المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 845

عرضت اسرائيل على الولايات المتحدة "رزمة خطوات وبادرات نية حسنة" تقول انها تعتزم اتخاذها بعد اعلان تشكيل حكومة السيد محمود عباس "ابو مازن" في السلطة الفلسطينية. وتتضمن هذه الخطوات انسحاباً تدريجياً للجيش الاسرائيلي من مناطق السيادة الوطنية الفلسطينية، واطلاق سراح اسرى فلسطينيين وتسريع عملية نقل المستحقات المالية للسلطة الفلسطينية.وتأتي هذه الخطوات الاسرائيلية المستقبلية بحسب "هآرتس" (18/4) في سياق التحركات الدبلوماسية الامريكية والاوروبية ضمن سيناريوهات "اليوم التالي" على احتلال العراق، وبرأسها بدء مفاوضات اسرائيلية – فلسطينية على تطبيق "خارطة الطريق". ومن المنتظر ان يصل قريباً وزير الخارجية الامريكي كولن باول الى الشرق الاوسط، في نطاق هذه الاستعدادادت.

 

وذكرت صحيفة "هآرتس" ان "رزمة الخطوات" هذه عرضها الوفد الاسرائيلي برئاسة دوف فايسغلاس مدير مكتب شارون في مباحثاته مع كبار النظام الامريكي في واشنطن يوم الاثنين الماضي (14/4). وقالت الصحيفة ان الوفد الاسرائيلي ابلغ الاميركان ان شارون يعتزم التقاء ابو مازن بعد مباشرته مهام عمله رئيساً للحكومة الفلسطينية، المنتظر الانتهاء من تشكيلها واعلانها خلال ايام، بحسب المصادر الفلسطينية.

ويدرس شارون كذلك امكانية القيام بزيارة الشهر القادم الى واشنطن "اذا كان ذلك ضرورياً لدفع التحركات السياسية الى الامام" ("هآرتس"، 18/4). وتلقى شارون دعوة لحضور حفل تضامن كبير مع اسرائيل يجري في 19 ايار في الولايات المتحدة، ويحضره الرئيس الامريكي جورج بوش ورؤساء الادارة والكونغرس الامريكيين.

وكانت الولايات المتحدة توجهت لاسرائيل في الاسابيع الاخيرة عبر قنوات متعددة، وطلبت منها القيام بخطوات "تسهل نجاح ابو مازن في مهمته وترسيخ مكانته في القيادة الفلسطينية" (هآرتس، 18/4).

وقالت الصحيفة ان قسم التخطيط في الجيش الاسرائيلي اعد دراسة خاصة تفصل الخطوات التي تعتزم اسرائيل القيام بها.

وعرض دوف فايسغلاس ورئيس شعبة التخطيط الاستراتيجي في قسم التخطيط العسكري البريغادير عيبال غلعادي امام الامريكيين "التسهيلات التي قدمتها اسرائيل للفلسطينيين في الشهور الاخيرة (؟؟!!) وبضمنها تجديد نقل اموال الضرائب للسلطة الفلسطينية واعادة الاموال المجمدة في فترة الانتفاضة، وزيادة عدد التصاريح للعمال الفلسطينيين في اسرائيل، وتوسيع النشاط والحركة في نقاط العبور وفتح محاور الطرق ورفع معظم القيود المفروضة على تحرك البضائع" (هآرتس). (يشار الى ان السلطات الاسرائيلية اغلقت مجددا معبر كارني في قطاع غزة امام الشاحنات وحركة نقل البضائع من والى القطاع، بعد عملية نفذها فلسطيني في منتصف الاسبوع اودت بحياة ثلاثة أشخاص، اثنان منهم إسرائيليان).

وفيما يخص الخطوات المستقبلية، ابلغ الاسرائيليون الامريكان ان ابو مازن وحكومته يمكنهم تحديد منطقة يلتزمون "بمعالجة الارهاب فيها" لنشر قوات الامن الفلسطينية فيها، بينما تخرج القوات العسكرية الاسرائيلية منها وتترك للفلسطينيين المسؤولية هناك. "اذا نجح الفلسطينيون في ذلك، ستوافق اسرائيل على انسحاب تدريجي من اماكن اضافية، واذا فشلوا، سيحتل الجيش الاسرائيلي المناطق ذاتها من جديد"!

وقال فايسغسلاس ايضاً ان اسرائيل ستفحص امكانية زيادة وتيرة تحرير العائدات المالية المجمدة للسلطة "لأغراض خاصة"، خلافا لما هو قائم اليوم حيث تنقل الاموال على دفعات شهرية بقيمة 100 مليون شيكل كل مرة.

وجمدت اسرائيل اكثر من 2 مليار شيكل عائدة للسلطة الفلسطينية، وخصمت من المبلغ ما تقول انه ديون لاسرائيليين عند السلطة. علاوة على ذلك جمدت المحاكم الاسرائيلية 800 مليون – مليار شيكل من اموال السلطة بسبب دعاوى تعويض عن اضرار لحقت بالاسرائيليين جراء عمليات انتحارية نفذها فلسطينيون. وطلبت الادارة الامريكية توضيحات من اسرائيل عن تجميد هذه العائدات المالية.

وبحسب اقوال مصادر سياسية اسرائيلية في القدس الغربية، رد كبار النظام الامريكي بالايجاب على الملاحظات التي قدمها الاسرائيليون على "خارطة الطريق". وقالوا ان معظم الملاحظات عولجت في الصيغة الحالية، لكنهم وافقوا على النظر بالايجاب الى ادخال تغييرات في الصياغة بعد نشر الخارطة. وكانت المبررات الاساسية للملاحظات على الخارطة، التي قدمها فايسغلاس والوفد الاسرائيلي للاميركان في مباحثات الاسبوع الماضي، ان اسرائيل ترى وجوب ملاءمة الخارطة لخطاب بوش من 24 حزيران 2002، وفيه قدم تصوره لحل الدولتين. "المبادىء مقبولة عليهم"، قالت المصادر السياسية الاسرائيلية.

وكانت القضية الوحيدة التي تجاوز فيها الاسرائيليون مسار بوش عندما طالبوا ان يعلن الفلسطينيون منذ بداية العملية السياسية عن استعدادهم للتخلي عن حق العودة الفلسطينية. وقال فايسغلاس ان الامر ناجم عن "ضرورات الموازنة": مطالبة اسرائيل بالاعلان عن موافقتها على قيام دولة فلسطينية يوازي مطالبة السلطة الفلسطينية بالتخلي عن حق العودة! ويطلب الاسرائيليون كذلك ان يعترف الفلسطينيون باسشرائيل كدولة يهودية والتخلي عن مطلبهم بعودة اللاجئين الى اوطانهم. وقالت "هارتس" ان الامريكيين لم يردوا على ذلك وما زال الموضوع مطروحاً للنقاش.

وفي محادثات الاسبوع الماضي في واشنطن اوضح الاسرائيليون معارضتهم ادراج المبادرة السعودية كمصدر مرجعية وحيد للعملية السياسية. وتكشفت لدى الطاقم الامريكي خلافات في الامر، ما دفع كولن باول الى الاعلان عن ان اهمية المبادرة السعودية كأساس لخارطة الطريق.

وتؤخر اسرائيل زيارة عدد من وزراء الخارجية الاوروبيين حتى تحليف حكومة ابو مازن، "لكي لا يعززوا موقف رئيس السلطة ياس عرفات".

الرئيس عرفات استقبل ثلاثة من أعضاء الكونغرس الأمريكي

وفي رام الله استقبل الرئيس ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية في مقر الرئاسة (الخميس 17/4)، ثلاثة من أعضاء الكونغرس الأمريكي.

واطلع السيد الرئيس أعضاء الكونغرس: نك رحال وموريس هنشي وداريل عيسى على تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الفلسطينيين، إضافة إلى الجهود الدولية المبذولة لإحياء العملية السياسية.

ووصف الدكتور صائب عريقات وزير الحكم المحلي في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء بأنه كان اجتماع معمق حيث دار النقاش حول الإسراع في طرح خارطة الطريق ووضع آليات تنفيذ على الأرض. وقال: إن أعضاء الكونغرس وعدوا ببذل كل جهد ممكن لدفع عملية السلام وإعادتها إلى مسارها.

وشدد عريقات على ان الرئيس عرفات أكد على ضرورة عدم التردد أو الإبطاء في طرح خارطة الطريق.

من ناحيته قال عضو الكونغرس نك رحال إن الرئيس الأمريكي جورج بوش تعهد شخصياً بحل هذا الصراع وطرح خارطة الطريق التي تبنتها اللجنة الرباعية. وأعرب عن اعتقاده بأن خارطة الطريق هي الطريق الوحيد للوصول إلى السلام في الشرق الأوسط.

موراتينوس: لا تغيير في "خارطة الطريق"

واستقبل الرئيس ياسر عرفات ظهر الخميس في مقر الرئاسة في رام الله، السيد ميغيل انخيل موراتينوس، مبعوث الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط.

وجرى خلال الاجتماع استعراض آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والجهود الدولية المبذولة لدفع وحماية عملية السلام جراء استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا.

وقال موراتينوس، عقب الاجتماع للصحفيين، إنه أجرى مباحثات مطولة مع الرئيس الفلسطيني، تركزت على مناقشة الوضع الراهن، ودعم أوروبا القوي للسلام في الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية- الإسرائيلية.

وأوضح أن رئيس الاتحاد الأوروبي، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية، طلبا مني نقل تحياتهم للسيد الرئيس، وتأكيدهما على التزام الاتحاد بدفع عملية السلام، مشيراً إلى أنه أبلغ السيد الرئيس بالاتصالات الأخيرة التي جرت مع اللجنة الرباعية لنشر خارطة الطريق وتنفيذها حالاً.

وأعرب موراتينوس عن أمله بتحقيق ذلك بعد انتهاء محمود عباس "أبو مازن" رئيس الوزراء الجديد من تشكيل حكومته، ونأمل أن يتم ذلك بالسرعة الممكنة.

ورداً على سؤال حول ما هية الضمانات لعدم إجراء أي تعديلات على خطة خارطة الطريق؟ أكد موراتينوس على أن الخارطة التي ستنشر وتنفذ هي الخارطة التي اعتمدت في اجتماع اللجنة الرباعية في ديسمبر 2002، ولن يكون هناك أي تعديل أو تغيير أو أية إمكانية لإعادة التفاوض عليها، مضيفاً أنه عندما تنشر بإمكان الطرفين العودة إلينا للحديث حول آلية التنفيذ، لكنه يجب الالتزام بها كما هي للوصول إلى السلام.

وشدد موراتينوس على أن المجتمع الدولي ملتزم بذلك، وملتزم أيضاً بدعم وجود دولتين دولة فلسطين ودولة إسرائيل تعيشان بأمن وسلام إلى جانب بعضهما.

من جهته، أكد الدكتور نبيل شعث، وزير التخطيط والتعاون الدولي، أن موراتينوس يواصل مهمته التي يقوم بها وفريقه من الاتحاد الأوروبي بشكل عام، لدفع عملية السلام.

وقال إن رسالة أوروبا واضحة، وهي تقف إلى جانب إعلان سريع لتنفيذ خارطة الطريق بدون أي تعديل، مشيراً إلى أن هناك اتفاقاً تم بينهم وبين الأمريكيين والروس والأمم المتحدة للإعلان عن الخطة سريعاً دون تعديل، عقب تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة.

 

المصطلحات المستخدمة:

حق العودة, هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات