم" الناجحة تشكل تجسيداً لنظام ديمقراطي صحي ومتين؛ أن في "مدينة الحكم" درجة عالية من انتقال المعلومات والمعرفة والأفكار بين لاعبين مختلفين، مما يرفع من مستوى الإبداع والتجديد في تطوير السياسات؛ أن "مدينة الحكم" الناجحة تشكل مرساة للنشاط الاقتصادي والتجاري، بما يؤدي إلى تطوير الخدمات في محيطها بمستوى عال؛ أن "مدينة الحكم" الناجحة تشكل مركز جذب للسياحة المهنية، مثل المؤتمرات والمعارض التقنية التي تستقطب باحثين، عاملين في التقانة العالية (الهايتك) والخدمات وما شابه؛ أن "مدينة الحكم" الناجحة تشكل مصدر فخر واعتزاز للعاملين في القطاع الحكومي، للمدينة وأهلها وللدولة ومواطنيها عموماً.
الصفحة 7 من 61