المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

التأمت الحكومة الاسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية بتشكيلتها الكاملة أمس الأربعاء لتدارس الخطط التي قدمها قادة الجيش الاسرائيلي لرئيس الحكومة أريئيل شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز «الكفيلة بوقف اطلاق القذائف الفلسطينية» الى مستوطنات القطاع وبلدات محاذية داخل «الخط الأخضر»، وسط توقعات باختيار «الخطة الأنسب» وفقاً لنتائج زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) للقطاع و«متابعة جدية الأنباء» عن تنفيذ خطة أمنية جديدة تشمل نشر عناصر الاجهزة الأمنية الفلسطينية في أنحاء القطاع للعمل على منع اطلاق الصواريخ.

وحذر وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم من ان «نافذة الفرص» التي فتحت منذ انتخاب «أبو مازن» قد تغلق في غضون أسابيع، ما يحتم استغلال الوقت الراهن، خصوصاً ان للفلسطينيين مصلحة في تهدئة الأمور. وقال المعلق في الشؤون العسكرية في اذاعة الجيش الاسرائيلي ان قادة الألوية عرضوا أمام رئيس الحكومة ثلاث درجات لعمل عسكري، الأولى تشمل عمليات توغل على غرار العملية التي نفذت مطلع الاسبوع الجاري رداً على عملية تفجير الشاحنة في «معبر كارني»، أي توجيه ضربات متتالية ثم التراجع على أن تكون العملية محددة زمنياً. والدرجة الثانية وتشمل توغلاً لأيام على غرار عملية «أيام الثوبة» التي دامت 17 يوماً يتم فيها السيطرة على مناطق اطلاق الصواريخ و«تكبيد الفلسطينيين ثمناً»، محذرين في الآن ذاته من انها تعرض قوات الاحتلال الى خطر. والدرجة الثالثة هي اعادة احتلال شمال قطاع غزة بأكمله «وتنفيذ علاج جذري للبنى التحتية للارهاب». وأضاف المعلق ان تسريبات من الاجتماع الذي تم التكتم على معظم مداولاته أفادت بأن قائد «المنطقة الجنوبية» الكولونيل دان هارئيل اقترح الرد على كل قصف فلسطيني بقصف مدفعي مدمر.

وأفادت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان موفاز يعارض القيام بهجوم واسع الناطق يعيد احتلال القطاع كله كما فعل جيش الاحتلال في عملية «السور الواقي» في الضفة الغربية قبل ثلاثة أعوام، وذلك لخشيته من ان تدفع اسرائيل ثمناً باهظاً في الأرواح لا يمكن مقارنته بالذي دفعته في «السور الواقي»، هذا فضلاً عن ان عدواناً كهذا يتطلب استدعاء قوات كبيرة من الاحتياط يفضل وزير الدفاع تكليفها مهمة تنفيذ خطة «فك الارتباط» على إشغالها في عملية عسكرية واسعة. وتتابع الصحيفة ان موفاز لم يستبعد «في حال لم يكن مفر آخر أمامنا» اعادة احتلال مناطق واسعة شمال القطاع والبقاء فيها فترة طويلة الى حين التوصل الى تسوية مع الفلسطينيين.

ويرى مراقبون ان شارون وعلى رغم مطالبته الجنود «فعل كل ما هو متاح لوقف اطلاق القذائف الفلسطينية» قد يتريث قبل تنفيذ هجوم جديد على القطاع ويمنح أبو مازن «فرصة أخيرة»، إلا اذا نفذ الفلسطينيون هجمات عسكرية تودي بحياة جنود ومستوطنين كثر. ويعتقد هؤلاء ان رئيس الحكومة الذي قال أول من أمس ان «أبو مازن» ليس بحاجة الى وقت للتكيف في منصبه انما يسعى الى ابتزاز تنازلات فلسطينية تحت وطأة التهديد بعدوان جديد الذي ما انفك عدد من أقطاب حكومته يلوحون به «لكنه مدرك في الآن ذاته حال الاحباط والعجز في أوساط الجيش» وضغط الرأي العام للقيام بعمل ما يبدد الانطباع بأن اسرائيل فقدت قوتها الردعية.

وقال شارون خلال لقاء في القدس مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي ان «اسرائيل ليست مستعدة لتحمل المزيد من الخسائر بسبب عدم تحرك أبو مازن. لا يتوقع احد ان تسهل اسرائيل الأمور على السلطة في وقت يقتل مواطنوها».

ولفتت صحيفة «معاريف» الى موقف أركان حزب «العمل»، الشريك الجديد في حكومة شارون، المؤيد للقيام بعمل عسكري، وقالت ان بعض وزراء «العمل» يظهرون مواقف أكثر تشدداً من نظرائهم في «الليكود»، ما ينذر بأن العدوان على غزة آت ولم يتبق سوى رصد توقيته.

المصطلحات المستخدمة:

الخط الأخضر, رئيس الحكومة, الليكود

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات