يعتقد العديد من العرب، خطأ، بأن الفلسطينيين في "الدولة اليهودية" يتمتعون "بامتيازات" و"حقوق" تميزهم معيشيا وسياسيا واقتصاديا عن سائر أبناء شعبهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولا يدرك أولئك العرب بأن "فلسطينيي عام 1948" شكلوا منذ أواخر الأربعينيات، وما زالوا يشكلون حتى اليوم، بالنسبة "للدولة اليهودية"، "مشكلة أمنية" إستراتيجية من الدرجة الأولى، لا بد من التخلص منها نهائيا، عبر اجتثاثها من جذورها،
"ماذا لدينا نحن؟ ماذا يحدث في كتبنا المدرسية؟ هل يظهر فيها الخط الأخضر؟ هل يوجد فيها اعتراف بحق الفلسطينيين بدولة خاصة بهم في حدود العام 1967؟ هل تدعو الى محبة الفلسطيني والاعتراف بالإسلام؟ الإجابة قطعا لا"- هذا ما هتف به داعية السلام واليساري الإسرائيلي أوري أفنيري في مقال نشرته "الأيام" في الفاتح من نيسان الماضي، وهو كلام حقيقي وليست له علاقة بالطبع بكذبة نيسان المعروفة.
رغم رواسب الخطاب "العمالي/ اليساري" الذي طالما تشدق به زعيم حزب "العمل" الإسرائيلي، عمير بيرتس، إلا أنه، وبموافقة حزبه، قرر شراء حقيبة وزارة الدفاع بدل وزارة المالية أو الاقتصاد، أو حتى الشؤون الاجتماعية، وبالتالي قلب ظهر المجنِّ للفقراء في إسرائيل ممثلين باليهود الشرقيين وفلسطينيي الخط الأخضر الذين لعبوا دوراً أساسياً في حصد حزبه مقاعد برلمانية فاقت حصة الليكود الذي كانت أصوات اليهود الشرقيين أنفسهم قد رفعت حزبه للمرة الأولى إلى الحكم العام 1977.
يقول المثل الشعبي العربي "التم المتعوس على خايب الرجا". وهذا ملائم كثيرا لتضامن جورج بوش مع إيهود أولمرت بعد ساعتين من نشر تقرير فينوغراد.
ما أشد ارتباط الشؤون الإسرائيلية بمثيلتها الأميركية!
الصفحة 6 من 81