بتاريخ 20 نيسان 2022، تزعم إيتمار بن غفير، عضو الكنيست اليميني المتطرف، مسيرة أعلام للمستوطنين كان من المفترض أن تمر في منطقة باب العامود قبل أن تمنعها الشرطة الإسرائيلية. فالأجواء المشحونة التي سادت القدس منذ بداية شهر رمضان، والتخوف من تدحرج الأمور إلى مواجهة عسكرية مع القطاع، بالإضافة إلى ضغوط إقليمية ودولية، دفعت نفتالي بينيت، رئيس الحكومة الإسرائيلية، وبعد أن تشاور مع المستويات الأمنية، إلى منع هذه المسيرة. هذه الواقعة تضاف إلى سلسلة طويلة من التصرفات التي يقوم بها بن غفير منذ نجاح حزبه، "قوة يهودية"، بالحصول على مقعد يتيم في الكنيست في آذار 2021 بعد تحالفه مع حزبين استيطانيين آخرين. مثلا، في 19 تشرين الأول 2021، تعارك بن غفير بالأيدي مع النائب العربي في الكنيست أيمن عودة بعد أن رفض الأول استضافة القواسمي وهو أسير مضرب عن الطعام في مشفى إسرائيلي.The times of Israel, “Ayman Odeh, Itamar Ben Gvir clash at hospital by Palestinian prisoner’s bed”, in The Times of Israel, 19 Oct 2021. See: https://bit.ly/3EFgFBK. وفي 22 كانون الأول 2021، سحب بن غفير مسدسه على حارس أمن داخل مدينة تل أبيب فقط لأنه من أصول عربية.Stuart Winer, “Far-right MK Ben Gvir pulls gun on Arab security guards in clash over parking”, in The Times of Israel, 22 Dec 2021. See: https://bit.ly/3EEwtVB. وقد أقام بن غفير مكتبا ميدانيا له في حي الشيخ جراح، مرة في نيسان 2021 ومرة أخرى في شباط 2022، الأمر الذي دفع المشاحنات ما بين الفلسطينيين المهددين بالإخلاء والجماعات الاستيطانية إلى مستويات أعلى. هذه المقالة تستعرض بروفايل إيتمار بن غفير، وحزبه اليميني "قوة يهودية"، والذي يعتبر حزبا فاشيا، ويتموضع في أقصى اليمين المتطرف داخل تيار الصهيونية الدينية الاستيطاني، ويتباهى جهارا بمواقفه المعادية والعنيفة لكل ما هو عربي ومطالبته الدائمة بحل الدولة الواحدة التي لا مكان فيها لأي كينونة سياسية فلسطينية خصوصا داخل الضفة الغربية، واهتمامه الخاص بمنطقة الحرم القدسي الشريف باعتبارها "جبل الهيكل" الذي منه يبدأ الخلاص اليهودي.
المشهد الإسرائيلي
- التفاصيل
- 1064
أشرنا في السابق، وبشكل خاص في تقرير مدار الاستراتيجي 2022: المشهد الإسرائيلي 2021، إلى أن هناك استراتيجية إسرائيلية جديدة في التعامل مع قطاع غزّة، كان قد صرّح بها وزير الخارجية ورئيس الحكومة المُقبل (بموجب اتفاق التناوب الحكومي) يائير لابيد. وهي استراتيجية تختلف عن تلك التي اتّبعها بنيامين نتنياهو خلال فترة حكمه الممتدة ما بين عامي 2009-2021. في هذه المساهمة، سنحاول قراءة القرارات الإسرائيلية الأخيرة تجاه قطاع غزة ضمن هذا النهج، واستشراف ما إذا كانت تنوي إسرائيل بالفعل تفعيل هذه السياسة كسياسة بديلة في إطار "إدارة الصراع" مع القطاع، على المدى البعيد، حتى وإن لم يتم الإعلان، بشكل صريح، عن تبنّي هذه الاستراتيجية من قِبَل الحكومة الإسرائيلية.
- التفاصيل
- 791
تقترب الحكومة الإسرائيلية من مرحلة تحديد مصيرها، على الأقل في المرحلة القريبة، إذ إنه بقي أسبوعان حتى افتتاح الدورة الصيفية للكنيست، في التاسع من أيار المقبل، وفيها ستشتد المناورات الحزبية البرلمانية، في ظل ائتلاف بات يرتكز على 60 نائبا، مقابل 60 نائبا في صفوف معارضة ليست موحدة، بطبيعة الحال. إلا أن اعتداءات الاحتلال على القدس والمسجد الأقصى والضفة الغربية بشكل عام، وضعت الشريكة في الحكومة، كتلة "القائمة العربية الموحدة"، أمام ضغوط شعبية، وصلت إلى صفوف قيادة الحركة الإسلامية- الشق الجنوبي، التي تعد "الموحدة" ذراعها البرلماني. ولا تزال مسألة الانتخابات البرلمانية المبكرة هي الفرضية الأقوى، لكن توقيتها لا يزال مجهولا.
- التفاصيل
- 1512
أطلق "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، هذه الأيام، شريطاً مُصوّراً استأنف فيه على مفهوم "تقليص الصراع مع الفلسطينيين"، الذي تتبناه الحكومة الإسرائيلية الحالية، ولا سيما يتبناه رئيسها نفتالي بينيت، حيال قضية فلسطين.
وكان مركز مدار، من خلال الزميل الباحث وليد حبّاس، أول من توقف عند هذا المفهوم، وقرأ خلفياته ومكامنه، واستشرف أبعاده، من خلال عددٍ من المقالات، وعبر إصدار خاص ضمن سلسلة "أوراق إسرائيلية" ("أوراق إسرائيلية" 75: في مفهوم "تقليص الصراع ".. الخلفية، الغايات والمآلات، إعداد وتقديم: وليد حبّاس، تشرين الثاني 2021).
ومع أن استئناف المعهد المذكور يمكن أن يندرج ضمن دلالة الانحياز إلى مفهوم تسوية الصراع، وعلى أساس حل الدولتين تحديداً، فإن ما ينبغي توكيده بادئ ذي بدء هو أن هذا الانحياز لا يأتي البتة من منطلق التأييد أو التعاطف مع قضية فلسطين العادلة، وإنما بالأساس، وعلى نحو يبدو شبه مطلق، بسبب الخوف على مستقبل إسرائيل كـ "دولة يهودية وديمقراطية".