استعرت الأزمة السياسية في اسرائيل وتأجج الجدل بين مؤيدي اجراء استفتاء عام حول خطة الفصل الأحادي عن قطاع غزة والمعارضين، وبدا ان رئيس الحكومة الاسرائيلية اريئيل شارون يواجه صعوبات حقيقية في حل الأزمة أو في مواصلة السير في حقل ألغام كثيف. وذلك في الوقت الذي كررت فيه مصادر عديدة، في طليعتها زعيم "العمل"، شمعون بيريس، خشيتها من تعرض شارون للإغتيال على خلفية الأجواء السائدة.
قدم مركز "عدالة" الحقوقي التماسا لمحكمة العدل الاسرائيلية العليا، ضد دائرة أراضي إسرائيل ووزير المالية، من اجل إبطال سياسة التمييز العنصري المنتهجة ضد فلسطينيي 48 ومنعهم من الاشتراك في العطاءات الخاصة بقسائم الارض المعدة للبناء التي يقتصر بيعها بأسعار مخفضة على اليهود فقط.
"لو كان شارون نزيهاً لكان قد تفوه ببضع كلمات إيجابية حول حزب العمل... لكنه آثر عوضاً عن ذلك إستفزازنا والسخرية منا (من حزب العمل) في خطابه الأسبوع الماضي ... لكنني أعده بأنه لن يتمكن بعد الآن من توجيه الشتائم لنا كما يشاء...". هذا ما قالته داليا إيتسيك (رئيسة كتلة حزب "العمل" في البرلمان) بمرارة عن رئيس الوزراء، مضيفة "كيف يمكن لنا أن نؤيد خطة الإنفصال في الكنيست الأسبوع المقبل (في 25 من الشهر الجاري) بينما يستمر شارون في إساءاته لنا، كقوله أن أم (شمعون) بيريس عربية! وأنه (بيريس) يمتلك أسهماً في شركة تاديران... لن تنفع شارون كل مناوراته.
في حالة انتخاب بوش لولاية ثانية فقد تترتب على ذلك سياسة أميركية أكثر عدائية في المنطقة
أجرى المقابلة: برهوم جرايسي
مع اقتراب موعد الانتخابات الاميركية الرئاسية والبرلمانية تزداد الخطابات الاميركية "الودودة" لاسرائيل، سعيا وراء الصوت اليهودي، وهذا على الرغم من ان اصوات اليهود في الولايات المتحدة كافة لا تشكل اكثر من 2%، ولكن ما هو أهم يبقى متمثلاً في الدعم المالي اليهودي للحملات الانتخابية، إذ هناك تقارير تؤكد ان أكثر من 50% من تمويل ميزانية حملة المرشح الديمقراطي جون كيري يمولها الاثرياء اليهود، على الرغم من سياسة جورج بوش المؤيدة بطريقة عمياء كليا للحكومة الاسرائيلية.
الصفحة 364 من 489