"المشهد الاسرائيلي":
يتفق الوسطان الامني والسياسي الاسرائيلي على وجوب "التريث" وعدم القفز على العرض السوري بالعودة الى مفاوضات مباشرة مع اسرائيل حول اعادة الجولان المحتل وابرام اتفاق سلام بين البلدين.
كتب وديع عواودة:
تواصل نتائج التصويت على خطة فك الارتباط مع قطاع غزة في الكنيست، مساء الثلاثاء، اثارة تطورات وتفاعلات ذات طابع دراماتيكي في الحلبة السياسية الاسرائيلية فيما ازدادت حدة الخلافات الداخلية في حزبي الليكود والمفدال الى حد بات يهدد بانقسامهما. وفي اشارة واضحة لمساعي وتهديدات زملائه في الحزب الحاكم ممن يعرفون بـ"المتمردين" الذين انضم اليهم كبار الوزراء اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، انه لن يرضخ لضغوطات وتوعدات وزراء في حكومته بالاستقالة اذا لم تتم المبادرة الى استفتاء عام حول خطة الانسحاب من القطاع.
نفضت اسرائيل الغبار عن «خطط درج» وضعتها أوساط أمنية وسياسية منذ أكثر من عام لمواجهة ما تسميه «اليوم التالي» لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مفترضةً انه سيرحل قريباً، فيما أعلن وزير الدفاع شاؤول موفاز ان الدولة العبرية مستعدة لمواجهة مختلف السيناريوهات. وقالت مصادر صحافية ان «الكابوس» الذي يقض مضاجع المسؤولين في اسرائيل هو احتمال قيام مئات آلاف الفلسطينيين بخطف جثمان عرفات والتوجه مشياً من رام الله الى القدس لدفنه في تراب الأقصى. الى ذلك، توقعت أوساط حزبية واعلامية ان يؤثر غياب الرئيس الفلسطيني على تنفيذ خطة الفصل عن قطاع غزة لأن رحيله قد يسحب البساط من تحت الحجة الرئيسة لاطلاق هذه الخطة ـ غياب شريك فلسطيني.
تتجه الأنظار في اسرائيل يومي الاثنين والثلاثاء، 25 و26/10، الى الكنيست (البرلمان) الذي سيناقش نوابه الـ120 خطة فك الارتباط الاحادي عن غزة. وسيصوتون مساء الثلاثاء على مبادئها العامة من دون الخوض في الانسحاب أو مواعيده، وذلك وسط اجماع بأن غالبية من 66 - 69 نائباً ستقرها، اكثر من نصفهم محسوب على تياري الوسط واليسار، ما يثير حفيظة معسكر اليمين الذي يتوعد بنشاطات احتجاجية واسعة قد تتصاعد لتشمل اصطفافاً جدياً لإسقاط الحكومة قبل حلول آذار (مارس) المقبل، موعد اقرار الحكومة خطوات عملية وجدولاً زمنياً لتطبيق خطة الانسحاب.
الصفحة 361 من 489