لا شك فيه أن وزن حركة "شاس" ودورها في المعترك السياسي الإسرائيلي قد شهدا خلال العامين الماضيين تراجعاً وإنكفاء جليين، مقارنة مع السنوات السابقة التي تنامت فيها قوة الحركة وسطع نجمها في سماء السياسة الإسرائيلية بشكل منقطع النظير، سواء داخل الحكومة أو الكنيست، مما جعلها بلا مراء عامل تأثير ونقطة جذب لا يستهان بها في التوازنات الحزبية والسياسية في الدولة العبرية.
غير أن الأزمة التي يواجهها أريئيل شارون، رئيس الحكومة، في ائتلافه الحالي على خلفية خطته للإنفصال الأحادي عن غزة، أعادت "شاس" إلى موقع متقدم قد يسفر في التطورات المقبلة عن عودتها إلى الحكومة. وهذا الأمر يستدعي إنعاش الذاكرة بخلفية هذه الحركة ومواقفها المختلفة من شتى القضايا
عندما حثّني الصديق و المناضل والشخصية الوطنية الفلسطينية البارزة عبدالله الحوراني (ابو منيف) على ضرورة ان اطرح على ابناء شعبنا حيثيات موقفنا من خطة شارون وضرورة التصويت ضدها، وجدت نفسي استعيد السؤال الذي طرحه الصديق الدكتور زهير الطيبي في اجتماع قيادة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الذي تباحثنا فيه في كيفية تصويت كتلتنا البرلمانية في الكنيست على خطة شارون.
من أسعد تلحمي:
تقترب الحلبة السياسية في إسرائيل من درجة غليان لم تسجل مثلها منذ سنوات، وذلك مع اقتراب موعد تصويت الكنيست على خطة الانفصال الأحادي عن قطاع غزة الثلاثاء المقبل. وعلى رغم التوقعات بأن الخطة ستحظى بدعم غالبية مطلقة من النواب، لكن أحداً لا يعرف إلى أين ستتدحرج كرة الثلج وما ستؤول إليه الصراعات داخل حزب "الليكود" الحاكم المنقسم بين مؤيد ومعارض وكم من الوقت ستصمد الحكومة الحالية بزعامة اريئيل شارون التي لا بد وأن تتغير تشكيلتها غداة إقرار الخطة.
بيريس لا يهتم بأي أمر يذكر ما عدا الانضمام الى الحكومة
كتب فراس خطيب:
في محاولة للترضية والتوصل الى حل، إجتمع رئيس الحكومة، اريئيل شارون، مع زعماء المستوطنين يوم الاحد الماضي، ووصفت الجلسة بأنها "حوار طرشان"، لم يتوصل الطرفان من خلالها إلى أي حل يذكر لا بل زادت من حدة الصراع وابتعاد المواقف عن بعضها. ومع إنتهاء "الاجتماع التفاوضي" الذي فقد صيغة التفاوض كان هناك قراران (لكل طرف قرار)، الاول لشارون الذي أكد على المضي في "خطة الإنفصال" والثاني من المستوطنين الذين أكدوا على ضرورة التصدي بكل ثمن لمخططات شارون.
الصفحة 758 من 1047