المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، عمير بيرتس، الجيش الإسرائيلي بـ"الاستعداد لتوجيه ضربات لحركة حماس" على خلفية تواصل إطلاق صواريخ القسام على جنوب إسرائيل.

ونقلت الصحف الإسرائيلية الصادرة يوم الاثنين 12/6/2006 عن بيرتس مطالبته قيادة الجيش بالاستعداد لتوجيه ضربات "لكل من هو ضالع في الإرهاب من متخذي القرار (بإطلاق صواريخ قسام) وحتى العناصر التي تنفذ هذه القرارات".

وقالت صحيفة "هآرتس" إن أقوال بيرتس تضمنت "تهديدا مبطنا" لقيادة حماس.

وأضافت أن بيرتس "لجم أمس اقتراحا لقيادة الجيش الإسرائيلي بتنفيذ هجوم واسع في قطاع غزة في أعقاب تواصل إطلاق صواريخ القسام".

واشتمل اقتراح قيادة الجيش الإسرائيلي على تنفيذ هجوم جوي واسع النطاق في القطاع.

من جانبه دعا رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، دان حالوتس، إلى تصعيد كبير وإلى "اغتيال الآن" شخصيات مركزية في حماس.

وقالت الصحف الإسرائيلية إن مسلحين فلسطينيين في قطاع غزة أطلقوا خلال يوم أمس ما بين 30 إلى 35 صاروخ قسام غالبيتها باتجاه مدينة سديروت بجنوب إسرائيل.

وأمر بيرتس الجيش بمواصلة اغتيال المسلحين الذين يطلقون صواريخ القسام.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن بيرتس قوله خلال مداولات أمنية أمس إنه "إذا استمر إطلاق القسام فإنه لن يكون بإمكان أية جهة أن تكون نظيفة من المسؤولية.

"ولن نتنازل بأي حال، ليس لمنفذي إطلاق الصواريخ وليس لمرسليهم وليس لمخططي هذه الهجمات في كافة المستويات".

وأضاف بيرتس "لا نية لدينا بالسماح للتنظيمات الإرهابية بإطلاق الصواريخ من دون أن يدفعوا الثمن على المس بمواطني إسرائيل".

وكتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، زئيف شيف، أن حماس بصدد شن معارك استنزاف يومية من خلال إطلاق صواريخ قسام باتجاه إسرائيل.

وأضاف أن القرار بالشروع في تنفيذ هجمات ضد إسرائيل اتخذ من خلال اتصالات بين رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الموجود في العاصمة السورية دمشق وقادة الأذرع العسكرية التابعة لحماس في قطاع غزة.

واستطرد شيف أنه تم إبلاغ رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بالقرار "لكنه لم يعرب عن معارضته لذلك".

من جانبها قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن هنية طالب بعدم تنفيذ عمليات داخل إسرائيل.

وأشار شيف إلى وجود جنرالين مصريين في قطاع غزة ويجريان اتصالات مع التنظيمات الفلسطينية في محاولة لمنع انهيار التهدئة.

من جهة أخرى هدد رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، تساحي هنغبي، باستهداف قيادة حركة حماس وبينهم رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية.

وقال هنغبي لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن "أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي بانتظار هنية".

وأضاف أن مواجهة بين إسرائيل وحماس "لا يمكن منعها".

وأكد أنه إذا وصلت إلى إسرائيل معلومات تفيد بأن قيادة حماس منحت ضوءا أخضر لتنفيذ عمليات فإن "أحدا منهم لن يكون محصنا من الاغتيال وبضمن ذلك إسماعيل هنية".

وحول مقتل مدنيين فلسطينيين في قصف إسرائيلي يوم الجمعة الماضي قال هنغبي إن التحقيق الذي يجريه الجيش الإسرائيلي بهذا الخصوص لم ينته بعد.

وأضاف أنه "طوال الوقت خيمت إمكانية لحدوث خطأ كهذا".

واعتبر هنغبي أن القصف المدفعي الإسرائيلي الذي يهدف إلى ردع إطلاق صواريخ قسام من القطاع إلى جنوب إسرائيل "لم يثبت نجاعته".

وفي رده على سؤال حول إمكانية إعادة احتلال مناطق من قطاع غزة قال هنغبي إن هذه الإمكانية غير واردة الآن.

لكن هنغبي أضاف أنه "أحيانا ننساق وراء التطورات".

وكانت صحيفة "معاريف" الصادرة أمس الأحد قد نقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة قولها إنه " إذا نفذت حماس تهديداتها وجددت العمليات فإن إسرائيل ستجدد عمليات اغتيال قادة الحركة مثلما تم في الماضي اغتيال (زعيمي حماس) أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي من الجو". وأضافت المصادر الإسرائيلية ذاتها أن "حقيقة كون قادة حماس يشغلون مناصب رسمية في السلطة الفلسطينية لا تمنح أية حصانة لضالعين في العمليات".

واعتبرت المصادر الأمنية أن "خيار اغتيال قادة حماس" سيطرح فور اتضاح عودة حركة حماس لتنفيذ عمليات.

ونقلت "معاريف" عن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس قوله، يوم السبت، إنه في حال عودة حماس لتنفيذ عمليات فإنهم سيكونون عرضة للاغتيال لأن "لا أحد منهم يملك شهادة تأمين".

من جهة أخرى، قالت مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي إن 97 تحذيراً بنية مسلحين فلسطينيين تنفيذ عمليات داخل إسرائيل تجمعت في أعقاب مقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين بالقصف الإسرائيلي على شمال قطاع غزة.

وأضافت هذه المصادر أن هناك 11 تحذيراً عينيا بشأن النية بتنفيذ عمليات داخل إسرائيل "لكن مصدرها ليس في حماس".

من جانبه اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، في تعقيبه على مقتل وجرح عشرات المدنيين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، أن الجيش الإسرائيلي "الأكثر أخلاقية في العالم".

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة في بث مباشر أقوال أولمرت لدى افتتاحه اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي أمس الأحد.

وادعى أولمرت أن الجيش الإسرائيلي "لم ينتهج أبدا سياسة المس بمواطنين ولا يفعل ذلك اليوم أيضا".

وقال أولمرت "إننا نأسف لموت سبعة (فلسطينيين) أبرياء" في إشارة إلى أفراد عائلة غالية الذين قتلوا بالقصف الإسرائيلي على شاطئ السودانية في شمال قطاع غزة مساء يوم الجمعة الماضي.

وأشار أولمرت إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس أمر الجيش بإجراء تحقيق في القصف المدفعي على المدنيين الفلسطينيين وقال إن "التفاصيل الدقيقة (للتحقيق) سيتم عرضها على الجمهور".

وقال أولمرت إنه "طوال أسابيع يتم إطلاق النار (في إشارة لصواريخ القسام) من القطاع بقصد قتل مواطنين إسرائيليين في بلدات محاذية" للحدود بين إسرائيل وقطاع غزة.

وأضاف أن "إطلاق هذه الصواريخ هو أمر خطير للغاية ويمس بنسيج الحياة في البلدات بجنوب إسرائيل".

يشار إلى أن إطلاق صواريخ القسام لم يسقط قتلى في صفوف المواطنين الإسرائيليين لكنه تسبب بإصابة العديد من المواطنين الإسرائيليين بحالات هلع.

وسقط صاروخ قسام يوم الأحد على كلية سبير في مدينة سديروت بجنوب إسرائيل ما أدى إلى إصابة أحد العاملين بجروح خطيرة وإصابة مواطنتين بحالة هلع.

ويرد الجيش الإسرائيلي على إطلاق صواريخ القسام بقصف يومي عنيف بالمدفعية وبالطائرات الحربية أدى لمقتل عشرات المواطنين والمسلحين الفلسطينيين في القطاع.

من جانبه ادعى بيرتس بأنه يتم فحص إمكانية أن يكون "الحادث في القطاع مصدره أسباب فلسطينية داخلية".

وقال بيرتس إنه من الجائز أن يكون صاروخ فلسطيني قد سقط على شاطئ السودانية وأدى إلى مقتل وجرح عشرات الفلسطينيين.

من جهة أخرى نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، رعنان غيسين، قوله إن إسرائيل "تكرر الأخطاء التي ارتكبتها عند مقتل محمد الدرة" وهو الطفل الذي قتل بنيران الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة في بداية الانتفاضة في العام 2000.

واحتج غيسين على أقوال مسؤولين سياسيين وعسكريين إسرائيليين حول مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن مقتل وجرح عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي يوم الجمعة الماضي.

وأضاف غيسين أن المسؤولين في إسرائيل "لم يشككوا بتاتا في الإدعاء بأن مقتل عائلة فلسطينية سببه القصف الإسرائيلي".

ومضى غيسين أنه "كانت هناك حاجة بأن يعلن كبار المسؤولين الإسرائيليين عن أن ثمة شكا في من المسؤول عن مقتل العائلة الفلسطينية".

وانتقد غيسين أقوال القائد العسكري الإسرائيلي، العميد أفيف كوخافي، الذي قال إن العائلة الفلسطينية التي قتل أفرادها تواجدت في منطقة قتال.

واعتبر غيسين أن "هذه منطقة جريمة يسيطر عليها الفلسطينيون ويخفون أدلة".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات