أظهر استطلاع جديد للرأي العام في إسرائيل أجراه "المركز المقدسي للشؤون العامة والدولة" الذي يرأسه المدير العام السابق لوزارة الخارجية دوري غولد، تراجعاً تدريجياً في استعداد الجمهور الإسرائيلي للموافقة على مبدأ "الأرض مقابل السلام" (أي مبدأ الانسحاب من المناطق المحتلة) في إطار أي اتفاق سلام يتضمن قيام دولة فلسطينية.
يعرض تقرير جديد أصدرته جمعية "جيشاه" (مَسلـَك ـ مركز للدفاع عن حرية الحركة) الإسرائيلية أصوات نساء يعشن ويعملن في قطاع غزة في ظل حالة الحصار الخانق المتواصل منذ سنوات عديدة أوصل الأوضاع المعيشية في قطاع غزة إلى تخوم الكارثة الإنسانية، على ما يشكله ذلك من أرضية خصبة لوقوع انفجار جديد لا بد وأن يزيد الأوضاع استفحالا ويعجّل في حدوث الكارثة الإنسانية.
لا يفوّت اليمين الإسرائيلي أية فرصة ولا يترك أي منبر في الحرب الضروس التي يشنها منذ عقود، باستمرار ودون توقف، ضد جهاز القضاء الإسرائيلي بوجه عام، وعلى رأسه المحكمة العليا الإسرائيلية بوجه خاص؛ وهي حرب إيديولوجية ـ سياسية متعددة الجبهات والأدوات لا تقتصر على المحاولات التشريعية الرامية إلى تحجيم دور هذه المحكمة وتقليص صلاحياتها، تقليص إمكانيات اللجوء إليها وتغيير تركيبتها الشخصية من خلال وضعها كل الوقت تحت وابل متواصل من الهجوم والتهديد الذي لا يطال الأداء القضائي ومخرجاته من قرارات وأحكام قضائية فقط، بل يتعداها ليطال قضاة المحكمة شخصيا.
أقرت الحكومة الإسرائيلية قبل أيام زيادة أخرى لميزانيات معاهد المتدينين المتزمتين "الحريديم"، بـ 52 مليون شيكل، لتدخل إلى الميزانية الأساس، التي ارتفعت خلال أقل من عامين بنسبة 118%. وهذا الارتفاع الثالث الذي تحظى به هذه المعاهد الدينية، التي تضم عشرات آلاف رجال "الحريديم"، الذين يمضون أوقاتهم في دراسة التوراة، مقابل حصولهم على مخصصات اجتماعية. ومن خلف هذه الأرقام والاحصائيات، تكمن الأزمة الأكبر التي تتوقعها إسرائيل مستقبلا، وهي استمرار الارتفاع الحاد في أعداد "الحريديم"، الذين من وجهة نظر المؤسسة الحاكمة يشكلون عبئا اقتصاديا متشعبا، وأيضا عبئا اجتماعيا يقلق الجمهور العلماني، ثم عبئا أمنيا، كونهم يمتنعون عن الانخراط في الجيش، لأسباب دينية، رغم تطرفهم السياسي اليميني.
الصفحة 491 من 859