المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

يتوجه مدير ديوان رئيس الحكومة الاسرائيلية، دوف فايسغلاس، الى العاصمة الأمريكية واشنطن، منتصف هذا الأسبوع، للبحث مع مسؤولي البيت الأبيض في التحفظات الاسرائيلية على "خارطة الطريق". وقالت مصادر سياسية رفيعة في القدس الغربية ان زيارة فايسغلاس هذه ذات أهمية كبيرة، على خلفية التصريحات المتناقضة التي صدرت عن مسؤولي الادارة الأمريكية حول الخارطة، ورغبة اسرائيل في سبر غور المقاصد الأمريكية.وينوي مسؤولو الادارة الأمريكية ان يبحثوا مع الجانب الاسرائيلي، ايضاً، الخطوات التي يتعين على اسرائيل القيام بها لتقوية رئيس الحكومة الجديد في السلطة الفلسطينية، ابو مازن. وعلم ان القيادة الأمنية الاسرائيلية ستقترح انسحاب الجيش الاسرائيلي، في المرحلة الاولى، من المناطق التي استولى عليها (أعاد احتلالها) في شمال قطاع غزة، دون ان يغيّر شيئًا في انتشاره في مناطق الضفة الغربية، وذلك مقابل الاجراءات العملية التي ستتخذها حكومة ابي مازن لمحاربة "الارهاب". وتعلل الأجهزة الأمنية الاسرائيلية اقتصار الانسحاب على قطاع غزة بأن الأجهزة الأمنية الفلسطينية هناك (في القطاع) لم تتضرّر.

وكان فايسغلاس قال في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية (السبت ، 5/4) ان اسرائيل لن تقدم "لفتات طيبة" ردًا على مجرد تعيين ابي مازن رئيساً للحكومة، لكنه اذا ما أمسك زمام السلطة وشرع في خطوات عملية ايجابية، "فسنردّ، على الفور، بخطوات عملية ايجابية من جانبنا". وقال فايسغلاس ان المفاوضات مع ابي مازن ستبدأ بعد تأدية حكومته اليمين الدستورية، على امل ان تكون بين يديه صلاحيات فعالة، وخاصة في مجالات الأمن، والمالية، والاعلام ووقف التحريض، بينما تكون مهمته الأساسية هي "بذل جهود غير منقطعة وغير متهاودة للقضاء على الارهاب".

وسيسعى فايسغلاس، خلال محادثاته في واشنطن، الى تحقيق تفاهم امريكي - اسرائيلي بشان "خارطة الطريق" وسبل تطبيقها. فاسرائيل تطالب بأن تكون الخطة متلائمة تمامًا مع خطاب الرئيس جورج بوش من يوم 24 حزيران 2002، والذي شرح فيه رؤيته الخاصة بحل يقوم على اساس دولتين، اسرائيل وفلسطين. "ستكون مهمتنا: الجلوس مع مقص، وورق لاصق وقلم رصاص، لملاءمة الخارطة للخطاب"، قال فايسغلاس.

وكان مسؤولون رفيعون في الادارة الأمريكية، بينهم وزير الخارجية كولن باول ومستشارة الأمن القومي كوندوليسا رايس، أعلنوا مؤخرًا ان "خارطة الطريق" ستقدم الى الأطراف بعد تأدية حكومة ابي مازن اليمين الدستورية، وانه لن يتم ادخال اي تغييرات أخرى على المسودة القائمة لهذه الخارطة. وبالمقابل، تلقت اسرائيل وعودًا بأن يتاح لها عرض ملاحظاتها وتحفظاتها عليها.

ويبدو انه اذا رفضت الادارة الأمريكية إجراء تعديلات وتغييرات على "خارطة الطريق"، ستطلب اسرائيل التوصل الى "تفاهمات جانبية" مع الولايات المتحدة، يتم في اطارها وضع "خطوط حمراء" مشتركة كشرط لتنفيذ الخطة.

ويجري رئيس الحكومة ارئيل شارون (6/4) نقاشًا مقلصًا حول الملاحظات والتحفظات الاسرائيلية على خارطة الطريق، باشتراك وزير الخارجية سيلفان شالوم، ووزير الأمن شاؤول موفاز.

وتشمل وثيقة الرد الاسرائيلي، التي صاغها طاقم توجيه خاص برئاسة فايسغلاس، حوالي 100 تحفظ وتعديل وملاحظة، يتكرر بعضها اكثر من مرة، وتم تأطيرها في 14 تصنيفا. وقد تم ترتيب التعديلات في وثيقة العمل الداخلية، حسب الأهمية.

وتطرح "خارطة الطريق" مساراً لتسوية على ثلاث مراحل: وقف اطلاق النار، واقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، واتفاق على حل نهائي ودائم حتى العام 2005. وقبلت اسرائيل بالمبدأ، لكنها تتحفظ على بنود عديدة في الخطة، ترى انها لا تتلاءم مع "خطاب بوش".

وبين التصنيفات الـ 14 للملاحظات الاسرائيلية: رفض المبادرة السعودية كمرجعية ومصدر صلاحية الخطة؛ ومطالبة بتفكيك البنى الأساسية "للارهاب" وتغيير القيادة كشرطين للدولة الفلسطينية؛ وتقزيم دور "المجموعة الرباعية" في المراقبة على الخطة؛ ورفض القيود على عمليات الجيش الاسرائيلي في مناطق السيادة الوطنية الفلسطينية؛ وموافقة على تجميد الاستيطان فقط بعد ان يسود هدوء امني لفترة طويلة ومتواصلة؛ والمطالبة بأن يعترف الفلسطينيون بدولة اسرائيل كـ "دولة يهودية"، في بداية العملية.

اسرائيل تهدد بابعاد لندن عن المفاوضات مع الفلسطينيين

وفي القدس الغربية هددت اسرائيل بابعاد بريطانيا عن المفاوضات مع الفلسطينيين بسبب المقارنة التي اقامها وزير خارجيتها بين النزاع الاسرائيلي الفلسطيني والحرب في العراق. واعلن دوف فيسغلاس، رئيس مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، للاذاعة العامة "ان دولة تعتمد، مثل بريطانيا، موقفا قليل التوازن والجدارة الى هذا الحد في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني لا يمكنها ان تامل في ان يكون صوتها مسموعا".

واضاف "اننا نرفض هذه المقارنة بازدراء، ومن المؤسف ان تبتعد بريطانيا هكذا عن مشاركتها في تسوية نزاعنا عبر اتخاذها مواقف متطرفة وغريبة".

وقال فيسغلاس ايضا "اننا ندرك صعوبات (رئيس الوزراء البريطاني) توني بلير (على الصعيد) الداخلي، لكن لن يكون بامكاننا القبول طويلا بهذا النوع من التصريحات. واذا ما استمرت هذه اللهجة المعتمدة، فسنستنتج منها الخلاصات السياسية".

لكنه اقر مع ذلك بان "للضغوط التي يمارسها البريطانيون تاثيرًا (على الاميركيين)، وهناك تغيير في الكلام لكننا لا نعرف ما اذا كان ذلك سيترجم بافعال". وتابع فيسغلاس يقول "نأمل في ان تسمح صداقتنا مع الولايات المتحدة بمقاومة الضغوط البريطانية والاوروبية".

وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو اعلن ان الغرب، بما فيه بريطانيا، ينتهج سياسة الكيل بمكيالين بالتحرك ضد العراق وليس ضد اسرائيل.

وقال "هناك قلق من اللهجة المزدوجة التي تعتمدها الدول الغربية اذ تقول من جهة ان القرارت الدولية يجب ان تطبق في العراق بينما لا تبدي حزما ازاء تطبيق القرارات المتعلقة بالنزاع الفلسطيني الاسرائيلي".

واستدعت وزارة الخارجية الاسرائيلية بعد ذلك السفير البريطاني في تل ابيب للتنديد بتصريحات وزير الخارجية البريطاني.

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات