المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 730

 كتب وديع عواودة:

بكثير من الاحتفالية والاستمتاع تواصل وسائل الاعلام الاسرائيلية وعلى رأسها كبرى الصحف "يديعوت احرونوت" التشفي بالحالة الصحية للرئيس  ياسر عرفات والتحريض على كل ما يمثله بشكل غير مسبوق، فيما يقوم نشطاء متدينون في مدينة القدس بتوزيع الحلوى والنبيذ على المارة، كما جاء في موقع "لداعت" الاصولي التابع لـ"اجودات يسرائيل". وفي وقت يتابع فيه الفلسطينيون والعالم بقلق الانباء الشحيحة والمتضاربة حول صحة الرئيس الفلسطيني، يواصل الاسرائيليون، وبلهجة تشف وحقد واضحة، التشكيك بصحة المعلومات التي يدلي بها مساعدو عرفات حول صحته واطلاق الشائعات حول ذلك في محاولة للنيل منه حتى بعد مماته، كما اكد النائب حسن خريشة ومتحدثون فلسطينيون كثر.

 

ومنذ نقل ابو عمار الى باريس تفرد يوميتا "يديعوت احرونوت" و"معاريف" وصحف اخرى  صفحات كثيرة لهذا الموضوع ازدحمت بالمواد التحريضية على عرفات وبلغت حد الاشاعة بأنه قد توفي جراء الاصابة بعدوى "الايدز" ناقلة تصريحات بذيئة للغاية لمواطنين اسرائيليين من مواقع الانترنت. وهذا ما اقدم عليه الصحفي المخضرم دان مرجليت اثناء برنامج اخباري في القناة الاولى استضاف فيه الرئيس السابق للشاباك يعقوب بيري الذي تحفظ بدوره من الاجابة على السؤال معتبرا اياه ضربا من الشائعات غير المفحوصة. ويأتي ذلك اضافة الى اتهام زوجته بسرقة الملايين واستذكار قول مناحيم بيغن بصدده بانه "يدب على اربع ووجهه مكتظ بالشعر". وقبل ذلك كانت "يديعوت" قد عنونت صدر صفحتها الاولى يوم الجمعة بالقول ان الارهابي رقم واحد والمسؤول عن "قتل الاف الاسرائيليين" قد مات، فيما هنأت "معاريف" قراءها بعدم تزامن وفاة "الارهابي" عرفات نهائيا مع اليوم الذي تم فيه احياء ذكرى اسحق رابين. وخلال ذلك تستحضر مقالات مستعربين اسرائيليين للتأكيد على "الخراب والدمار" اللذين جلبهما عرفات على شعبه. كما استمرت الصحافة  الاسرائيلية في محاولة التلاعب بمشاعر الفلسطينيين ومؤيدي قضيتهم من خلال التلويح بأن اسرائيل هي التي ستحدد مكان دفنه، ولن تسمح بتنفيذ رغبته بدفنه في الحرم القدسي.
ولم يشذ وزير القضاء الاسرائيلي، يوسف لبيد، عن القاعدة فشارك هو الآخر باستفزاز مشاعر الفلسطينيين القلقين على صحة رئيسهم وذهب يقول  "ملوك اليهود يرقدون في القدس وليس الإرهابيين العرب".
وعلى الصعيد ذاته هبت عاصفة في اليمين الاسرائيلي ضد عضو الكنيست، أوفير بينيس، من حزب العمل، الذي ذهب هو الاخر الى التلاعب باعصاب الفلسطينيين في هذا الظرف الحساس، لمقايضتهم بالسماح بدفن عرفات في القدس، مقابل تعهد كافة الفصائل الفلسطينية تجاه إسرائيل والرباعية الدولية، بالهدنة دون تحديد وقت وإخراج مدينة القدس خارج دائرة ما أسماه "العنف والإرهاب".

وفي ضوء ذلك طالب عدد من المثقفين العرب من فلسطينيي الـ 48 (كما اكد موقع الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة على الشبكة)  صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بوقف التحريض ضد الرئيس ياسر عرفات، وذلك عبر عريضة وقعها حتى الآن عشرات من المثقفين، بينهم مثقفون من العالم العربي، عبروا عن استهجانهم ونفورهم من التغطية السامة، الممتلئة بالكراهية وبالتشفّي ضد زعيم الحركة الوطنية الفلسطينية ورئيسها المنتخب، ياسر عرفات، في ساعاته الحرجة.
وجاء في العريضة أن هذه التغطية المغرضة تنبض بالكراهية واجتناب الدقة وقلب الحقائق، وفوق ذلك تنبض بالتحريض الأهوج الموجّه لمجمل الحركة الوطنية الفلسطينية التي يقف في طليعتها ياسر عرفات. واضافت "إننا نقرأ ولا نستوعب كمية السموم التي تزودون بها قراءكم اليهود، ومسكم بمشاعر أكثر من مليون عربي في إسرائيل، وبعدد كبير من اليهود الديمقراطيين الذين يعرفون الحقيقة الكاملة".
وطالب الموقعون على العريضة الصحيفة بالاعتذار الفوري نتيجة هذه التغطية المشوّهة التي تمس بهم وتسمم النفوس في الشارع اليهودي.

