"المشهد الإسرائيلي" - خاص
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة – 19.12.2008، عن أن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، الخاطفة إلى بريطانيا قبل أيام شملت اجتماعات سرية مع جهات ذات علاقة بالمفاوضات بين إسرائيل وسورية. وقالت الصحيفة إنه تم الحفاظ على سرية الاجتماعات التي عقدها أولمرت في لندن، التي تواجد فيها يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وأنه لم يعلم بها سوى ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، أحدهم رئيس الموساد، مائير داغان.
ورفضت مكتب أولمرت تأكيد أو نفي انعقاد هذه الاجتماعات السرية في لندن، التي توجه إليها أولمرت بادعاء أنه تمت دعوته لإجراء محادثات مع نظيره البريطاني، غوردون براون. رغم ذلك فإن مصادر مطلعة على الاجتماعات السرية أبلغت الصحيفة بأن أولمرت والرئيس السوري بشار الأسد تبادلا في الأيام الأخيرة رسائل مفصلة.
وسيتوجه أولمرت إلى تركيا، يوم الاثنين المقبل، لالتقاء نظيره التركي، رجب طيب اردوغان، للتباحث في إمكانية انتقال المفاوضات الإسرائيلية السورية غير المباشرة إلى مسار مباشر.
وكان أولمرت قد قال في خطابه أمام مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، أمس، إن "اتفاق سلام مع سورية هو أمر قابل للتحقيق" وأن محادثات السلام غير المباشرة بين الدولتين كانت جذرية وعميقة "وأثبتت أنه يوجد احتمال حقيقي للتقدم باتجاه اتفاق سلام وتمهد الطريق أمام مفاوضات مباشرة". وأضاف أولمرت أن "النظام العلماني في سورية ارتبط بالنظام في طهران بسبب مصالح وظروف وليس بسبب أيديولوجيا حصرا. وسورية ليست بالضرورة تتمنى أن تُحسب على محور الشر، ولديها رغبة شديدة بالخروج من عزلتها السياسية والاقتصادية والارتباط بالغرب بما في ذلك ترميم علاقاتها مع الولايات المتحدة". وأن "إخراج سورية من محور الشر هو مصلحة إستراتيجية عليا لدولة إسرائيل".
من جهة أخرى أفاد المراسل السياسي لموقع يديعوت أحرونوت الالكتروني روني سوفير، اليوم، بأن سفر أولمرت إلى تركيا يأتي في أعقاب تقدم كبير طرأ في الأيام الأخيرة على الاتصالات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية. وأضاف سوفير، المقرب من مكتب أولمرت، إنه ليس مستبعدا أن الحديث يدور عن وجود استعداد لدى الأسد بالإعلان عن رغبته بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل حول استعادة هضبة الجولان واحتمال موافقته على تأجيرها لإسرائيل بعد ذلك.
وذكر سوفير أن مبعوثا تركيا سيصل، اليوم، إلى دمشق لكن لا يوجد تأكيد رسمي لهذا النبأ. لكنه أضاف أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن هذا يأتي في إطار مبادرة سورية لربط الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما بمسار المفاوضات الإسرائيلي – السوري. ونقل سوفير عن مصادر في مكتب أولمرت نفيها للأنباء التي ترددت الأسبوع الحالي حول رسالة سورية إلى إسرائيل تتضمن المطالبة بالانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران 1967 وأن هذه الرسالة لم تؤد إلى حدوث انطلاقة في المحادثات. وقال مصدر رفيع المستوى في مكتب أولمرت إن "شخصا مطلعا على التفاصيل (التي تضمنتها الرسالة السورية) يقول إن الأنباء حول فحواها ليست صحيحة".
وأشار سوفير إلى أن المصادر في مكتب أولمرت ترفض التحدث عن حدوث "انطلاقة" في المفاوضات لكنهم يتحدثون في المقابل عن أجواء تفاؤل أعقبت سلسلة اتصالات من وراء الكواليس. وذكرت المصادر ذاتها ضلوع كل من وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليبند، الذي كان قد زار سورية وإسرائيل مؤخرا، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الاتصالات بين سورية وإسرائيل وأن ملك الأردن عبد الله الثاني يجري اتصالات حثيثة مع الرئيس السوري ومسؤولين إسرائيليين كبار.