كتب: سعيد عيّاش
في ظل ارتفاع وتيرة الحديث و"التحضيرات" الرسمية الاسرائيلية لتنفيذ الخطة الشارونية الاحادية الجانب لـ "فك الارتباط" والانسحاب، راحت العديد من الاوساط الرسمية والاعلامية الاسرائيلية في الاونة الاخيرة، تسهب وتبالغ كعادتها في مناقشة واستعراض تقديرات "الكلفة والثمن" الاقتصاديين المتوقعين لتنفيذ هذه الخطة المثيرة للجدل، ولا سيما خطة الانسحاب واخلاء المستوطنين اليهود من قطاع غزة.
كثف رئيس الوزراء الاسرائيلي، أريئيل شارون، نشاطه لإقناع أعضاء حزبه "الليكود" بوجوب دعم خطته للانفصال من جانب واحد عن الفلسطينيين, ملوحاً بأن غير ذلك قد يطيح بالحزب عن سدة الحكم. والتقى شارون، الأحد، ثلاثة من أركان حزبه وحكومته، وزراء الخارجية والمال والتعليم سيلفان شالوم وبنيامين نتنياهو وليمور لفنات, لحضهم على لعب دور فاعل في حشد التأييد للخطة بعد أن أعلنوا رسمياً دعمهم لها, لكن مصادر قريبة من شارون ذكرت أنه في حين أبدى هذا موقفاً ايجابياً, رفض نتنياهو ولفنات, اللذان يتعرضان لضغوط وانتقادات كبيرة في أوساط اليمين المتشدد على موقفهما, التجاوب مع شارون ( إقرأ التعليق الخاص في هذا الشأن بقلم محلل الشؤون الحزبية في جريدة "هآرتس"، يوسي فيرتر، في مكان آخر).
عشية يوم "استقلال اسرائيل"،الذي يصادف غدًا الثلاثاء حسب التاريخ العبري، نشرت صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس" استطلاعين للرأي. وتطرق استطلاع "يديعوت أحرونوت" الى الاوضاع العامة في اسرائيل وآراء الجمهور الاسرائيلي في عدة قضايا سياسية، اقتصادية واجتماعية. في حين أن استطلاع "هآرتس" تطرق الى الوضع داخل الكنيست تحت العنوان الصارخ: "الجريمة المنظمة تسللت الى الكنيست".
إستطلاع "يديعوت أحرونوت"
احتلت قضية التهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون، مساء الجمعة الماضية، بالتعرض لحياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، حيّزاً كبيراً من اهتمام وتقارير وتعليقات الصحف العبرية على مدار اليومين الفائتين، لا سيما في ضوء ما أثارته هذه التصريحات الشارونية من تداعيات وردود فعل مستنكرة واسعة النطاق على المستويين الدولي والإقليمي. وبمعزل عن جميع ما تناقلته وسائل الإعلام خلال الساعات الماضية من أنباء عن تحركات وتدخلات و "طلبات" أميركية وعربية وفلسطينية تحذر إسرائيل من مغبة وعواقب الإقدام على أية خطوة طائشة تلحق الأذى بشخص الرئيس عرفات، فقد رجّح معظم المعلقين والمحللين الإسرائيليين، حتى قبل "لهجة التراجع والتخفيف" من حدة تصريحات شارون، كما ترددت أخيراً على لسان أكثر من مسؤول في الحكومة الإسرائيلية، إحتمالية أن يكون الهدف الحقيقي من وراء تصريحات شارون هو لأغراض "الإستهلاك المحلي" والسعي إلى تشنيف آذان منتسبي حزبه (الليكود) قبل طرح خطته الأحادية الجانب عليهم في الإستفتاء المقرر إجراؤه في الثاني من الشهر المقبل.
الصفحة 416 من 489