 

 الى ذلك باشر مركز "اعلام" في مدينة الناصرة داخل اراضي 48 بحملة تواقيع على عريضة احتجاج ضد المعالجة الصحفية "الهستيرية" التي تقوم بها وسائل الاعلام الاسرائيلية في تغطيتها للشأن الفلسطيني متهمة اياها بتبني الرواية الرسمية الملتزمة بالاجماع الصهيوني بشكل اعمى.

 من جهة اخرى،  تواصل اسرائيل التلاعب بمشاعر الفلسطينيين ومؤيدي قضيتهم من خلال التلويح بأنها هي التي ستحدد مكان دفنه، ولن تسمح بتنفيذ رغبته بدفنه في الحرم القدسي.
رئيس الحكومة الإسرائيلية أريئيل شارون استمر في تأكيد اصراره على الحرب مع الرئيس الفلسطيني الذي يعتره خصمه اللدود، بحيث يصر على حرمان عرفات من القدس ميتا، كما حرمه منها حيا.
ولم يحترم وزير القضاء الاسرائيلي، يوسف لبيد، مشاعر الفلسطينيين القلقين على صحة رئيسهم وذهب يقول "ملوك اليهود يرقدون في القدس وليس الإرهابيين العرب".
وعلى الصعيد ذاته هبت عاصفة في اليمين الاسرائيلي ضد عضو الكنيست، أوفير بينيس، من حزب العمل الذي ذهب هو الاخر الى التلاعب باعصاب الفلسطينيين في هذا الظرف الحساس، لمقايضتهم بالسماح بدفن عرفات في القدس، مقابل تعهد كافة الفصائل الفلسطينية تجاه إسرائيل والرباعية الدولية ، بالهدنة دون تحديد وقت وإخراج مدينة القدس خارج دائرة "العنف والإرهاب".   

وقد توجه بينيس الى رئيس الحكومة الاسرائيلية، شارون، طالبا منه الموافقة على هذه "الصفقة" معتبرا ان "الموافقة على دفن عرفات في القدس الشرقية تؤكد وجود جاهزية إسرائيلية للحوار وتلزم الفلسطينيين بحسم موقفهم، اما الحوار واما إستمرار المواجهات".
وفي تعقيبه على ذلك، هاجم عضو الكنيست غدعون ساعر، رئيس الائتلاف الحكومي، وعضو حزب الليكود، أقوال بينيس واعتبرها "تعكس الإفلاس الصهيوني العميق لحزب العمل". وأضاف: "لقد تبنى حزب العمل المواقف الفلسطينية في كل قضية جوهرية تتصل بالنزاع".
وفي تعقيبه على "الصفاقة الاسرائيلية" قال عضو الكنيست ران كوهين، من كتلة "ياحد"، ان على اسرائيل وقف  "لعبة التوتو" المتمحورة حول مكان دفن عرفات مشددا على حق الفلسطينيين وحدهم في تحديد المكان الذي سيدفن فيه عرفات ولا يحق لاسرائيل التدخل في هذه المسألة بتاتا، شريطة الا يدفن عرفات "داخل حدود اسرائيل"، حسب تعبيره.
واعتبر رئيس حركة ياحد، يوسي بيلين، اعلان اسرائيل عن رفضها السماح بدفن عرفات في القدس الشرقية، مسألة حمقاء.  وبرأيه لا توجد اية اهمية للمكان الذي سيدفن فيه عرفات.

ويرى محللون آخرون أن إسرائيل التي تحارب منذ سنوات طويلة لانتزاع اعتراف دولي بأن القدس هي عاصمتها الأبدية، لن تسمح بأي حال من الأحوال بدفن عرفات في المدينة المتنازع عليها.
وزيادة على ذلك فإن القوات الأمنية الإسرائيلية ترى أن تشييع عرفات في غزة سيخفف من أعبائها الأمنية حيث أن الشرطة الفلسطينية ستكون هي المسؤولة عن حماية كبار الشخصيات العربية والدولية التي تصل من مصر عبر المعبر الحدودي الذي تسيطر عليه إسرائيل.
وبهذا الشأن، قال مصدر اسرائيلي ان اسرائيل ستوافق، اذا ما قرر الفلسطينيون دفن عرفات في غزة، على فتح مسار جوي مباشر بين الدول العربية وغزة، كي يتمكن من يشاء من القادة العرب، حتى في الدول التي لا تقيم علاقات مع تل ابيب، من المشاركة في الجنازة، دون ان يضطروا الى الحصول على تأشيرات دخول من اسرائيل.

 

مخول يدعو لفحص امكانية تسميم عرفات نظرا لأسبقيات الموساد
 

قال النائب العربي في الكنيست عن الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة عصام مخول في حديث للاذاعة العامة انه لا يستبعد ان تكون صحة الرئيس ياسر عرفات قد تدهورت نتيجة قيام الموساد بتسميمه، داعيا الى فحص هذه الامكانية بشكل واف نظرا للسوابق التي تورطت بها اسرائيل وكان اخرها محاولة اغتيال خالد مشعل، رئيس الدائرة السياسية في حماس في عمان. مخول شدد على انه من غير المعقول تجاهل حصار الرئيس الفلسطيني والتصريحات الاسرائيلية في السنوات الثلاث الاخيرة حول ضرورة التخلص منه وعدم ضمان حياته واعتباره "من ابناء الموت"، كما صرح شارون وموفاز عدة مرات. وقد اثارت اقوال مخول ردود فعل غاضبة في الساحتين السياسية والاعلامية داخل اسرائيل.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات