المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

كتب وديع عواودة:

منذ ان استعادته مصر تحت سيادتها شكل فندق ومنتجع هيلتون طابا الملاصق للحدود مع اسرائيل نقطة سياحية الاكثر جاذبية في سيناء للسائحين الاسرائيليين الذين يؤمونه طيلة ايام السنة مفضلين اياه على فنادق مماثلة في مدينة ايلات. ورغم توقيع السلام مع مصر يستنكف الاسرائيليون عن قضاء عطلهم في القاهرة او باقي المدن المصرية ويكتفون بالشواطىء الشرقية لسيناء التي يملأون منتجعاتها وشواطئها باعداد كبيرة تعيد الى الذاكرة مقولة الوزير التاريخي موشيه ديان حول افضلية شرم الشيخ على السلام.. ويعود سر جاذبية المنتجع المصري للنزلاء الاسرائيليين لكونه قريبا من الحدود وعدم اشتراط دخوله بأية تأشيرة ولرخص كلفة الاقامة فيه اضافة الى سحر منطقة طابا التي تجمع بين البحر الاحمر وشواطئه الذهبية وبين الجبال الصحراوية المثيرة. وفي مثل هذه الايام يبلغ سعر الغرفة الزوجية لليلة واحدة مع وجبة افطار في هيلتون طابا، وهو فندق خمس نجوم، 25 دولارًا فقط فيما يقوم الكازينو هناك بتقديم الغرف مجانا لزبائنه المواظبين على زيارته. وتعتبر صالة القمار في طابا الاقرب بالنسبة للمقامرين والزائرين الاسرائيليين سيما بعد اغلاق كازينو اريحا واغلاق الكازينوهات في تركيا التي طالما استقطبتهم، نتيجة ممانعة الاوساط الدينية لاقامته في اسرائيل لاسباب دينية.

وكان الاسرائيليون قد بنوا بعض فنادق سيناء، بما في ذلك فندق هيلتون طابا، بعد احتلالهم المنطقة في حرب 1967 وقبل إعادتها في نهاية الأمر إلى مصر في إطار اتفاقية السلام في 1979. وكانت طابا آخر جزء من الأراضي المصرية يعاد إلى السيادة المصرية في1989 بعد أن أيد محكمون دوليون وجهة النظر المصرية بأنها تقع ضمن الحدود التاريخية لمصر.

ولا يشترط حصول الاسرائيليين على تأشيرة للسفر إلى شرق سيناء، رغم أنهم ملزمون بالحصول على تصاريح دخول لزيارة بقية مصر، ويتعين على المصريين الراغبين في زيارة المنطقة المرور عبر نقاط تفتيش أمنية خاصة. ويعتقد أنه كان يوجد عشرة آلاف إسرائيلي في سيناء لحضور عطلة سمحات تورا (فرحة التوراة) اليهودية في ختام عيد المظلة، عندما وقعت الانفجارات، الخميس الماضي، في هذه المنطقة خاصة بين نويبع وطابا حيث يبحث الاسرائيليون عن الاستمتاع بالشمس ورياضة الغوص وحياة الصحراء ومن وجهة نظرهم فان الامر هنا مختلف عن سائر الاراضي المصرية التي لا يلقون فيها الترحيب من المضيفين.

لكن، على الرغم من ازدهار المنتجعات في سيناء اعتمادا على الزائرين الاسرائيليين والزائرين الآخرين، فإن التجارة بين اسرائيل ومصر محدودة، كما أن العلاقات الدبلوماسية تكون باردة في أحسن الأحوال. وسحبت مصر سفيرها في اسرائيل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2000 احتجاجا على أسلوب مواجهة اسرائيل للانتفاضة الفلسطينية. ويتوقع مراقبون ان تؤدي تفجيرات طابا ورأس الشيطان الى تقويض السلام والسياحة في مصر لبضع سنوات سيما وانه اعادت الى اذهان الاسرائيليين عملية قتل سبعة سائحين اسرائيليين في "ابو عقيلة" في سيناء عام 1985.

في حديث لـ "المشهد الاسرائيلي" افاد تقني المواد الطبية سعيد حمودة من الناصرة، والذي تواجد في الفندق ليلة الانفجار ضمن اجازة لمدة ثلاثة ايام انقلبت عليه الى كابوس وكادت تودي بحياته: "كنت قد نزلت في فندق هيلتون طابا انا وصديقان. بعد تناول وجبة العشاء في المطعم الايطالي المجاور عدنا للفندق وفي طريقنا للغرف دخلنا صالة الكازينو كي نلهو ونروح عن انفسنا بعض الوقت. بعد نحو ساعة وعند العاشرة والثلث في التوقيت المحلي وفيما كانت الصالة تعج بالزائرين واغلبيتهم العظمى من الاسرائيليين سمع دوي انفجار مروع وبنفس اللحظة تطايرنا الى الوراء وتبعثرت الطاولات والمقاعد وتناثرت نحونا كسور اسمنتية من الجدران وفي لحظة انقطع التيار الكهربائي وخيم ظلام دامس وصمت مطبق كأنه صمت القبور لمدة نصف دقيقة. ولا اعرف كيف نهضت من بين الركام وبشكل عفوي هرولت الى الخارج فوجدت المدخل المؤدي الى بهو الفندق قد اغلق بالردم فعدت الى الوراء فلحظت بعض الضوء ينبعث من باب خلفي فخرجت منه هاربا الى بركة الفندق وهناك وجدت نزلاء اخرين في حالة هستيريا تامة يتراكضون ويتدافعون نحو شاطىء البحر القريب من الجهة الشرقية وهم يولولون ويصرخون. هناك تجمع معظم الناجين واتضح لنا ان نزلاء الكازينو لم يتضرروا لان جدرانه لم تنهار بالكامل وفور وصول صديقي هربنا مشيا على الاقدام نحو معبر طابا ومن هناك عدنا الى بيوتنا مخلفين وراءنا كل اغراضنا الشخصية". وافاد حمودة ان بعض النزلاء الاسرائيليين كانوا يصرون بعد مدة بسيطة من الانفجار على مراجعة ادارة الكازينو من اجل استبدال الاقراص البلاستيكية التي كانت بحوزتهم قبل الانفجار بالنقود .الى ذلك افادت القناة الاسرائيلية الاولى عن حدوث اعمال سرقة للحقائب والاغراض المنثورة في ساحة الفندق من قبل السائحين الاسرائيليين. وحتى الان تم تشخيص اثنين من فلسطينيي 48 من بين ضحايا تفجير الفندق وهما الطفل خليل زيتونة ابن عشرة اعوام من مدينة يافا وحافظ الحافي ،38 عاما، من مدينة اللد.

المصطلحات المستخدمة:

ايلات, اللد

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات