المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أعلن وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، غدعون ساعر، عن أنه سيتم منع استخدام كلمة "النكبة" في مناهج التعليم على أن يتم استخدام كلمة "مأساة" بدلا منها، فيما هددت لجنة متابعة التعليم العربي بالعصيان. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ساعر قوله خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي، اليوم الأحد – 30.8.2009، إنه "بالإمكان القول بكل تأكيد أن عرب إسرائيل مروا بمأساة خلال الحرب (في العام 1948) لكن لن يكون هناك استخدام لكلمة ’نكبة’ التي معناها مشابه لكلمة ’محرقة’ في هذا السياق".

وأضاف ساعر، الذي كان يدلي بتقرير أمام الحكومة بمناسبة افتتاح العام الدراسي، بعد غد، أن "جهاز التعليم في الوسط العربي سينفذ إعادة تدقيق في تعليم الموطن والجغرافية والمجتمع في مناهج المدارس الابتدائية". وتأتي أقوال ساعر، الذي ينتمي لحزب الليكود اليميني، استمرارا لبرنامج طرحه، الأسبوع الماضي، يقضي بفرض النشيد الوطني الإسرائيلي "هتيكفا" على طلاب المدارس، بما فيها العربية، في إسرائيل لإنشاده كل صباح، وبرصد منح مالية للمدارس التي ينخرط طلابها بعد تخرجهم بالخدمة العسكرية، ما أثار غضبا واستياء واسعين في صفوف الأقلية العربية.

وعقدت إدارة لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، أمس السبت، جلسة خاصة لبحث آخر التطوّرات بخصوص افتتاح العام الدراسي 2009-2010، مع اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية. وتقرر خلال الاجتماع رفض مُجمل توجه "عسكرة وصهينة" جهاز التعليم عمومًا، والتعليم العربي خصوصًا، والمتجلي في مشاريع وقرارات ومخططات منع إحياء ذكرى نكبة الشعب العربي الفلسطيني وفرض النشيد القومي الإسرائيلي في المدارس وتشجيع الخدمة العسكرية والمدنية كمعيار لمكافأة المدارس والطواقم التربوية والإدارية واعتبارها بمثابة ألاعيب سياسية ترمي إلى التهرّب من القضايا الحقيقية، مع التأكيد على أنه "في حال أخرجت هذه المخططات إلى حيّز التنفيذ فسيكون الجواب عليها رفض التنفيذ وإعلان العصيان".

وحملت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية مسؤولية النواقص المتراكمة، وتمت مطالبتها بتنفيذ توصيات اللجان المهنية المشتركة في مواضيع البناء والتحصيل العلمي والعسر التعلـيمي، وتحويلها إلى برنامج عمل شامل للتعليم العربي مع مصادر ميزانية واضحة وجدولة تنفيذها من أجل المساواة التامة في البنى التحتية وساعات التعليم والملكات التدريسية والمُسانِدة والعلاجية والبرامج التعليمية. كذلك تقرر التوجه إلى القضاء لتحصيل حقوق التعليم العربي في مختلف المجالات، خاصة بعد انتزاع الاعتراف بالاحتياجات واستنفاد الاتصالات مع الوزارات والجهات المسؤولة. وأقرت اللجنة إعداد وثيقة حول "سياسة وظواهر عسكرة التعليم في إسرائيل ورفعها إلى المؤسسات الدولية والسفراء المعتمدين في البلاد".

من جهة أخرى أظهرت معطيات مسح أجراه معهد "طاوب" لأبحاث السياسات الاجتماعية في إسرائيل، تم نشرها اليوم، أنه في المستقبل القريب ستصبح المدارس الحريدية (التي يتعلم فيها اليهود المتشددين دينيا) والمدارس العربية تشكل أغلبية المدارس الحكومية في إسرائيل حيث أن غالبية اليهود العلمانيين يتعلمون في مدارس خاصة.

وأفادت دراسة معهد "طاوب" بأنه فيما كان 46% من الطلاب يتعلمون في مدارس حكومية في العام 2000 فقد تراجعت هذه النسبة اليوم إلى 39%. وتبين أن 48% من العرب والحريديم يتعلمون في المدارس الحكومية، لكن في الواقع فإن نسبة الحريديم أعلى من ذلك خصوصا وأن نسبة عالية من الطلاب يتعلمون في مدارس أهلية خاصة. رغم ذلك تعني معطيات معهد "طاوب" أن كل ولد ثاني يتعلم في جهاز التعليم الحكومي هو إما عربي أو حريدي. كذلك تبين من المعطيات أنه فيما انخفضت نسبة الطلاب العلمانيين في المدارس الحكومية ب3% فإن هذه النسبة ارتفعت في المدارس الحريدية منذ العام 2000 وحتى العام 2008 ب51% وفي المدارس العربية الحكومية ب10%.

المصطلحات المستخدمة:

الليكود, هتيكفا

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات