المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.


اقتحمت قوات كبيرة من جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) والشرطة مكاتب "جمعية الأقصى" التابعة للحركة الإسلامية – الجناح الشمالي برئاسة الشيخ رائد صلاح في مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر قبيل فجر أمس، الأحد – 24.8.2008، وصادرت محتوياتها. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية إنه تم إغلاق مكاتب "جمعية الأقصى" التي تعنى بالحفاظ على المقدسات الإسلامية بعد أن أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، أمرا يعتبر الجمعية "منظمة غير مسموح بها" بادعاء أنها تمول وتقوم بنشاطات مشتركة مع "مؤسسة الدعوة" في القدس الشرقية والتي تعتبرها السلطات الإسرائيلية أنها تابعة لحركة حماس.

وفي موازاة ذلك أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر تقضي بتجميد قسم من الحسابات المصرفية التابعة للحركة الإسلامية. وصادرت الشرطة والشاباك، بعد عملية تفتيش في مكاتب "مؤسسة الأقصى"، عددا كبيرا من الوثائق وأموال وتم نقلها إلى الشاباك بهدف معاينتها وبعد ذلك سيتخذ قرار في ما إذا كان سيتم فتح تحقيق في الشرطة ضد الحركة. وتشمل هذه الوثائق كواشين ومستندات عثمانية تثبت ملكية الفلسطينيين لأماكن عديدة في البلاد.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في الشاباك قولها إن معلومات تلقاها الجهاز تشير إلى أن "مؤسسة الأقصى" تقوم بنشاطات مشتركة مع مقر حماس في القدس، في إشارة إلى "مؤسسة الدعوة". وأضافت المصادر في الشاباك أن "الحديث يدور أيضا حول نشاطات يمولها اتحاد الجمعيات الخيرية الذي يشكل تنظيما فوقيا لصناديق إسلامية متطرفة في أنحاء العالم وتفعلها حماس ولذلك تم الإعلان عن الاتحاد أنه تنظيم غير مسموح به".

وبحسب الشاباك فإن الشبهات تشير إلى أن "اتحاد الجمعيات الخيرية" حول مبالغ مالية كبيرة لتنفيذ نشاطات مشتركة في القدس بين حماس و"مؤسسة الأقصى" من دون إجراء تسجيل لهذه الأموال التي جرى تحويلها بواسطة صرافين وتحويلا مصرفية وأموال مهربة. ويشتبه الشاباك بأن "مؤسسة الأقصى" تستخدم كذراع تنفيذي ل"مؤسسة الدعوة" في القدس الشرقية ومساعدة نشطاء هذه المؤسسة وحماس ماليا ولوجيستيا. وقالت مصادر في الشاباك إن "الأموال التي حولتها مؤسسات حماس في العالم إلى الحركة في الضفة الغربية وقطاع غزة استخدمت أيضا لتنفيذ عمليات إرهابية".

وعقبت الحركة الإسلامية – الجناح الشمالي على اقتحام وإغلاق مكاتبها في بيان أصدرته صباح اليوم وجاء فيه "إن ما أقدمت عليه الأذرع الأمنية للمؤسسة الإسرائيلية في الساعات المتأخرة من هذه الليلة من إغلاق لمؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية والإعلان عنها بأنها 'غير قانونية' ومن مصادرات لممتلكاتها إنما يدل على إفلاس المؤسسة الإسرائيلية التي أُلقمت حجراً ولم تستطع الرد إطلاقاً على المعلومات التي أوردتها وتوردها مؤسسة الأقصى حول الانتهاكات الإسرائيلية والاعتداءات على المسرى السليب والتي تؤكد أن الأقصى في خطر وأن مسألة بناء الهيكل وفق الحسابات الإسرائيلية الرسمية والشعبية هي مسألة وقت وبانتظار الظروف المناسبة".


وأضاف البيان أنه "إزاء هذه القرصنة الإسرائيلية المنفلتة فإننا نقولها بلا تردد ولا تلعثم 'بالروح بالدم نفديك يا أقصى'، ألا ولتعلم المؤسسة الإسرائيلية التي ما بقي فيها رجل رشيد أن إغلاق مؤسسة الأقصى سيكون المحفز والرافعة التي نرتقي من خلالها لتجديد النشاط والعزيمة والإرادة للانطلاق متوكلين على الله لنحمي أقصانا ومقدساتنا من عبث العابثين، وهي الرسالة التي ننقلها مباشرة إلى كل فاضل وماجدة أياً كان موقعه في عالمنا العربي والإسلامي حاكماً أو محكوماً قائلين 'الأقصى أمانة في أعناق أمة الألف مليون'".

وكانت "مؤسسة الأقصى" نظمت يوم الجمعة الماضي مهرجانا تحت شعار "الأقصى في خطر" وشارك فيه نحو ثلاثون ألفا واتهم الشيخ رائد صلاح خلاله إسرائيل بأنها "دنست" المسجد الأقصى. ويذكر أنه في شهر أيار من العام 2003 اقتحم أكثر من ألف شرطي إسرائيلي مكاتب الحركة الإسلامية في أم الفحم وتم اعتقال الشيخ صلاح وعددا من المسؤولين في "مؤسسة الأقصى" واتهمتهم بالتعاون مع حماس بسبب نشاطهم في دعم أبناء الشهداء الفلسطينيين وحكم عليهم بالسجن لنحو ثلاث سنوات.

المصطلحات المستخدمة:

الخط الأخضر, باراك

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات