المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أصدر حاخامان متطرفان، يدير أحدهما مدرسة دينية يهودية (يشيفاة) في مستوطنة "يتسهار" القريبة من مدينة نابلس، كتابا، مؤخرا، يحللان من خلاله قتل غير اليهود وخصوصا الفلسطينيين. وأفادت صحيفة معاريف، اليوم الاثنين – 9.11.2009، أن مؤلف الكتاب هو الحاخام يتسحاق شابيرا وهو مدير يشيفاة "عود يوسف حاي" (يوسف ما زال حيا) في مستوطنة "يتسهار" وهي أحد معاقل المستوطنين المتطرفين وساعده على تأليفه حاخام آخر يعمل مدرسا في اليشيفاة ويدعى يوسي إليتسور.

ويشمل كتاب "عقيدة الملك" 230 صفحة تتضمن فتاوى أصدرها حاخامات تتعلق بقتل غير اليهود وقالت معاريف إنه "بمثابة مرشد لمن يتردد فيما إذا كان ينبغي قتل غير اليهود ومتى يجب القيام بذلك". وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن الكتاب لا يوزع بواسطة شبكات بيع الكتب الكبرى إلا أن عددا من حاخامات اليمين المتطرف اليهودي يوصون أتباعهم بشرائه، وبين هؤلاء الحاخامات يتسحاق غينزبورغ ودوف ليئور ويعقوب يوسف.

ويتم توزيع الكتاب بواسطة الانترنيت واليشيفاة التي يديرها شابيرا وثمنه 30 شيكل وتم بيع نسخ من الكتاب خلال مراسم أقيمت في القدس الأسبوع الماضي لإحياء الذكرى السنوية ال29 لمقتل الحاخام العنصري والفاشي مائير كهانا، الذي كان عضوا في الكنيست ويدعو إلى إخلاء البلاد، بما فيها الضفة الغربية، من العرب من خلال طردهم منها.

ويتناول المؤلفان في جميع صفحات الكتاب الشريعة اليهودية والعقائد التي تدعو إلى قتل غير اليهود لكن كلمتي "عرب" و"فلسطينيين" غير مذكورتين في الكتاب، بحسب معاريف. ويستعرض الحاخامان في الكتاب مئات الاقتباسات من التوراة والشريعة اليهودية وبينها اقتباسات من الحاخام أبراهام يتسحاق هكوهين كوك، الذي يعتبر مؤسس التيار الصهيوني الديني والحاخام شاؤل يسرائيلي وهو أحد قادة يشيفاة "مركاز هراف" في القدس والتي تعتبر معقل التيار الصهيوني الديني القومي.

ويعدد المؤلفان الذرائع التي تسمح لليهودي بقتل غير اليهودي وفي مركزها "الالتزام بفرائض نوح السبع" والتي يزعم المؤلفان أن على كل إنسان في العالم الالتزام بها. وكتب الحاخامان في كتابهما أنه "عندما نتوجه إلى غير اليهودي ونقتله انطلاقا من الاهتمام بالالتزام بالفرائض السبع فإنه لا يوجد حظر على تنفيذ ذلك". وأن القتل يجب أن يتم بموجب قرار صادر عن محكمة. وجاء في الكتاب أيضا أنه "في كل مكان يشكل تواجد غير اليهودي فيه خطرا على حياة إسرائيل (أي اليهود) فإنه مسموح قتله حتى لو كان الحديث عن (شخص) محب للشعب اليهودي وليس مذنبا بتاتا في الوضع الناشئ". والجدير بالذكر أن مصطلح "محب للشعب اليهودي" غالبا ما يستخدم في إسرائيل لوصف الأشخاص الذين عملوا على إنقاذ اليهود من المحرقة إبان الحكم النازي لألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية.

واعتبر شابيرا وإليتسور إنه بالإمكان قتل الأولاد أيضا لأنهم "يسدون الطريق". وكتبا أن "الذين يسدون الطريق، أي الأطفال الذين غالبا ما يتواجدون في وضع كهذا هم يسدون طريق الإنقاذ بمجرد وجودهم... مسموح قتلهم لأن وجودهم يساعد على القتل، وبالإمكان قتل الأطفال لأنهم سيلحقون ضررا بنا عندما يكبرون. وفي وضع كهذا يتم توجيه القتل إليهم وليس لقتل البالغين فقط".

إضافة إلى ذلك حلل الحاخامان قتل أولاد الزعماء غير اليهود من أجل ممارسة ضغط على هؤلاء الزعماء. كما يحللان قتل المدنيين الأبرياء بزعم أن "من ينتمي إلى الشعب العدو يعتبر عدو لأنه يساعد القتلة". وأضافا أنه "من أجل الانتصار على الأشرار يجب التعامل معهم عن طريق الانتقام والعين بالعين" وأن "الانتقام هو حاجة ضرورية من أجل جعل الشر غير مجدٍ، ولذلك فإنه يتم أحيانا تنفيذ أعمال وحشية غايتها فرض توازن رعب صحيح".

وشجع الحاخامان على ارتكاب أعمال إرهابية ضد الفلسطينيين حيث كتبا أنه "لا حاجة لقرار من الأمة من أجل إباحة دم مملكة الشر، وبإمكان الأفراد من المملكة (اليهودية) قتلهم". وأضافا في ملخص الكتاب "لقد وجدنا أن الأغيار (أي غير اليهود) متهمين بشكل عام بسفك دماء إسرائيل (أي اليهود) ويتعزز هذا الاتهام إبان الحرب. ويجب التفكير في قتل الأطفال أيضا، الذين لا يخالفون الفرائض السبع، وإنما بسبب الخطر المستقبلي الناجم عن أنهم سيكونون أشرارا مثل ذويهم عندما يكبرون".
ونقلت معاريف عن أحد طلاب يشيفاة "عود يوسف حاي" تبريره "جرأة" الحاخامان في نشر أفكارهما بالقول إن "الحاخامان لا يخشيان من محاكمتهما لأنه في هذه الحالة سيتعين محاكمة (اثنين من كبار مفسري التوراة في القرون الوسطى وهما) رامبام (الحاخام موسى بن ميمون) ورمبان (الحاخام موسى بن نحمان). وفي جميع الأحوال فإن الحديث يدور عن بحث في الشريعة اليهودية. وفي دولة اليهود لم يقبع أحد في السجن بسبب أقوال التوراة".

المصطلحات المستخدمة:

الكنيست, يسرائيلي, دولة اليهود

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات