طالبت صحيفة هآرتس في افتتاحية عددها الصادر اليوم، الأربعاء – 1.7.2009، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، باستبدال وزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، لأنه لا يوجد في إسرائيل وزير خارجية يؤدي مهام هذا المنصب. وقالت الصحيفة إن "طلب الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن يستبدل وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان، يكشف عن حقيقة كئيبة وهي أنه لا يوجد لإسرائيل اليوم وزير خارجية يؤدي مهام منصبه".
وأضافت أن "المجتمع الدولي يرفض التحدث مع سياسي (أي ليبرمان) يُعتبر عنصريا على خلفية الحملة التي أجراها حزب إسرائيل بيتنا ضد المواطنين العرب خلال الانتخابات الأخيرة للكنيست. ولا يوجد ولا يمكن أن يكون هناك تفسير آخر للمقارنة التي أجراها ساركوزي بين ليبرمان وجان ماري لا بن". ورأت الصحيفة أن رد فعل وزارة الخارجية الإسرائيلية على أقوال ساركوزي "وكأنها تدخلا في الشؤون الداخلية لإسرائيل" لا علاقة له بالموضوع، لأن "فرنسا لم تقاطع ليبرمان من الناحية الرسمية وإنما مررت رسالة إلى نتنياهو خلال محادثة مغلقة، ولذلك فإنه من الصعب الادعاء ضد ساركوزي بأنه تجاوز الآداب الدبلوماسية".
ودعت هآرتس إلى التركيز على الأمر الأساسي وهو "الضرر المتواصل الذي تلحقه ولاية ليبرمان في وزارة الخارجية بالمصالح السياسية الإسرائيلية. وساركوزي لم يكن الأول الذي عبر عن استياء من وضع زعيم إسرائيل بيتنا في رأس الحرم الدبلوماسي الإسرائيلي. فالدول العربية ترفض التحدث مع ليبرمان بسبب تهديداته والأقوال الفظة التي أدلى بها في الماضي ضد مصر ورئيسها (حسني مبارك)".
وتابعت الصحيفة أنه "عندما تمت دعوة ليبرمان، بشكل متأخر، إلى واشنطن عبرت الإدارة الأميركية عن استيائها منه من خلال إظهار تعامل أفضل تجاه وزير الدفاع، ايهود باراك، الذي، خلافا لليبرمان، حظي بالتقاء الرئيس (الأميركي باراك) أوباما. كما أن الذين سبقوا ليبرمان في المنصب، وهما تسيبي ليفني وسيلفان شالوم، حظيا بلقاءات رئاسية مشابهة خلال زيارات لواشنطن".
وقالت هآرتس إن "محاول ليبرمان المهووسة بعرض خط سياسي بديل وفي صلبه تعزيز التعاون الإستراتيجي مع روسيا، كثقل مضاد لإدارة أوباما، انهار بصورة محرجة منذ اللحظة الأولى. إذ قبل أن يدعو (الروس) ليبرمان إلى موسكو، أرسلوا وزير خارجيتهم (سيرغي لافروف) إلى التقاء زعيم حماس، خالد مشعل".
وخلصت افتتاحية هآرتس إلى أنه "في الوضع الدولي المعقد الذي تتواجد فيه إسرائيل، عشية استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وربما مع سورية أيضا، فإنها بحاجة إلى كل الدعم الذي بإمكانها تجنيده من المجتمع الدولي. واستبدال ليبرمان بوزير خارجية آخر يتمتع بأبواب مفتوحة أمامه في عواصم العالم، هو أمر الساعة".
من جهة أخرى نقل موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني عن سياسيين إسرائيليين اطلعوا على مضمون أقوال ساركوزي خلال لقائه مع نتنياهو، إن اقوال ساركوزي التي كشفت عنها القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، قبل يومين، كانت اقل خطورة من أقوال أخرى أدلى بها الرئيس الفرنسي. واكتفى هؤلاء السياسيين بالقول إن ساركوزي قال لنتنياهو إن ليبرمان لا يمكنه الاستمرار في تولي منصب وزير الخارجية وإنه في حال استمر في المنصب فإنه سيلحق ضررا كبيرا بصورة نتنياهو في العالم.
المصطلحات المستخدمة:
يديعوت أحرونوت, هآرتس, باراك, رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو, أفيغدور ليبرمان