خص الشاعر الفلسطيني محمود درويش جريدة "الحياة" بمقال في وداع الرئيس ياسر عرفات في ما يأتي نصه:
فاجَأَنا ياسر عرفات بأنه لم يفاجئنا. كأنّ تطابقاً بين الشخص المريض والنص المريض قد حدَّد مسبقاً صورة النهاية, وحرم البطل التراجيدي من اضفاء خصوصيته على القَدَر. فلا معجزة هذه المرة, ولا مفاجأة, منذ أصبحت التراجيديا, المصورة في مسلسل تلفزيوني طويل, يومية ومألوفة وعادية!
يظهر أن الأمور سائرة في وجهة تشكيل حكومة "وحدة وطنية" جديدة في إسرائيل، ترتكز إلى تحالف أحزاب "الليكود" و"العمل" و"شينوي". وعلى رغم أن الانشغال بتحركات المعارضة لحكومة من هذا القبيل، سواء داخل "الليكود" أو داخل "العمل"، يطغى حاليًا على إهتمام وسائل الإعلام والمعلقين في إسرائيل، أزيد من متابعة ما يعدّ له زعيما هذين الحزبين في العلن والخفاء، فان هناك، حتى الآن، شبه إجماع في أوساط هؤلاء كافتهم على عدم تحميل هذه المعارضة أكثر مما تحتمل، إلى ناحية التعويل على قوتها ومقدرتها في الحؤول دون قيام حكومة كهذه في القريب العاجل.
ثمة فارق كبير بين قرارات مختلف الهيئات والمؤسسات الدولية وقرار المحكمة الدولية في لاهاي بشأن الجدار الفاصل. فجميع الهيئات، من دون استثناء تقريبا، تقوم على مبدأ التمثيل. ولكن المحكمة الدولية تقوم على مبدأ الكفاءة المهنية. والى وقت قريب لم يكن هناك من يرتاب في أن قرارات هذه المحكمة يمكن أن تكون سياسية الدوافع. ولكن الآن، وبعد القرار الذي يدين كل السلوكيات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا يجد الإسرائيليون أمامهم من وسيلة لاتهام هذه المحكمة إلا بادعاء دوافعها السياسية.
اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي، شاؤول موفاز، أن العراق الآن هو ميدان الاشتباك بين ما أسماه "قوى التقدم" و"الإرهاب". وقال إن إسرائيل تتمنى النجاح للأميركيين في هذه المعركة. وتأتي تصريحات موفاز هذه في ظل القلق المتزايد من آثار المقاومة العراقية للاحتلال الأميركي وهو قلق عبرت عنه بشكل واضح أعمدة الرأي في الصحف الإسرائيلية.
الصفحة 37 من 81