المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 662

* ... "وحتى لو كنا مستعدين للخروج فليس لدينا في هذه المرحلة من نسلّم لهم هذه المناطق" *

 

 

* "المشهد الإسرائيلي": تم يوم 15 تموز 2007 تنصيب شمعون بيريس رئيسًا لإسرائيل. وعشية تسلمه لهذا المنصب كتب مقالة دعا في سياقها إلى "تفحص إمكان تنظيم الجيش الإسرائيلي من جديد، على أساس تغيير أنظمة وترتيبات كانت مقبولة على إسرائيل طوال عشرات السنوات". فيما يلي مقاطع من هذه المقالة التي اعتبرت بمثابة "وصية سياسية" لعجوز السياسة الإسرائيلية:

 

 

في عاصفة الأيام والأحداث الآنية الكبيرة خلال الأيام الفائتة غابت عنا ذكرى كان من الجدير الاحتفاء بها، هي ذكرى مرور 60 عامًا على بدء رئيس الحكومة ووزير الدفاع الأول، دافيد بن غوريون، ببناء الجيش الإسرائيلي.

عندما قيام الدولة وجد بن غوريون أن هناك أربع منظمات سرية تعمل كل واحدة منها بحسب نظرية خاصة بها. هذه المنظمات هي: الهجاناه، البلماح، الايتسل والليحي. وقد قرّر بن غوريون في ذلك الوقت أن يكون الجيش الإسرائيلي نظاميًا وأن تخضع له كل المنظمات الأخرى. وحرص على أن يكون الجيش دفاعيًا (ومن هنا جاءت تسميته بـ جيش الدفاع الإسرائيلي) وشعبيًا وأن يبنى على أساس أنه جيش دائم، أي من التشكيلات النظامية وتشكيلات الاحتياط، وأن تكون له ثلاث أذرع هي البرية والجوية والبحرية.

على مدار نحو 60 عامًا من إقامة دولة إسرائيل اختبر الجيش الإسرائيلي في سبعة حروب وانتفاضتين ومئات إن لم يكن آلاف أحداث الأمن الجارية. وأثبتت حرب لبنان الثانية، في الصيف الماضي، أن هناك تغييرًا عميقًا في الجاهزية الإستراتيجية والتكتيكية التي تقف إسرائيل في مقابلها. وقد أكل الدهر وشرب على أفكار وخطط وبُنيات كانت صحيحة حتى وقت قريب. وبمفاهيم معينة فإننا نستمر بالتفكير وبخوض حروب الماضي، في حين أن كل شيء أمامنا قد تغيّر.

التغييرات الأساسية التي حصلت في المنطقة هي: أ- انتقل مركز الثقل الإستراتيجي من العالم العربي، وعلى رأسه مصر وسورية، إلى إيران، ب- منذ أربعين عامًا تسيطر إسرائيل على المناطق (الفلسطينية) وقد حصل مؤخرًا انفصال سياسي، لا جغرافي فقط، بين غزة والضفة، جـ- منذ أن وصل السلاح الباليستي إلى منطقتنا لم تعد إسرائيل مقسمة إلى جبهة قتال وجبهة داخلية. ولذا فإن كل دولة إسرائيل هي بمثابة جبهة قتال واحدة.

على المستوى الدولي هناك، من جهة، في العالم العربي عملية تنزع إلى التسليم بإسرائيل وقبولها كدولة يجب عقد سلام معها مقابل تنازلها عن كل المناطق (الفلسطينية)، ومن جهة أخرى هناك عملية نزع للشرعية عن إسرائيل. ويرافق التشدّد القومي الذي كان في الدول العربية عشية إقامة دولة إسرائيل تشدّد ديني يثير الخلافات في العالم العربي بين الشيعة والسنة في ظل وجود محاولة فارسية لتجديد الخلافة وبالتالي بسط الهيمنة الفارسية على الشرق الأوسط. هذا الوضع أدى إلى نشوء قوى معتدلة وفي مقابلها قوى متطرفة في الشرق الأوسط.

بحسب رأيي يجب أن نفحص إمكان تنظيم الجيش الإسرائيلي من جديد، على أساس تغيير أنظمة وترتيبات كانت مقبولة علينا طوال عشرات السنوات.

واضح أن الحرب المقبلة لن تدور بموجب نظام الأذرع العسكرية الكلاسيكية التي كانت في الماضي. وبحسب رأيي يجب تنظيم الجيش وفقًا لمهام محدّدة، وفي جبهتين رئيسيتين: الأولى جبهة الحرب الكلاسيكية والثانية جبهة الحرب على الإرهاب.

من غير الواضح بعد متى سنخرج من المناطق (المحتلة). وحتى لو كنا مستعدين للخروج فليس لدينا في هذه المرحلة من نسلّم لهم هذه المناطق بسبب انعدام القدرة الفلسطينية على إقامة جيش واحد ودولة واحدة تفرض سيادتها على هذه المناطق. وفي هذه الأثناء ليس في وسع إسرائيل أن تتجاهل مسؤوليتها عن المناطق. ويجب تعيين وزير بوظيفة كاملة يكون مسؤولاً عن الجوانب المدنية والاقتصادية والاجتماعية في المناطق.

إن المطلوب للجيش الإسرائيلي هو مفهوم تكنولوجي مختلف من أجل إقامة نُظم سلاح للحرب ضد الإرهاب. ومع ذلك تنقصنا قوى بشرية تكنولوجية. ولذا اقترح أن نقيم وحدات خاصة للشبيبة التكنولوجية. ويمكن لهؤلاء أن يكونوا سلاح العلم في الجيش الإسرائيلي. كما اقترح إقامة سلاح للنساء التكنولوجيات يشمل أيضًا نساء متدينات.

كل هذه المواضيع تحتاج إلى فحص مهني. لكن لا يجوز لنا أن نظل قابعين في بنيات تنظيمية قديمة بينما يغيّر العالم الأمني شكله.

 

 

[عن صحيفة "يديعوت أحرونوت"، 22 حزيران 2007]

 

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات