المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أعرب ممثلو التيارات السياسية العربية المختلفة داخل إسرائيل، في أحاديث خاصة لـ"المشهد الإسرائيلي"، عن سرورهم بإخلاء مستعمرات غزة لافتين إلى أن الفرحة لا تكتمل إلا بسيطرة الفلسطينيين على معابر القطاع وبرحيل الاحتلال عن الضفة الغربية.

النائب احمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، قال انه يقيم في غزة منذ مطلع الأسبوع الماضي وذلك لأول مرة منذ اندلاع الانتفاضة وانه لاحظ حركة عمرانية لافتا إلى الحالة المعنوية القوية للناس الذين يستعدون للنهوض والانتصار على الفقر والكآبة والفوضى. وأشار الطيبي إلى أن إخلاء مستوطنات غزة يشكل انحسارا للمفهوم الكولونيالي الإسرائيلي. وأضاف "تتفق كافة الأطراف هنا على أن يكون الانسحاب سريعا وسلسا فمن الطبيعي ان تقوم الشعوب بتصعيب مهمة احتلال الأرض وتسهيل الانسحاب منها". وأعرب الطيبي عن أمله بأن يسارع المجتمع الدولي إلى تقديم علاج حقيقي لا إسعافا أوليا لقطاع غزة المنهوب والمستنزف. ومضى يقول: "فرحة الفلسطينيين باقتلاع المستعمرات التي مررت عيشتهم كبيرة ولكن حتى يتحول الإخلاء إلى انسحاب حقيقي لا بد أن تخضع المعابر للسيادة الفلسطينية وهذا ما يستنكف الإسرائيليون عنه". ولفت الطيبي إلى أن الاحتلال يتمسك حتى الآن بمعبر رفح ومحور صلاح الدين ويحاول القيام بابتزاز اللحظة الأخيرة ويطالب بنقل معبر رفح إلى موقع "كيرم شالوم" وان يكون تحت إشراف مصري فلسطيني إسرائيلي. وقال "هذه عملية ابتزاز تبقي القطاع في وضع احتلال وهذا ما ينطبق عليه مثلنا الشعبي: شو جابت من دار أبوها".

وردا على سؤال حول اليوم التالي في ظل تصريحات مستشار اريئيل شارون الذي اعتبر فك الارتباط "فورملين" لتجميد المسيرة السلمية هربا من استحقاقاتها أكد الطيبي انه على يقين بأن إخلاء غزة هو أولا وليس أخيرا وان الانسحاب من معظم أراضي الضفة الغربية هو نتيجة حتمية.

من جانبه قال الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية- الجناح الشمالي، انه طالما أيد تحرير أي شبر من الأرض المحتلة وعودتها إلى أهلها لافتا إلى انه قلق من إمكانية بقاء الاحتلال جاثما على صدور أهلنا في الضفة الغربية خاصة في ضوء تصريحات وزير الدفاع شاؤول موفاز حول الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية. وأضاف خطيب "مع ذلك لا شك ان الاستيطان الصهيوني الطلائعي أصيب بانتكاسة فجاء إخلاء المستعمرات لا نتيجة واقعية إسرائيلية انما بفضل إصرار الشعب الفلسطيني على التمسك بالثوابت وهذا ما سينعكس على مجمل السياسة الاحتلالية". وعبر خطيب عن رجائه بأن يحسن الأهل التعامل مع هذا الحدث وتحويله الى انجاز حقيقي لكل الشعب لا ساحة مناورات ومنافسات وان يتمسك الأهل بخيار الحفاظ على الثوابت وعدم الرضوخ للضغوطات الدولية.

وقال النائب واصل طه، من التجمع الوطني الديمقراطي، إن عدم حسم قضية السيادة على المعابر والمرافىء ستحول غزة الى سجن كبير مشيرا الى أن اريئيل شارون لا يظهر نوايا تجاه استكمال أحاديته نحو استئناف خريطة الطريق . واضاف "شارون ماض نحو إعادة ترسيم حدود إسرائيل وفق ما تمليه رؤيته، ما يؤكد أهمية استمرار الانتفاضة وتكثيف الضغوطات في المنابر الدولية واختراق الرأي العام الإسرائيلي وكل ذلك يحتاج الى جبهة داخلية موحدة في صلبها خطة حد ادنى متفق عليها من كافة القوى الوطنية والإسلامية".

وأكد النائب عبد المالك دهامشة، عن الحركة الإسلامية- الجناح الجنوبي، أن الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية هو نصر لإرادة الشعب الفلسطيني بالتحرر من أغلال الاحتلال، وهزيمة للفكر الإحتلالي. وأصدر دهامشة بيانا قال فيه "هنيئا لشعبنا الفلسطيني بعرسه الوطني الذي كان لنا شرف المشاركة في صياغته. بداية الانسحاب هو يوم احتفال وعرس وطني سيسجل في التاريخ لصالح كل الشعب الفلسطيني، ولصالحنا نحن في الحركة الإسلامية التي ساهمت في تمريره بواسطة مندوبها في الكنيست الإسرائيلي".

وكانت صحيفة "الاتحاد" الصادرة في حيفا والناطقة بلسان الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية قد اعتبرت في مقال افتتاحي بعنوان "هذا هو مصير الغزاة المحتلين" إخلاء المستعمرات سابقة "مباركة" للتخلص من جميع الأدران الاستيطانية.

المصطلحات المستخدمة:

اريئيل, الكنيست

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات