مع الاقتراب من انتهاء تطبيق خطة فك الارتباط، وذلك بإخلاء مستوطنتي حومش وسانور في شمال الضفة الغربية، عادت الصحف الإسرائيلية إلى تناول موضوع مستقبل أريئيل شارون السياسي.
وكان الدافع إلى ذلك في صحف يوم الثلاثاء 23/8/2005 نتائج استطلاع للرأي بين صفوف المنتسبين إلى حزب "الليكود"، نشرته القناة التلفزيونية الإسرائيلية العاشرة، أظهرت أن حوالي 36 بالمائة من المستطلعين يؤيدون رئاسة شارون للحزب في حين يؤيد 28 بالمائة أن يتولى منافسه، وزير المالية المستقيل بنيامين نتنياهو، رئاسة الحزب. وبينما قال 16 بالمائة إنهم لن يصوتوا البتة في انتخابات رئيس الحزب، أشار 20 بالمائة إلى أنهم لم يقرروا بعد أو لم يجيبوا البتة.
وإزاء ذلك نشرت صحيفة "معاريف" أن المقربين من شارون عبروا عن اكتفاء حذر بنتائج هذا الاستطلاع، مؤكدين أن رئيس الوزراء نفسه لم يتأثر بالاستطلاعات التي دفنته ولم يطر فرحاً من نتائج هذا الاستطلاع الأخير.
وأضاف هؤلاء المقربون أنه حتى لو تحسن وضع شارون داخل الليكود فإنه سيدرس إمكانية الخروج من الحزب الحاكم وإنشاء حزب وسط يميني جديد. ونقلت الصحيفة عن هؤلاء القول "مشكلتنا ليست أن ننتصر في الليكود وإنما ماذا يحصل إذا ما انتصرنا واضطررنا لمواجهة قائمة الليكود نفسها في الكنيست وأعضاء اللجنة المركزية أنفسهم. يبدو أن الخروج من الحزب هو الحل الأفضل".
أما المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس"، ألوف بن، فقد أشار في تعليق خاص بعنوان "مهمة مستحيلة" إلى أن شارون يرغب بأن يتم انتخابه لدورة رئاسية أخرى وأخيرة يعتزل بعدها برضا كامل. وأضاف أن هذه الرغبة تبدو بسيطة وشرعية لكن لم يفلح بها أي رئيس وزراء إسرائيلي قبل شارون منذ قيام إسرائيل.
أضاف بن أنه خلال محادثات مع صحافيين يؤكد شارون أن مكانه لا يزال في الليكود وأنه سيتنافس على رئاسة هذا الحزب ويهزم منافسه نتنياهو. لكن مقابل ذلك تقف محاولات الماضي وتقلّب مزاج الجمهور الذي يهدد بإغراق شارون مثل سابقيه.
ويتساءل بن في ختام تعليقه: هل ينجح شارون في كسر التواصل التاريخي أم سيتبين أن مهمته الأخيرة هذه هي مهمة مستحيلة؟
لبيد يدعو شارون للاعتزال
من ناحيته، دعا زعيم حزب الوسط "شينوي"، الوزير السابق يوسف لبيد، رئيس الحكومة، أريئيل شارون، إلى اعتزال الحياة السياسية والانصراف الى مزرعته في النقب وتربية الخراف ومساعدة نجليه "مع تحقيقه قمة انجازاته السياسية" المتمثلة بتنفيذ خطة "فك الارتباط".
وكتب لبيد في مقال نشره في صحيفة "معاريف": "لو كنت مكان شارون لفعلت ذلك الآن بعد وصولي الى قمة عملي السياسي والعالم يثمن سياستي فيما رجال السياسة الذين رفضوا التحدث معي في الماضي اصبحوا الآن يريدون التقرب مني وبعد ان حلّقت شعبيتي".
وأضاف لبيد، الذي كان نائباً لشارون قبل مغادرته وحزبه الائتلاف، انه بصفته صديقاً لرئيس الحكومة ينصحه بالاستقالة "منتصراً بدلاً من الانسحاب من الحياة السياسية مهزوماً جراء التنافس على زعامة حزب ليكود الحاكم حيث يتوقع أن يهزمه بنيامين نتنياهو".
المصطلحات المستخدمة:
هآرتس, الليكود, شينوي, الكنيست, رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو