نشرت وسائل الاعلام الاسرائيلية (الاثنين 12 ايار) اسرائيل والسلطة الفلسطينية جددتا اللقاءات والتنسيقات الامنية المشتركة، في وقت رجحت فيه المصادر الصحفية الاسرائيلية ان يعقد اللقاء بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون ونظيره الفلسطيني محمود عباس في نهاية الاسبوع، قبل زيارة شارون المقبلة الى واشنطن.ولم يتم طرح اي تاريخ لهذا اللقاء.
واحجمت رئاسة الوزراء الاسرائيلية عن تاكيد هذه المعلومات.
وكان شارون تحدث الاحد 11 ايار في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول عن "لقاء قريب" مع عباس.
وقال شارون "سنلتقي قريبا نظراءنا الفلسطينيين وبمساعدة الولايات المتحدة سنتمكن من التوصل الى اتفاق يؤدي الى السلام".
ومن المقرر ان يجتمع شارون الى الرئيس الاميركي جورج بوش في 20 ايار في البيت الابيض.
وسيكون هذا اللقاء الاول الذي يجمع بين شارون وعباس (ابو مازن) بصفته رئيسا للحكومة الفلسطينية التي تسلمها في 30 نيسان.
وفي حين تتهم اسرائيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بدعم "الارهاب"، تعتبر ابو مازن شخصية معتدلة ومحاورا جديرا بالثقة ولا سيما انه يؤيد "وقف عسكرة الانتفاضة".
وكان ابو مازن قد اجرى اتصالات سرية مع شارون منذ تولي الاخير رئاسة الوزراء في اذار 2001.
لقاء امني سري بين اسرائيليين وفلسطينيين
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة نقلا عن مسؤولين سياسيين كبار في القدس الغربية ان اسرائيليين وفلسطينيين عقدوا مساء السبت 10 ايار اجتماعا امنيا سريا على مستوى رفيع. وقالت الاذاعة ان اسرائيل تمثلت في هذا الاجتماع الذي لم يكشف عن مكانه ونتائجه، بالجنرال عاموس جلعاد، منسق الانشطة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية.
واضافت ان الجانب الفلسطيني تمثل بوزير الدولة لشؤون الامن محمد دحلان.
وانعقد هذا الاجتماع في وقت بدأ فيه وزير الخارجية الاميركي كولن باول زيارة للمنطقة تهدف الى البدء بتنفيذ "خريطة الطريق" التي اعدتها اللجنة الرباعية الدولية (الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا) والتي تنص على قيام دولة فلسطينية على مراحل بحلول العام 2005.
ويعود اخر اجتماع امني اسرائيلي فلسطيني بهدف وقف العنف الى 27 اذار حسب الصحف الاسرائيلية. ولكن لم يؤكد اي مصدر رسمي اسرائيلي او فلسطيني هذا اللقاء.
واوضحت الصحف انه عقد في اطار المشاورات التي اجراها عباس لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة.
ويعود اخر اجتماع امني علني بين الاسرائيليين والفلسطينيين الى 26 اب 2002.
وقد خصص هذا الاجتماع لتطبيق الاتفاق الذي كان يعرف باسم "غزة - بيت لحم اولا" والذي نص على انسحاب الجيش الاسرائيلي تدريجا من مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني التي اعاد احتلالها وقيام السلطة الفلسطينية بمنع الهجمات على اسرائيل انطلاقا من هذه المناطق. ولكن هذا الاتفاق اعتبر لاغيا بفعل سرعة تطور الاحداث.
الوزير الامريكي يرفض طلب ابو مازن رفع الحصار عن الرئيس عرفات
واعتبر الفلسطينيون ان زيارة وزير الخارجية الامريكي كولن باول للمنطقة حيث التقي مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي قد فشلت بسبب سياسة ارئيل شارون وعدم اعلان اسرائيل عن موقفها ازاء خطة خارطة الطريق، وكذلك الشروط التي يطالب بها قبل التفاوض وهي وقف الانتفاضة، والتنازل عن حق العودة.
وقد التقמ باول رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) وعددا من وزرائه في مدينة اريحا في الضفة الغربية حيث جاء خالي الوفاض من اي رد اسرائيلي علي خارطة الطريق بعد ان اجري عددا من اللقاءات مع المسؤولين الاسرائيليين. ويبدو ان الوزراء الفلسطينيين الذين توقعوا ان تكون الولايات المتحدة قد مارست جهدا لاقناع اسرائيل برد ايجابي علي خارطة الطريق قد اصيبوا بخيبة امل.
وقال ياسر عبد ربه وزير شؤون مجلس الوزراء يريدون (الاسرائيليون) الموافقة علي الالتزامات الفلسطينية وتأجيل التزاماتهم الي ما بعد مثلما فعلوا في السنوات السابقة .
وكان محمود عباس قد حذر في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية كولن باول من التعامل بانتقائية مع تنفيذ خارطة الطريق. وشدد ابو مازن مجددا علي رفض العنف من اي جهة جاء في اشارة الي الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وطالب ابو مازن خلال المؤتمر الصحافي بضمان حرية الحركة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وقال اننا نطالب بضمان حرية الحركة للرئيس ياسر عرفات ووقف كل الاجراءات التي تمسه . لكن العقيد محمد دحلان وزير الدولة للشؤون الداخلية قال ان باول رفض هذا الطلب. كما طالب ابو مازن بوقف الاستيطان ووقف الحصار وجدار العزل ووقف الاغتيالات وتدمير المزروعات والبنية التحيتية واطلاق الاف الاسري الفلسطينيين.
واثر لقائه مع باول، حرص شارون بعناية على عدم التفوه بتعبير خارطة الطريق التي لم توافق عليها الحكومة الاسرائيلية رسميا بعد. وجدد شارون التأكيد ضمنيا علي انه يعتبر وقف الانتفاضة شرطا مسبقا لاي مفاوضات مع الفلسطينيين.
وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان حكومة شارون اشترطت كذلك تنازل الفلسطينيين عن حق العودة، لكن باول رد قائلا ان هذه القضية يمكن بحثها في مرحلة لاحقة اثناء المفاوضات الثنائية.
باول يشيد بـ "التدابير الانسانية الاسرائيلية"
من ناحيته، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ان اسرائيل لن تقدم اي تنازلات في مجال الامن. وقال شارون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول: "لا يمكن لاسرائيل ان تقدم اي تنازلات او تسوية الان او في المستقبل، حين يتعلق الامر بالامن".
واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان "حربا فعلية" من قبل الحكومة الفلسطينية برئاسة محمود عباس تشكل "المفتاح لاي تقدم" في اتجاه السلام. وقال شارون خلال المؤتمر الصحافي: "لقد ولى زمن الوعود والتصريحات". واضاف "ما ننتظره الان هو اجراءات فعلية" ضد المجموعات المسلحة الفلسطينية
لقاء باول وشارون
وعبر وزير الخارجية الاميركي كولن باول عن ارتياحه لتدابير <<تخفيف القيود عن الشعب الفلسطيني>> التي وعد بها رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون. بالمقابل اعتبرت حركة حماس تصريحات شارون بشان قيام الحكومة الفلسطينية "بحرب فعلية" ضد الحركات المسلحة بانها تهدف الى القضاء على المنظمات الفلسطينية.
وقال باول ان "التدابير التي ابلغني بها رئيس الوزراء، اعتقد انها واعدة جدا ومفيدة جدا وتظهر التزام اسرائيل في بدء هذه العملية" في اشارة الى 'خارطة الطريق' التي يحاول وزير الخارجية الاميركي الدفع في اتجاه تطبيقها. واضاف باول "نعم، انني مرتاح لما سمعته من قبل رئيس الوزراء" بدون الكشف عن طبيعة التدابير التي يفكر بها شارون.
لكن الاذاعة العامة الاسرائيلية، الموثوقة المعلومات عادة، كانت اعلنت سابقا ان اسرائيل تستعد لاعلان تدابير "انسانية" حيال الفلسطينيين. وفي هذا الاطار افرج الجيش الاسرائيلي الاحد 11 ايار عن عشرات المعتقلين الفلسطينيين كما <<خففت>> اسرائيل اجراءات الحصار المفروضة على الضفة الغربية وقطاع غزة بحسب ما جاء في بيان عسكري، في اجراءات اعتبرها الفلسطينيون غير كافية.
وقال شارون "لا يمكن لاسرائيل ان تقدم اي تنازلات او تسوية الان او في المستقبل، حين يتعلق الامر بالامن".
واعلن رسميا للمرة الاولى عن "لقاء قريب" مع عباس. وقال شارون "سنلتقي قريبا نظراءنا الفلسطينيين وبمساعدة الولايات المتحدة سنتمكن من التوصل الى اتفاق يؤدي الى السلام". واضاف ان "حربا فعلية" من قبل الحكومة الفلسطينية برئاسة محمود عباس تشكل "المفتاح لاي تقدم" في اتجاه السلام. وتابع ان "الهدوء والامن للمواطنين الاسرائيليين سيتيح اعتماد اجراءات اسرائيلية (لتخفيف القيود) تخلق واقعا جديدا وافضل للشعب الفلسطيني". ومن جهة اخرى اعتبر شارون ان "انتصار التحالف (الاميركي-البريطاني) في العراق يقدم فرصا لدفع عملية (السلام) قدما".
لقاء باول وابو مازن
واعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول في اريحا في ختام لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ان الشروط اكتملت لتطبيق فوري لخارطة الطريق. واقر باول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني بانه لا يزال من المنتظر الحصول على "تعليقات" من الجانب الاسرائيلي على خارطة الطريق. لكنه قال "اعتقد انه يوجد ما يكفي من حسن النية والالتزام الكافي لكي نبدأ الان". واضاف ان "الطرفين اظهرا رغبة في البدء (بتطبيق خارطة الطريق) واتخاذ اجراءات" في هذا الصدد.
في المقابل حذر محمود عباس ابو مازن من ان يتم التعامل "بانتقائية" مع تنفيذ خارطة الطريق التي اعدتها اللجنة الرباعية مشددا رفضه العنف من اي طرف. وقال ابو مازن انه "يجب الا يتم التعامل مع خارطة الطريق بشكل انتقائي او بفصل عناصرها بعضها البعض او تفكيكها ". واضاف "اننا نتوقع ان يلتزم الجانب الاسرائيلي بما يترتب عليه" مشيرا الى استعداد القيادة والحكومة الفلسطينية "بصدق واخلاص لتنفيذ ما يترتب عليها" ازاء خارطة الطريق. وتابع موجها كلامه الى باول: "نتوقع منكم ضمان التنفيذ المتوازي" لخارطة الطريق . وشدد ابو مازن مجددا على "رفض العنف من اي جهة جاء" في اشارة الى الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
واكد استعداده للادلاء بالبيان الذي تضمنته خارطة الطريق في نفس الوقت والساعة التي يعلن فيه ارئيل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي هذا البيان. واشار الى ان الجانب الفلسطيني قبل بخارطة الطريق كما هي وتابع انه "صحيح ممكن هناك بعض التحفظات (الفلسطينية) واسقطنا كل تحفظ من اجل المصلحة ونرى انه من الضروري ان تبقى كما اعتمدت من اجل المصلحة وحسن تنفيذها ".
وقد طالب رئيس الوزراء الفلسطيني خلال المؤتمر الصحافي بضمان حرية الحركة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات .وقال "اننا نطالب بضمان حرية الحركة للرئيس ياسر عرفات ووقف كل الاجراءات التي تمسه ". واشار الى انه سلم الى باول رسالة من ذوى المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية "ونرجو ان تولوها اهمية ". واضاف ابو مازن "نتطلع الى وقف الاستيطان ووقف الحصار وجدار العزل ووقف الاغتيالات وتدمير المزروعات والبنية التحيتية ونتطلع الى اطلاق الاف الاسرى الفلسطينيين". وراى ابو مازن انه ستكون فرصة مهمة "لاقامة سلام حقيقي في المنطقة كلها، مبادرة السلام العربية التي بموجبها يتمتع الجميع بالامن والسلام والاستقرار ". وقد وصف مباحثاته مع كولن باول بانها ايجابية ومهمة .