اعلن الرئيس الأميركي جورج بوش الأربعاء 4 يونيو في ختام قمة جمعته الى رئيسي الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون والفلسطيني محمود عباس في العقبة جنوب الاردن ان تقدما كبير احرز خلال قمة العقبة.
واشار الرئيس الاميركي الى انه يدعم انشاء دولة فلسطينية وانه ملتزم ايضا بضمان امن دولة اسرائيل، مشددا على ان "تقدما كبيرا" احرز في هذا الاتجاه".
واعلن بوش ان الولايات المتحدة سترسل فريق مراقبين الى الشرق الاوسط لمساعدة الاسرائيليين والفلسطينيين على تطبيق "خارطة الطريق" (بوش).
مع انتهاء القمة في العقبة، بدأت في كل من اسرائيل والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة الاستعدادات للخطوات التالية في العملية السياسية. في اعقاب تصريح رئيس الحكومة ارئيل شارون، (الاربعاء ـ 4/6)، بأن اخلاء البؤر الاستيطانية "غير المجازة" سيتم بشكل فوري، قالت مصادر امنية اسرائيلية ان اسرائيل ستخلي، قريبا، 15 ـ 20 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية. وتقول التقديرات ان عملية الاخلاء ستبدأ هذا الاسبوع. وفي هذا الاسبوع ايضا، سيعقد لقاء ثالث بين شارون ونظيره الفلسطيني، محمود عباس، للبحث في طرق التقدم في العملية السياسية.
طالب الفلسطينيون مرارا بحماية دولية تصد عنهم عنف واضطهاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولكن الإدارة الأميركية رفضت ذلك بإصرار، مفضلة شعارها المحبب بدعوة الطرفين للتفاوض من دون شروط مسبقة (وهذه تعني مباشرة التفاوض حسب الشروط الإسرائيلية). الأوروبيون أدركوا أهمية الطلب الفلسطيني، ليس لأسباب إنسانية، بل في أحيان كثيرة انزعاجا من العمليات الاستشهادية، ومحاولة لحماية إسرائيل منها، فقالوا في محادثات سرية كثيرة مع الأميركيين، إن الوسيلة الوحيدة لإنجاح التفاوض الفلسطيني ـ الإسرائيلي هي في إرسال قوات فصل دولية، بكامل عدتها وسلاحها، تتولى منع العمليات الاستشهادية من طرف الفلسطينيين باعتبارها اسلوب العمل الذي ازعج الإسرائيليين وأقلقهم، كما تتولى منع الجيش الإسرائيلي من مهاجمة الفلسطينيين
اليوم (4/5) تكون قد مرت تسع سنوات على التوقيع على اتفاقية القاهرة، التي تمخضت عنها اقامة السلطة الفلسطينية في غزة واريحا، أولا، ثم اربع سنوات حتى تاريخ الهدف الأصلي للتوصل الى الاتفاق النهائي، الذي كان مفترضاً ان ينهي النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. لكن الهدف لم يتحقق، وعلى خلفية خيبات الأمل السابقة والقتال المستمر في الحاضر، تطلق الولايات المتحدة جهوداً جديدة لاحياء العملية السياسية، تأسيسًا على خطة "خارطة الطريق".في واشنطن استخلصوا العبر من الفشل المتكرر في السنتين الماضيتين، حيث وضعت موضع التنفيذ بضع خطط وبرامج للتخفيف من حدة المواجهة الاسرائيلية - الفلسطينية، غير انها فشلت وانهارت جميعها. قبل ان ينطلقوا في تجربة أخرى ويضعوا مكانة رئيس الولايات المتحدة، جورج بوش، وهيبته في امتحان خطوة سياسية كثيرة المخاطر، يريد مسؤولو البيت الأبيض معرفة مواقف رئيس الحكومة، ارئيل شارون، من مصدرها الأول، وفحص مدى استعداده للمضي قدمًا في المسار السياسي.
الصفحة 959 من 1047