منذ العشرين من أيار 2007 تدور معارك عنيفة بين الجيش اللبناني ومنظمة "فتح الإسلام" المرتبطة مع تنظيم "القاعدة"، حيث يتواجد العشرات من نشطاء هذه المنظمة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين المحاذي لمدينة طرابلس. ويبدو أنّ حكومة فؤاد السنيورة، التي تحظى بدعم سياسي وعسكري من حلفائها في المنطقة وفي العالم، مصرّة على طلبها في استسلام الناشطين المحاصرين وترى في هذا الحدث ليس فقط مشكلة أمنية خطيرة وإنما بالأساس امتحان قوة مهمًا بالنسبة للحكومة. وقد جذب هذا الحدث الانتباه من جديد لما يجري في لبنان ولمشكلة الاستقرار اللبناني الهش بالشكل الذي قد يؤثر على المنطقة برمتها وعلى إسرائيل في عدة نواح.
نشهد في الأشهر القليلة الفائتة سلسلة من التصريحات التهديدية الصادرة من طرف موسكو. ففي شهر شباط الماضي قال قائد قوة الصواريخ الروسية إنه في حال أتاحت بولندا وتشيكيا إمكانية نشر منظومات أميركية مضادة للصواريخ في أراضيها فإن في وسع قوة الصواريخ الإستراتيجية الروسية أن تتعرّض لهذه المواقع. وفي شهر حزيران الحالي هدّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بنفسه بأن تعود روسيا ردًا على نشر هذه المنظومات وتدرس إمكان توجيه صواريخها النووية نحو أهداف أوروبية، الأمر الذي استنكفت عن القيام به منذ أواسط التسعينيات.
بعد تجدد المواجهات العنيفة بين حركتي "فتح" و"حماس" شنت الثانية (حماس) هجوماً شاملاً بهدف تصفية القوة العسكرية لحركة "فتح" والسيطرة على قطاع غزة. واجه الهجوم (الحمساوي) مقاومة ضعيفة من جانب خصوم ذوي دافعية منخفضة وسقطت معاقل "فتح" الواحد تلو الآخر في قبضة "حماس". وعلى ما يبدو فقد أحرزت "حماس" سيطرة كاملة في قطاع غزة ولم يعد لفتح كحركة فاعلة أي تواجد تقريباً. وكرد فعل على هذه الأحداث شرعت حركة "فتح" بحملة اعتقالات لنشطاء "حماس" في مناطق الضفة الغربية، وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حالة الطوارئ، وحل حكومة الوحدة الوطنية وعين حكومة تكنوقراط من المقربين لحركة "فتح" برئاسة سلام فياض.
شكل تدمير معظم صواريخ "حزب الله" البعيدة المدى في اليوم الأول للحرب واحداً من أهم منجزات سلاحي الاستخبارات والجو الإسرائيليين. غير أن الوزير شاؤول موفاز ذكر مؤخراً أن إيران وسورية زودتا حزب الله بصواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف في وسط وجنوب إسرائيل [رؤية تحليلية بعيون إسرائيلية]
في التاسع عشر من شهر شباط الماضي عقد في القدس الغربية لقاء ثلاثي جمع بين وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس ورئيس الحكومة الإسرائيلي، إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).
هذا اللقاء تقرر قبل عدة أسابيع كجزء من تنفيذ تعهد الرئيس بوش، في نطاق خطابه حول العراق، بزيادة دور الولايات المتحدة في عملية السلام في الشرق الأوسط. غير أن توقيت اللقاء- بعد توقيع إتفاق مكة بين حركتي "فتح" و"حماس"- حوله إلى لقاء إشكالي ومركب بالنسبة لجميع الأطراف وخلق لديها توقعات متضاربة.
هناك حكاية مشهورة عن ألبرت أينشتاين يعطي فيها البروفيسور القدير امتحاناً لصف معين على الرغم من أنه كان قد أعطى الصف ذاته نفس الامتحان قبل ذلك بقليل. وعندما لاحظ مساعده هذا الأمر سارع إلى تنبيهه بأن هذا الصف قد أُمتحن في هذه المادة. ابتسم البروفيسور، وقال: حسناً، تغيرت الإجابات. وهكذا عندنا أيضاً فالأسئلة هي نفس الأسئلة، لكن الإجابات تغيرت.
الصفحة 13 من 119