أظهرت معطيات جديدة صادرة عن قسم تعليم الكبار في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في مستوى التعليم بين الإشكنازيين والشرقيين في إسرائيل.
كما أظهرت هذه المعطيات أن حوالي 3ر4% من مواطني إسرائيل- أي 212 ألف نسمة- هم أميون بحسب التعريف العلمي، أي تعلموا أقل من 4 سنوات تعليم.
وتبلغ نسبة الأميين بين اليهود 3% بينما تبلغ 2ر10% بين العرب. وهناك فجوات كبيرة أيضًا في نسبة الأمية بين الرجال والنساء، حيث تبلغ نسبة النساء الأميات ضعفي النسبة بين الرجال (نسبة الأمية بين الرجال اليهود هي 4ر2% وبين النساء اليهوديات هي 4%، أي 48 ألف رجل و81 ألف امرأة، بينما نسبة الأمية بين الرجال العرب هي 6% وبين النساء العربيات هي 14%، أي 26 ألف رجل و57 ألف امرأة).
وتبلغ نسبة الأمية بين مواليد البلاد 4ر0% بينما تبلغ نسبة الذين تعلموا في المدارس الثانوية فما فوق بين هؤلاء 85%. ومع هذا فلا تزال هناك فوارق كبيرة في مستوى التعليم بين مواليد البلاد الذين ولد أهلهم في أوروبا أو أميركا وبين مواليد البلاد الذين ولد أهلهم في آسيا أو أفريقيا. وهكذا، مثلاً، فإن نسبة الأميين بين المهاجرين من أفريقيا وآسيا أعلى بثلاث مرات عن نسبتهم بين المهاجرين من أوروبا وأمريكا (7ر0% مقابل 2ر0%). بالإضافة إلى ذلك فإن أكثر من ثلث (35%) الإسرائيليين الذين ولد آباؤهم في أوروبا وأميركا هم ذوو دراسة أكاديمية (أكثر من 16 سنة تعليم) في حين أن نسبة هؤلاء بين الإسرائيليين الذين ولد آباؤهم في أفريقيا وآسيا هي 16% فقط.
ورغم أن هذه الفجوات لا تزال كبيرة فإنها تقلصت عما كانت عليه في سنوات سابقة. وقبل أكثر من عشر سنوات، في العام 1995، بلغت نسبة ذوي الدراسة الأكاديمية بين مهاجري أوروبا وأميركا 8ر26% مقابل 8ر7% بين مهاجري آسيا وأفريقيا.
وبحسب ما يقوله د. مئير بيرتس، الذي كان حتى فترة قريبة مدير قسم تعليم الكبار في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن وتيرة تقليص الفجوات في مستوى التعليم بطيئة للغاية. وادعى بيرتس بأن هذا البطء غير ناجم عن انعدام استثمار الموارد المطلوبة من طرف الدولة، وإنما عن قلة الدافعية لدى الفئات العديمة التعليم. وأضاف أن الأميين يعتقدون بأن الجهد الذي يتعين عليهم أن يبذلوه من أجل الخروج من وضع عدم تمكنهم من القراءة والكتابة سيكون جهدًا لا طائل منه في نهاية المطاف. وأوضح أن النساء أكثر اهتمامًا باستكمال الدراسة قياسًا بالرجال الذي يخفون حقيقة كونهم أميين ولا يأتون للدراسة.
أما د. يفعات بيطون، من قسم التربية في الكلية الأكاديمية تل حاي، فتعتقد أن صعوبة تقليص الفجوات كامنة في المبنى الاجتماعي وفي الفجوة الاجتماعية- الاقتصادية التي نشأت مع إقامة إسرائيل وحوفظ عليها على مدار السنوات. وأضافت موضحة: "صحيح أن اليهود الشرقيين ازدادوا وتطوروا لكن الإشكنازيين أيضًا، الذين كانت نقطة انطلاقهم أعلى أصلاً، حسّنوا مستوى تعليمهم. وهذه دائرة مغلقة، لأن الفجوات في التعليم تزيد الفجوات الاجتماعية- الاقتصادية، والفجوات الاجتماعية- الاقتصادية تزيد الفجوات في التعليم".
ويرى الباحث الاجتماعي د. باروخ عوفاديا، من قسم العلوم السلوكية في كلية الإدارة، أن قلة الاستثمار في التعليم تؤثر بشكل مباشر على مستوى الداخل وعلى مقدرة الانخراط في أشغال تتطلب إنتاجية عالية، الأمر الذي يؤثر بدوره على النمو الاقتصادي للدولة عمومًا.
من ناحيته قال المدير العام لوزارة التربية والتعليم، شموئيل أبوآف، إن استمرار الاستثمار في محو الأمية وتقليص الفجوات هو بمثابة "مهمة وطنية".