لا يزال موضوع الرقعة (او الرقع) الجغرافية، التي تهيئها حكومة أريئيل شارون ل"توطين" المستوطنين الكولون من قطاع غزة الذين سيتم إخلاؤهم من هناك في حالة تطبيق خطة "فك الارتباط" أحادية الجانب، مندرجًا في إطار المسكوت عنه.
من الصعوبة بمكان عدم الترحيب بانسحاب اسرائيل من قطاع غزة، فبعد 37 عاما من الاحتلال الاسرائيلي لا يمكن القول إن خطة رئيس الوزراء آريئيل شارون، الخاصة بالانسحاب من اراضي قطاع غزة، جاءت متأخرة او انها غير ذي قيمة. إلا ان المشكلة تكمن في ان الغرض من وراء هذه الخطة، فيما يبدو، ليس فقط الالتفاف على مسألة اتفاق الوضع النهائي، بل قطع الطريق أمام التوصل الى مثل هذا الاتفاق.
يقول د. اوري رام، المحاضر المرموق في دائرة علوم السلوك في جامعة حيفا، ان اصطلاح "ما بعد الصهيونية" ظهر للمرة الاولى "وتغلغل بشكل مدهش في الخطاب العام" في اعقاب كتاب قام (رام) بتحريره وصدر أواخر العام 1993 تحت عنوان " المجتمع الاسرائيلي، جوانب انتقادية".
عندما عرّف بوش خطة فك الارتباط بمصطلحات حدث تاريخي فإنه لم يبالغ، رغم أنه من غير الواضح إذا ما فهم انعكاسات كلامه على تاريخ الدولة اليهودية. الفلسطينيون لم يخطئوا عندما ساووا تصريحه بوعد بلفور، رغم أنهم لم يقدروا أنه قد يكون للتصريح تأثير أخطر مما للوعد القديم، وهو يتطلب تغييراً جوهرياً في استراتيجية نضالهم. وأريئيل شارون ـ المكلل بالنصر والمقتنع بأنه اكتشف مبادرة مبتكرة وجريئة ستحبط كل مؤامرة ـ سيفاجأ عندما يكتشف أنه في واشنطن انجر وراء مسار حثيث لتأسيس دولة اسرائيل كدولة ثنائية القومية مبنية على الأبرتهايد.
الصفحة 743 من 859