عشية يوم "استقلال اسرائيل"،الذي يصادف غدًا الثلاثاء حسب التاريخ العبري، نشرت صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس" استطلاعين للرأي. وتطرق استطلاع "يديعوت أحرونوت" الى الاوضاع العامة في اسرائيل وآراء الجمهور الاسرائيلي في عدة قضايا سياسية، اقتصادية واجتماعية. في حين أن استطلاع "هآرتس" تطرق الى الوضع داخل الكنيست تحت العنوان الصارخ: "الجريمة المنظمة تسللت الى الكنيست".
إستطلاع "يديعوت أحرونوت"
قال 82% من المشاركين في استطلاع "يديعوت أحرونوت"، الذي أنجزه معهد "داحف" بادارة مينا تصيمح، ان الوضع الاقتصادي في اسرائيل سيء مقابل 18% يعتقدون بأن الوضع جيد. لكن بالرغم عن ذلك، فإن 63% من المشاركين في الاستطلاع قالوا ان وضعهم الاقتصادي الشخصي جيد. الى ذلك قال 80% من المستطلعين ان الوضع الاجتماعي في اسرائيل سيء، لكن 76% قالوا انهم راضون من وضعهم الاجتماعي الشخصي. ويظهر من هذه النتائج، كما أشار المعلق على الاستطلاع، الصحفي سيفر بلوتسكر، ان الاسرائيليين لديهم فكرة جيدة عن أنفسهم في الوقت الذي لديهم فكرة سيئة عن الدولة.
وفي ردهم على سؤال حول ما اذا كانت اسرائيل تسير في الطريق الصحيحة، أجاب 50% من المستطلعين بالنفي، اي ان اسرائيل تسير في الطريق الخطأ، فيما قال 37% انها تسير في الطريق الصحيحة. ورأى 70% من المشاركين في الاستطلاع انهم يتحسبون من ان اسرائيل ليست مكانا يضمن المستقبل الجيد للجيل الشاب. وأكد 77% من الاسرائيليين انهم لا يستخدمون نفوذهم من اجل احداث تغيير في مجرى الامور، ما يعني ان غالبية الاسرائيليين غير مبالين بما يحدث في دولتهم وانما ينصب اهتمامهم في المجال الشخصي الذاتي.
واعتبر مجمل الذين شاركوا في الاستطلاع ان اكثر فئة في اسرائيل تعاني من التمييز ضدها هي فئة المهاجرين الجدد من اثيوبيا. وجاء تدريج الفئات المميز ضدها كالآتي: المهاجرون الجدد من اثيوبيا 65%؛ العرب 57%؛ سكان مدن التطوير (الضائقة) 50%؛ اليهود المتدينون (الحريديم) 28%؛ اليهود من اصول شرقية 22%؛ المهاجرون من دول الاتحاد السوفياتي السابق 21% واليهود الاشكناز 10%. وتختلف هذه النسب بشكل كبير عندما تتحدث كل فئة عن التمييز اللاحق بها. فقد أكد 80% من العرب انهم يعانون من التمييز. وقال 100% من الحريديم انهم يعانون من التمييز وقال 63% من سكان مدن التطوير انهم يعانون من التمييز فيما اعتبر 64% من المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق أنهم يعانون من التمييز.
شمل الاستطلاع عينة من 507 أشخاص يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع هامش خطأ نسبته القصوى 4.5 بالمئة.
إستطلاع "هآرتس"
اعتبر 47% من الجمهور الاسرائيلي، من خلال استطلاع نشرته صحيفة "هآرتس"، ان الكنيست الحالية هي اسوأ كنيست في تاريخ دولة اسرائيل. وفقط 14% قالوا ان الدورة الحالية هي افضل دورة للكنيست. وحول تسلل منظمات الاجرام المنظم الى الكنيست قال 24% ان هذه الظاهرة كبيرة الحجم في حين اعتقد 43% انها ظاهرة صغيرة الحجم. كذلك قال 81% من المشاركين في الاستطلاع انه يتوجب انتزاع صلاحية نزع الحصانة البرلمانية من ايدي اعضاء الكنيست. كذلك اظهر الاستطلاع ان ثقة الجمهور الاسرائيلي بالكنيست منخفضة للغاية حيث تم تدريج هذه الثقة بـ2.4 على سلم يتراوح بين 1- 5 درجات. وعلى السلم ذاته جاء تدريج استقامة اعضاء الكنيست في درجة 2.2 أما تدريج كون أعضاء الكنيست يهتمون بالوضع الاقتصادي لمواطني اسرائيل فقد جاء في درجة 2.1.
وعقب الصحفي شاحر إيلان على نتائج الاستطلاع مشيرا الى أن الناخبين الاسرائيليين يرون في أعضاء الكنيست اشخاصا غير مستقيمين وغير مبالين حيال أوضاعهم الاقتصادية (للناخبين). ولفت الكاتب النظر الى جهود بذلها رؤساء الكنيست في الدورات الاخيرة من اجل رفع مكانة السلطة التشريعية الاسرائيلية، الا ان ذلك لم ينجح بل ان الوضع آخذ بالتدهور، قال.
وأضاف إيلان انه كان بالامكان إحداث تغيير من خلال الاستعانة بعدد من "القرارات الجريئة" التي في المقدور اتخاذها ويتم بموجبها الزام اعضاء الكنيست بالعمل بشكل اكبر مما هو عليه الوضع اليوم والمكوث وقتًا اكبر في مبنى الكنيست. وتطرق الى اسبوع العمل القصير لاعضاء الكنيست والدوام فقط لثلاثة ايام في الاسبوع، من الاثنين حتى الاربعاء، ما يعني ان اعضاء الكنيست يعملون ما بين 100-120 يوما في السنة.
واشار الكاتب ايضا الى ان العمل الحقيقي الذي يتم انجازه هو في لجان الكنيست. واحد ادعاءات اعضاء الكنيست فيما يتعلق بمشاهد قاعة الهيئة العامة للكنيست وهي فارغة هو انهم منشغلون في اجتماعات لجان الكنيست. الا ان الكاتب يؤكد ان المشاركة في اجتماعات اللجان تكاد تكون معدومة، بالرغم عن المهام الهامة الملقاة على عاتق هذه اللجان مثل اعداد القوانين للتصويت عليها في الهيئة العامة ومراقبة عمل الكنيست بشكل عام. ويعزو الكاتب احد الاسباب لذلك في ان عضو الكنيست يكون عضوا في عدة لجان واحيانا يصل عددها الى عشر لجان ويتم عقد جلسات عدد منها في الوقت ذاته. وطالب إيلان بان يتم زيادة يوم عمل واحد في الاسبوع، هو يوم الخميس، ليتمكن اعضاء الكنيست من التواجد فترة اطول في الكنيست والقيام بعمل مثمر بشكل اكبر.
وتابع يقول ان ثمة اسبابا اخرى للشعور السائد لدى الجمهور الاسرائيلي بان اعضاء الكنيست يعملون اقل مما يجب، وهذا السبب هو العطل الطويلة التي تستمر لاسابيع طويلة. فمثلا تصل مدة العطلة الشتوية الحالية إلى خمسة اسابيع من دون ان تكون هناك حاجة لتطول اكثر من اسبوعين.
وحول الطريقة التي يتم فيها سن القوانين في الكنيست قال شاحر إيلان ان الوضع الذي فيه يتم سن قوانين بغالبية صوتين ضد صوت واحد هو أمر لا يمكن احتماله. وكذلك بالنسبة للحضور في الهيئة العامة للكنيست حيث عادة يكون عضو الكنيست الذي يلقي الخطاب ورئيس الجلسة فقط متواجدين في القاعة. وطالب بتحديد حد ادنى لعدد المتواجدين في القاعة العامة للكنيست، على ان لا يقل هذا العدد عن العشرين عضوا، كشرط لعقد الجلسة.
وطالب الكاتب ايضا بوضع نظام لفرض المخالفات على اعضاء الكنيست الذين لا يعملون. وبحسب النظام المعمول به الان يتم خصم مبلغ من راتب عضو الكنيست فقط في حال تغيب عن اكثر من ثلث الجلسات، ما يعني انه يسمح لعضو الكنيست بالتغيب 40 يوما من أصل 120 يوما في السنة.
وخلص الكاتب الى ان جميع المقترحات المذكورة اعلاه لن يكون بمقدورها محو وصمة العار عن الانتخابات التي جرت في مركز حزب "الليكود" وكذلك فيما يتعلق بتصويت أكثر من ثلثي المستطلعين لناحية تأييد أن الاجرام المنظم تسلل الى الكنيست.
أعد الاستطلاع معهد "ديالوغ" بادارة كميل فوكس. وقد شمل عينة من 500 شخص يمثلون أصحاب حق الإقتراع، مع هامش خطأ نسبته القصوى 4.38 بالمئة.
المصطلحات المستخدمة:
يديعوت أحرونوت, هآرتس, دولة اسرائيل, الليكود, مبنى الكنيست, الكنيست