كشفت مصادر صحافية إسرائيلية - في تقرير نُشِرَ أخيراً- النقاب عن وجود "منتدى" أميركي إسرائيلي مشترك يضم أعضاء في الكونغرس والكنيست. وقالت إن "المنتدى" يعمل كـ "قناة حوار هادئة" يتبادل الجانبان في إطارها "الرأي" في قضايا وشؤون استراتيجية تهم البلدين.
وجاء في التقرير، الذي كتبه الصحافي المطلع جدعون ألون في صحيفة "هآرتس" (3/10/2004)، أن المنتدى الذي أقيم في تكتم بمبادرة مشتركة من جانب رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يوفال شتاينيتس (ليكود) والسناتور الجمهوري جون كيل (من ولاية أريزونا) يزاول نشاطه كـ "قناة حوار" غير معلنة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، علماً أن المبادر الأساسي للفكرة هو وزير الدولة في حكومة شارون، عوزي لانداو (أبرز رموز صقور اليمين المتطرف في الليكود) وذلك عندما تولى رئاسة لجنة الخارجية والأمن (1996-1999). ويقول لانداو إن المنتدى المشترك "استهدف إفساح المجال لتبادل الرأي في مواضيع استراتيجية توجد لإسرائيل والولايات المتحدة مصلحة مشتركة في صددها". وأضاف أن "مجلس النواب والشيوخ -الأميركيين- يمثلان مراكز نفوذ وقوة تتمتع بأهمية قصوى ولذلك هناك أهمية كبيرة للتعاون معهما في مجالات متعددة".
وأشار لانداو إلى أن إقامة المنتدى تمت بصورة "سرية" تقريباً منعاً لقيام وزارة الخارجية الإسرائيلية بإحباط هذه الخطوة، على حد قوله، موضحاً أن أول لقاء عُقِدَ في هذا الإطار المشترك جرى في صيف العام 1998، وتناول الجهود الدفاعية في مواجهة الصواريخ البالستية. وقد أقر الكونغرس في أعقاب اللقاء رصد ميزانية إضافية بقيمة 300 مليون دولار لتمويل تطوير وسائل دفاعية لهذا الغرض، خٌصِّصَ منها مبلغ 50 مليون دولار لإنتاج بطارية ثالثة من صواريخ "حيتس" – المضادة للصواريخ البالستية – لحساب إسرائيل.
غير أن لقاءات "المنتدى المشترك" توقفت إثر استقالة لانداو (1999) من رئاسة لجنة الخارجية والأمن، ولم يستأنف "المنتدى" نشاطه ولقاءاته سوى عقب إختيار النائب الليكودي يوفال شتاينيتس لرئاسة اللجنة في آذار 2003.
ووفقاً لما أورده "ألون" في تقريره فقد عقدت حتى الآن (في نطاق استئناف المنتدى المشترك لعمله) ثلاثة لقاءات جرت في واشنطن وتل أبيب، تكللت بتحقيق "عدة إنجازات هامة" حسب شتاينيتس، الذي أردف موضحاً "نجحنا في الإسهام في إنقاذ مشروع صاروخ حيتس" الذي تمول واشنطن أكثر من 60% من تكلفته.
من جهة أخرى، تابع "ألون"، فقد تباهى ممثلو إسرائيل في "المنتدى المشترك" بالعديد من "الإنجازات" الأخرى التي قالوا إنهم استطاعوا تحقيقها في نطاق جهودهم وحواراتهم المكثفة مع أعضاء ولجان الكونغرس الأميركي ولاسيما في ميدان دعم وتمويل برامج تطوير منظومات تسلح إسرائيلية متقدمة، كمشروع منظومة الصواريخ الإعتراضية "ناوتيلوس" المخصصة لإعتراض صواريخ "الكاتيوشا" و "القسّام" بواسطة أشعة ليزر، وتعزيز القناعة و "الوعي" لدى نظرائهم في الكونغرس إزاء ما وُصِفَ بـ "المخاطر الكامنة في برامج التسلح الإيرانية" وخاصة "القدرات النووية الإيرانية".
وقال شتاينيتس، الذي يترأس الوفد الإسرائيلي لإجتماعات "المنتدى المشترك"، إن جهود فريقه على هذا الصعيد أثمرت عن مشروع قانون فرض العقوبات على إيران (قانون "إيران- الذرة") الذي بادر إلى طرحه السناتوران جون كيل وديان باينستين وتم إقراره من قبل مجلس الشيوخ والنواب لكنه لا يزال بإنتظار توقيع الرئيس الأميركي جورج بوش، حتى يصبح نافذ المفعول. واستطرد شتاينيتس مشيراً إلى أن أعضاء الوفد الإسرائيلي حصلوا على تعهد من زملائهم الأميركيين بمعارضة بيع الولايات المتحدة لشبكات أسلحة متقدمة لدول عربية، وخاصة مصر والسعودية.
وأكد شتاينيتس أن النشاط وجهود فريقه في إطار "المنتدى" الأميركي – الإسرائيلي المشترك، يتِّمان بالتنسيق الكامل مع المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. يشار إلى أن الوفد الإسرائيلي الدائم لهذا "المنتدى المشترك" يتألف، إضافة إلى رئيس لجنة الخارجية والأمن، شتاينيتس، من أعضاء الكنيست (ولجنة الخارجية والأمن) إيهود ياتوم وعومري شارون (ليكود)، حاييم رامون وأفرايم سنيه (عمل) وإيلان ليبوفيتس (شينوي)، فيما يضم وفد الكونغرس الأميركي، إضافة إلى جون كيل، كلاً من السناتورة الديمقراطية ديان باينستين، والسناتور كورت فولدون الذي يشغل منصب نائب رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، وعضوة المجلس جين هرمان (وهي عضو في لجنة الإستخبارات التابعة لمجلس النواب) والسناتورة الجمهورية سوزان كولينس (رئيسة لجنة الإستخبارات والأجهزة السرية المنبثقة عن مجلس الشيوخ) والسناتور الجمهوري سام براونبك.