المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير صحفية عن وجود خلافات كبيرة، وربما غير قابلة للجسر في المرحلة الحالية، في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وفيما تحدث تقرير أصدرته حركة سلام الآن عن استمرار إسرائيل بالتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، الأمر الذي يعرقل تقدم هذه المفاوضات، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، أن ثمة تقدما في المفاوضات وأنها لا تقف في المكان الذي كانت فيه قبل عام. ويبدو أن اقتراب رايس من نهاية ولايتها بحلول مطلع العام المقبل، والانتقادات التي تتعرض لها في بلادها على أدائها، ورغبة الإدارة الأميركية في إظهار انجاز سياسي وسط الأوحال التي تغوص فيها الإدارة الأميركية في العراق وأفغانستان ونهوض "الدب الروسي"، كل هذا جعل رايس تمتنع عن رؤية واقع وحقيقة الصراع هنا.

وقالت رايس خلال مؤتمر صحفي عقدته مع نظيرتها الإسرائيلية، تسيبي ليفني، في ختام لقائهما صباح اليوم، الثلاثاء – 26.8.2008، في القدس، معقبة على تقرير سلام الآن واستفحال الاستيطان، "إنني لا أعتقد أن سياسة إسرائيل هي زيادة النشاط في المستوطنات وإنما خفضه". كذلك رفضت رايس مقولة أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي يعرقل المفاوضات واعتبرت أنه "يحظر أن نسمح للضوضاء أن تعرقل العملية السياسية. هذا ما قلته في فترة الإرهاب وهكذا أقول اليوم أيضا". وكانت تشير رايس بذلك على أن المرحلة الأولى من خطة خارطة الطريق تقضي بتجميد إسرائيل نشاطاتها الاستيطانية في موازاة وقف "أعمال العنف" من جانب الفلسطينيين، أي الانتفاضة. وأضافت "لقد قلت لزملائي الإسرائيليين إني لا أعتقد أن النشاط الاستيطاني مُجد".

وتابعت رايس أنه "ينبغي على الزعماء أن يكونوا ملتزمين بالطريق والهدف، ويحظر أن تعيق الضوضاء هذا الأمر، بما في ذلك تلك التي كانت في فترة الإرهاب من غزة". ومضت رايس قائلة "إننا نجري مفاوضات جدية ومستمرة طوال الوقت. ثمة فجوات، لكننا لسنا موجودين في النقطة التي كنا فيها فقط قبل عام، ولم يفاجأ أحد من أنه ما زالت هناك قضايا محل إشكالية بين الجانبين، فهذه مشاكل مستمرة منذ أربعين عاما على الأقل، لكني أسمع أنه يتم تنفيذ خطوات جدية لحلها وهذا ما يشجعني. وقد فهمت أن الحديث يدور عن مفاوضات جدية ومعمقة".

وفي وقت سابق من صباح اليوم التقت رايس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في مكتب أولمرت قولها في ختام اللقاء إن "رئيس الحكومة أولمرت ووزيرة الخارجية رايس متفقان على أنه بالإمكان التوصل على اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين حتى نهاية العام 2008. وأعرب الاثنان عن إصرارهما على مواصلة الطريق".

وكانت رايس قد التقت لدى وصولها إلى إسرائيل، أمس، مع وزير الدفاع، ايهود باراك. ونقلت صحيفة هآرتس عن باراك قوله إنه "ينبغي على السلطة الفلسطينية العمل ضد قواعد الإرهاب في الضفة". وأضاف أنه توجد في إسرائيل أغلبية صامتة تفوق الثمانين بالمائة التي تريد السلام وتدرك معنى ذلك.

لكن باراك ركز خلال لقائه رايس على الموضوع الإيراني وقال إنه "لن نوافق على وجود إيران نووية ولا نزيل أي خيار عن جدول أعمالنا". وأضاف باراك أنه "على الولايات المتحدة أن تواصل قيادة عقوبات اقتصادية فعالة من أجل منع تقدم البرنامج (النووي) الإيراني".

وستلتقي رايس ظهر اليوم بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في رام الله ومع رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني، أحمد قريع. كذلك يتوقع عقد لقاء ثلاثي يجمع رايس وقريع وليفني في وقت لاحق من اليوم، وقبل مغادرتها البلاد.

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة, باراك, هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات