المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، ان قوات الاحتلال واجهزة الأمن استكملت استعداداتها لمواجهة تصعيد محتمل في الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة يعقب وفاة الرئيس ياسر عرفات، خصوصاً في الأيام التي ستسبق تشييع جثمانه، مضيفاً «اننا الآن بصدد اليوم التالي لرحيل عرفات. انها فترة انتقال يكتنفها الغموض». في الوقت نفسه لا تزال مسألة دفن عرفات تشغل الاسرائيليين ووسائل الاعلام العبرية، وسط اجماع صهيوني على عدم السماح بدفنه في محيط المسجد الأقصى المبارك.

وتابع موفاز اثناء تقديمه تقريراً أمنياً في جلسة الحكومة الاسبوعية يوم 7/11 ان اسرائيل تتأهب لمواراة جثمان الرئيس في غزة وانها ستقدم المطلوب منها من تسهيلات في حال توجهت اليها السلطة الفلسطينية بطلبات محددة. وزاد ان الدولة العبرية تنتظر بزوغ قيادة فلسطينية شرعية تطبق الاصلاحات في السلطة «لتكون سلطة واحدة وسلاحاً واحداً وقانوناً واحداً»، لكنها لا تتدخل في ما يدور في السلطة، وفي بلورة القيادة المقبلة.

وباعتقاد موفاز فإن ثمة مؤشرات الى ان "الحرس القديم" تسلم زمام الأمور ويبث الانطباع بأنه يسيطر على الأوضاع ويبدي رغبة في التوصل الى اتفاق داخلي حول «اليوم التالي»، ويبدو انه يحض على توحيد الصفوف ووقف نشاط «حركة المقاومة الاسلامية» (حماس) و«بإمكاني التقدير بأن حماس ومنظمات اخرى معنية في المشاركة في القيادة الجديدة، بينما تسعى ايران وحزب الله لمواصلة اعمال العنف والارهاب لإحباط أية محاولة للتهدئة».

من جهته، كرر رئيس الحكومة اريئيل شارون الطلب من وزرائه عدم اطلاق تصريحات تتعلق بصحة الرئيس الفلسطيني. وانتقد نائبه يوسف لبيد على تصريحه نهاية الاسبوع بأن «الزعماء اليهود فقط يرقدون في القدس وليس الارهابيين العرب». وبدا شارون منزعجاً من ان وسائل الاعلام الاميركية تناولت بإسهاب هذا التصريح «بينما يتحتم علينا الآن إبداء ضبط النفس والصمت». لكن ملاحظة رئيس الحكومة لم ترق لعدد من وزرائه الذين تسابقوا في امتداح أقوال لبيد، فيما حذر الوزير ناتان شيرانسكي من مغبة ان يساعد «الصمت الاسرائيلي» الأوروبيين في مسعاهم لرفع صورة عرفات الى اسطورة «والأجدر بنا ان نذكر العالم بأننا نتحدث عن ارهابي وقاتل فعل كل شيء لمنع السلام».

ولا تزال مسألة دفن عرفات تشغل الاسرائيليين ووسائل الاعلام العبرية وسط اجماع صهيوني على عدم السماح بدفنه في محيط المسجد الأقصى المبارك. وأعلن الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف دعمه لموقف شارون وتعنته في هذه المسألة. وجاء لافتاً الموقف الذي تبنته صحيفة «هآرتس» المحسوبة على الأوساط الليبرالية والتي اعتبرت في افتتاحيتها يوم 7/11 مسألة دفن الرئيس في ثرى الأقصى «غير واردة الآن» ونصحت الحكومة بالتفاوض مع الفلسطينيين حول امكان دفن عرفات في «منحدرات المسجد أو خارج اسوار القدس القديمة».

واقترح الناطق باسم كتلة حزب «العمل» المعارض، النائب أوفير بينيس «مقايضة دفن الرئيس في القدس، لكن ليس في الأقصى»، بالتزام فلسطيني رسمي وخطي تجاه الولايات المتحدة وأوروبا والعالم بأسره بوقف الانتفاضة وبهدنة غير محددة زمنياً واخراج مدينة القدس من «دائرة العنف والارهاب». ورأى ان هذه «الصفقة» ستضع الفلسطينيين أمام خيارين: استئناف الحوار مع اسرائيل أو مواصلة المواجهات. واثار الاقتراح حنق نواب «الليكود»، وقال رئيس الائتلاف البرلماني جدعون ساعر ان أقوال بينيس تعكس «عمق الافلاس الصهيوني» لحزب «العمل» الذي بات يتبنى المواقف الفلسطينية في كل قضية ترتبط بالنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي.

وأصدر حاخامات اليمين «فتوى» جديدة تحرم دفن الرئيس الفلسطيني في المسجد الأقصى (جبل الهيكل) وانضمت اليهم جمعية تمثل العائلات الاسرائيلية الثكلى التي طالبت الحكومة بعدم السماح بإعادة الرئيس الفلسطيني الى وطنه حياً أو ميتاً واعربت عن مخاوفها من ان تعاظم جنازة الرئيس «الارهاب الاسلامي».

(من أسعد تلحمي)

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة, اريئيل, هآرتس, الليكود

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات