تفتتح في اسرائيل في منتصف الشهر الجاري، تشرين الاول/ اكتوبر، السنة الدراسية الجامعية الجديدة، في جميع الجامعات الاسرائيلية وكلياتها. وقد اصدرت دائرة الاحصاء المركزية الاسرائيلية في الايام الاخيرة مسحا شاملا لاعداد الطلاب الجامعيين للقب الاول، في العام الدراسي قبل الماضي، 2002/ 2003، ولم يحظ هذا المسح بأي صدى في الاعلام الاسرائيلي حتى الآن، ولكن في طياته يكشف من جديد ما هو معروف عن حجم التمييز العنصري ضد العرب، في كل ما يتعلق بالتعليم الجامعي، بدءا من نسبة قبول الطلاب العرب من بين المتقدمين، ومرورا بالموضوعات التي يدرسونها، ونسبتهم من بين الحاصلين على شهادات اللقب الاول، ومن ثم الثاني والثالث
شرع الكنيست الاسرائيلي، عبر جلسة خاصة عقدتها لجنته القضائية يوم الخميس (2/9/2004)، في بلورة قانون عنصري جديد يعرف بـ "اخلاء الغزاة" يهدف الى الاستيلاء على الاراضي العربية في منطقة النقب بدعوى ان هذه الاراضي هي "ملك للدولة" وتابعة لدائرة "اراضي اسرائيل". ويمنح القانون هذه الدائرة صلاحيات واسعة للتحقيق مع المواطنين واصدار اوامر اخلاء قسرية لهم ولممتلكاتهم الثابتة والمنقولة الى جانب وحدة شرطية خاصة كانت انشئت مؤخرا لـ"معالجة" موضوع السيطرة على "ارض الدولة" في النقب. في الوقت نفسه حذّر رئيس "لجنة أور" من تكرار أحداث أكتوبر 2000 على خلفية استمرار التمييز ضد المواطنين العرب.
قررت حكومة أريئيل شارون توسيع مستوطنة "معالي ادوميم"، اكبر مستوطنات الضفة الغربية، وذلك ببناء 600 وحدة سكنية فيها، فيما كشف وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز عن ان المسار الجديد للجدار الفاصل سيشمل مستوطنتي معالي ادوميم وغوش عتسيون وهو ما يعني ضمهما فعليا، واقترحت جهات امنية إسرائيلية إبقاء عدد من أحياء القدس الشرقية خارج الجدار.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع ان شارون وموفاز "أعطيا الضوء الأخضر لبناء هذه المساكن". ويعيش نحو 28 ألف شخص حاليا في معالي ادوميم الواقعة قرب القدس على الطريق الى أريحا. وذكرت صحيفة "معاريف" ان وزارة الإسكان تلقت تعليمات بعدم نشر استدراج عروض لتنفيذ أعمال بناء، لتجنب حصول ضغوط أميركية محتملة على الحكومة الإسرائيلية. وسيتيح بناء 600 مسكن زيادة عدد سكان معالي ادوميم بنحو الفي نسمة. ونقلت صحيفة "معاريف" عن مسؤولين في وزارة الدفاع ان هذه المبادرة اتخذت في اطار تعزيز "المستوطنات الأساسية" التي تنص عليها خطة الانسحاب من مستوطنات غزة ال21 وأربع مستوطنات معزولة في الضفة الغربية.
تشهد الحلبة السياسية الإسرائيلية تطورات مهمة على الصعيد الحزبي بعد أن نجح رئيس الحكومة أريئيل شارون في إدخال جميع القوى في حالة انعدام الوزن. وهكذا وبعد وقت قصير من إعلان قيادة "شينوي" أنها لن تبقى في الحكومة إذا انضمت كتلة "يهدوت هتوراه" الحريدية عادت وقررت الموافقة على البقاء في الحكومة. والغريب أن هذا جاء بعد وقت قصير أيضا من إيحاء حزب "العمل" وحركة "شينوي" بأنهما نجحا في تشكيل ائتلاف علماني للحيلولة دون سيطرة اليمين على الحكومة. وقد دفع هذا الواقع السياسي المعقد صحيفة "هآرتس" إلى الدعوة في افتتاحيتها لتشكيل حكومة طوارئ.
الصفحة 863 من 1047