المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قبل ساعات قليلة جدا من سفر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن، الليلة الماضية، أبلغ البيت الأبيض إسرائيل بأن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، سيستقبل نتنياهو في لقاء قصير و"متواضع" سيتناول العملية السياسية وإيران. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الاثنين – 9.11.2009، أن الإدارة الأميركية انتظرت حتى الدقيقة الأخيرة لإبلاغ الجانب الإسرائيلي بالموافقة على عقد اللقاء الذي ستكون مدته قصيرة ومن دون حضور وسائل إعلام ومصورين صحفيين وفي ساعة متأخرة من مساء اليوم بتوقيت إسرائيل، علما أن إسرائيل طلبت عقد اللقاء منذ أسبوعين.

ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية فإن السلوك الأميركي في هذا السياق دل على العلاقات المتوترة وغير الحميمية بين أوباما ونتنياهو وحكومتي الدولتين على خلفية المواقف السياسية التي يعلنها رئيس الحكومة الإسرائيلية وخصوصا رفضه مطالب أميركية بينها تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وتوجه نتنياهو إلى واشنطن للمشاركة وإلقاء خطاب في مؤتمر الهيئة العامة للمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة.

وكتب المحلل السياسي في صحيفة هآرتس، ألوف بن، اليوم، أن أوباما سعى إلى "إذلال" نتنياهو قبل الإعلان عن موافقته على استقباله في البيت الأبيض، وأن هذا يدل على أن "علاقات إسرائيل والولايات المتحدة تواجه أزمة... والبيت الأبيض أراد أن يتصبب نتنياهو عرقا قبل أن يستقبله الرئيس وأن يعرف الجميع بأن تصبب عرقا. إذ أن أوباما وجد الوقت لتسجيل خطابات فيديو لصالح مؤتمر (الرئيس الإسرائيلي شمعون) بيرس والتظاهرة في ذكرى (اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق) رابين لكنه وجد صعوبة في تخصيص ساعة فارغة" للقاء نتنياهو.

وأضاف بن أن "التأخير في إيجاد وقت للقاء وإرجائها إلى ساعة متأخرة من الليل وبعد نشرات الأخبار في قنوات التلفاز الإسرائيلية، تظهر نتنياهو كضيف غير مدعو (إلى البيت الأبيض) الذي ألقى أوباما عظمة له، وفي وضع كهذا ليس مهما ما الذي سيقال خلال اللقاء... فقد تم إذلال رئيس الحكومة أمام نظر الجميع".

وأشار بن إلى أن "إسرائيل تشكو من انعدام الحميمية (في العلاقات مع إدارة أوباما) لكنها تأخذ فقط ولا تُعطي شيئا... وأوباما يتوقع من نتنياهو أن يستجيب لمطالب الولايات المتحدة، مثلما هي تستجيب لمطالب إسرائيل، عندما تطلب أميركا منه تجميد الاستيطان وتنفيذ خطوات تجاه الفلسطينيين".

لكن نتنياهو لا يعتزم الاستجابة للمطالب الأميركية. وبدلا من ذلك أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم بأنه سيحاول إقناع أوباما خلال لقائهما بأن إعلان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن رغبته بعدم ترشيح نفسه لولاية رئاسية ثانية لا يتعدى كونه "خدعة تكتيكية" وأنه "لم يعد هناك جدوى من تقديم الهدايا مجانا لعباس قبل أن يتخذ قرارا شجاعا ويدخل في مفاوضات"، وأن عباس "يطرح شروطا مسبقة لاستئناف المفاوضات لم يطرحها في الماضي أمام (رئيس الوزراء الأسبق أرييل) شاورن أو أمام (رئيس الوزراء السابق ايهود) أولمرت".

كذلك سيبحث نتنياهو مع أوباما التقارير التي تم نشرها مؤخرا حول احتمال إعلان الفلسطينيين بشكل أحادي الجانب عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وذكرت صحيفة هآرتس أنه يتوقع أن يبحث أوباما ونتنياهو في الموضوع النووي الإيراني، لكن بعد تحقيق أوباما إنجازا داخليا بعد تمرير الإصلاحات الصحية في الكونغرس، فإنه لا يواجه ضغوطا داخلية الآن لكي يطلق الوعود لنتنياهو.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات