ظهر يوم الاثنين الماضي ترجل اريئيل شارون من سيارته المصفحة في مرآب الكنيست، وسار بخطى سريعة الى غرفة اجتماعات كتلة حزب الليكود محاطا بكتيبة من الحراس... اعضاء الكتلة الذين جلسوا بانتظار قدومه، وقد بدت عليهم علامات الابتهاج والانفعال الشديد، حدجوه عند دخوله بنظرات تنم عن الاعجاب والتملق، على عكس الايام الاعتيادية التي كانوا غالبا ما يبدون فيها مظاهر التبرم والصفاقة تجاهه.
جثة الشيخ احمد ياسين المتفحمة شقت طريقها الاخيرة في شوارع غزة، وكان ذلك كافيا في حد ذاته كي تسحب حركة "شاس" اقتراحها بحجب الثقة عن الحكومة والذي شكل تهديدا حقيقيا للاغلبية الائتلافية التي يتمتع بها شارون.
يصعب على المراقب للشأن الإسرائيلي ألا يتعجب كثيرا من الحالة النفسية الإسرائيلية بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين. وبوسع نظرة واحدة على صحف إسرائيل أن تتبين أن هناك حالة رعب حقيقية وملموسة، ظهرت في عناوين وافتتاحيات الصحف الرئيسة كما في التقارير التلفزيونية.
ومن بين عناوين الصفحة الأولى في "يديعوت أحرونوت": "الاستخبارات الاسرائيلية تأمر بتغيير مسار هبوط الطائرات" و"مطار بن غوريون: يستعدون لسيناريو الرعب" و"حافلات فارغة، أسواق مقفرة".
لا بد أن كل محاولة لقراءة ما يدور في ذهن رئيس حكومة إسرائيل أرييل شارون تعتبر مخاطرة، إلا إذا وضع على مضجع طبيب نفساني أو أخضع لأنواع التعذيب التي تمارس في سجون شارون نفسه. ترى لماذا أمر بقتل الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحركة «حماس» بعد صلاة الفجر في غزة يوم 22 الجاري؟
قالت مصادر صحافية إسرائيلية إن "لقاء مصالحة" سيعقد قريباً بين ممثلين عن الجالية اليهودية من أصل ليبي وممثلين عن النظام الحاكم في الجماهيرية الليبية العظمى بزعامة العقيد معمر القذافي.
وذكرت صحيفة "معاريف" التي أوردت هذا النبأ في عددها الصادر يوم الإثنين إن السلطات الليبية أعطت موافقتها على عقد "لقاء مصالحة تاريخي" بين يهود من أصل ليبي يقيمون في إسرائيل والعالم وبين مسؤولين كباراً في نظام الرئيس معمر القذافي.
الصفحة 856 من 1047