يعاني 70 بالمائة من السجناء في إسرائيل من عسر تعليمي- هذا ما تبيّن من بحث جديد أجري في جهاز السجون في إسرائيل وذلك تحت إشراف د. عميلا عينات، من كلية تل حاي ود. تومر عينات، من كلية كنيرت وكلية عيمق يزراعيل.
وقد ظهر أيضًا أن غالبية السجناء، الذين شاركوا في البحث، لم ينهوا مرحلة التعليم الثانوية، وقد جرى تشخيص العسر التعليمي لديهم فقط بعد أن أودعوا في السجن.
وقد فحص الباحثان 89 سجينًا وسجينة من سبعة سجون في أنحاء مختلفة من إسرائيل اختيروا عشوائيًا من بين نزلاء 22 سجنًا، وجميعهم ينطقون بالعبرية كلغة أمّ وتخرجوا من جهاز التعليم الإسرائيلي. وتبلغ نسبة ذوي العسر التعليمي بين السكان في إسرائيل عمومًا أقل من 15% في حين بلغت نسبتهم بين السجناء 70% وفقًا للبحث. وإلى جانب العسر التعليمي تبين أن 57% من الذين شملهم البحث يعانون من مشاكل في السمع والتركيز في حين يعاني 30% من العسر التعليمي ومن مشاكل في السمع والتركيز على حدّ سواء، وهي نسبة تزيد بخمسة أضعاف عن نسبة هؤلاء بين عموم السكان.
كما تظهر نتائج هذا البحث، الأول من نوعه، أن هناك صلة مباشرة بين سنة تسرّب السجناء من المدرسة وبين موعد فتح أول ملف لهم في الشرطة. والسجناء الذين تسربوا من المدرسة مبكرًا هم الذين تم الزج بهم في السجن بصورة مبكرة.
وأكد د. تومر عينات لصحيفة "معاريف" أن التسرّب من المدرسة ينذر بالجنوح في سنّ مبكر. ويظهر البحث أن العمر الحرج هو بين انتهاء مرحلة الدراسة الابتدائية (6 سنوات) وبين الصف الثامن (الثاني إعدادي).
أما د. عميلا عينات فقد أشارت إلى جهاز التعليم الإسرائيلي كأحد الجهات المركزية التي تجاهلت العلاقة بين العسر التعليمي والجريمة. وأضافت قائلة: "يظهر من البحث أنه طوال سنوات كان هناك إهمال مزمن من طرف جهاز التعليم أدى إلى وصول قسم من السجناء إلى السجن. وكان من المفترض عدم إتاحة الفرصة لهؤلاء الطلاب كي يتسربوا من المدرسة، لأنهم يتسربون وينتهون إلى السجن. هذا موجع وهو وصمة عار على المجتمع. هؤلاء أناس يمكن أن يكونوا نافعين لكن الجهاز يجعلهم مجرمين. والطريق الوحيدة لمساعدة هؤلاء تكمن في معالجة المهارات المصابة وتوسيع المعارف".
وتقول الباحثة إن في مقدرة جهاز التعليم، لو رغب، أن يجد بدائل تبقي ذوي العسر التعليمي في المدارس. كذلك ينبغي مساعدة السجناء، الذي لا يعرف كثيرون منهم القراءة ولا يفلحون في إيجاد مكان لهم خارج جدران السجن. وتابعت: "ثمة بينهم من يقدرون على العودة إلى جادة الصواب، وما يجب فقط هو مساعدتهم بوسائل جديدة وليس بوسائل المدرسة التي يئسوا منها".
وستعرض النتائج النهائية لهذا البحث في مؤتمر خاص حول العسر التعليمي سيعقد في جامعة تل أبيب في أوائل شهر كانون الأول المقبل.
وستشارك في المؤتمر وزيرة التربية والتعليم الإسرائيلية، يولي تامير، بالإضافة إلى باحثين ومختصين آخرين.