التناقض بين المتدينين والعلمانيين يحتل مكانة التناقض الرئيسي في المجتمع الإسرائيلي، إذا نحينا جانبا التناقض الخارجي المتعلق بالصراع مع الفلسطينيين والصراع العربي ـ الإسرائيلي عموما..
هل هناك من لم ينتظر "ديغولا اسرائيليا"؟ ولماذا فشل رابين، ونتنياهو، وباراك، وشارون في أن يكونوا "ديغولا اسرائيليا"؟ ولماذا لا يبدو ان الاسرائيليين سينتخبون الجنرال متسناع ليكون "ديغولا اسرائيليا"؟
منذ بدايته، ارتهن نجاح المشروع الصهيوني بقدرته على التغلب على تنوع التواريخ والهويات اليهودية، ومصالح الجاليات اليهودية المتنوعة، كمواطنين في >بلادهم< وكمقيمين في الكون. التزمت التربية الصهيونية بتذويت عنفي لشخص جديد وهوية جمعية: اليهودي الجديد. إن على الصهيونية إسكات الاختلافات وبناء رواية موحدة، فريدة من نوعها، ومترابطة يمكنها تدمير أو ابتلاع التواريخ اليهودية والهويات والمعرفة والمصالح والمثل المحلية المتنوعة التي كانت غير مثمرة بالنسبة للمشروع الصهيوني، أو حتى تنفيه أو تهدده بشكل واضح.
في كل حلقة انتخابية يختتم النائب محمد بركة، المرشح الأول في قائمة "الجبهة - التغيير"، حديثه بحكمة عن شجرة الزيتون ونبتة الخيار: "هناك موسم للخيار وموسم للزيتون. الموسمان متساويان في فترتيهما الزمنيتين. لكن هناك فروقًا جوهريةً بينهما (...) والله ما إلي إشي ضد الخيار، ولكن أطلب منكم أن تصوتوا للزيتون.."!
الصفحة 1007 من 1047